لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ترتيبات جديدة للشرق الأوسط.. وإسرائيل الرابح الوحيد

03:44 م الثلاثاء 12 يوليه 2016

سامح شكرى ونتنياهو

تقرير – محمد مكاوي:

تحركات سياسية ودبلوماسية عديدة تشهدها منطقة الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة، فما بين تطبيع علاقات بين تركيا وإسرائيل، وجولة رسمية إسرائيلية في قلب افريقيا و"محاولات إعادة عملية السلام" في القضية الفلسطينية الإسرائيلية، يبدو أن إسرائيل هي الرابح الوحيد بحسب محللين ومتابعين الذين أطلق بعضهم على هذه التحركات اسم "سايكس بيكو" الجديدة.

وقبل نحو مائة عام بالضبط وقعت القوتان الاستعماريتان الرئيسيتان بريطانيا وفرنسا اتفاقية سرية عرفت لاحقا باسم "سايكس- بيكو" تم بموجبها اقتسام إرث الدولة العثمانية في الشرق الاوسط بعد الحاق الهزيمة بها في الحرب العالمية الأولى.

الكاتب والمحلل السياسي أيمن الصياد، نشر تسلسلا زمنيا للأحداث الأخيرة مصحوبًا بصورة وضعها على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، قال عنها "حتى نضع زيارة شكري في مكانها من معادلة أكثر اتساعا وأعمق دلالة".

image001

وزار وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس الأحد إسرائيل وهي الزيارة التي قالت عنها وزارة الخارجية إنها "لبحث مسار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وهذه الزيارة هي الأولى لوزير خارجية مصري منذ 2007، بعد اجتماعات أجراها شكري مع مسؤولين فلسطينيين في رام الله يوم 29 يونيو.

وطرح الرئيس السيسي في مايو الماضي مبادرة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية مصرية، ودعا الفصائل الفلسطينية إلى الوصول إلى مصالحة حقيقية حتى نستطيع أن نجد حل حقيقي للقضية، مقدمًا مساعدة مصر في هذا الطرح. كما دعا السيسي الأحزاب الإسرائيلية إلى التوافق، وطلب من القيادة الإسرائيلية إذاعة خطابه داخل إسرائيل لإيجاد حل للأزمة الفلسطينية.

زيارة شكري إلى إسرائيل جاءت بعد أيام من جولة وصفت بالتاريخية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى دول حوض النيل استمرت قرابة أسبوع، حصل خلالها على تأييد أثيوبيا وكينيا ورواندا وأوغندا وجنوب السودان وزامبيا وملاوي للحصول على عضوية مراقب بالاتحاد الافريقي.

رافق نتنياهو في جولته الافريقية وفد من 80 مسؤولا يمثلون أكثر من 50 شركة إسرائيلية بينها شركات تصنيع حربي، بالإضافة إلى عدد كبير من الخبراء الأمنيين والعسكريين.

إيمان زهران الباحثة في المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، ترى أن إسرائيل هي الرابح من التحركات السياسية والدبلوماسية الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، ويمكننا أن نربط بين زيارة نتنياهو الأخيرة إلى افريقيا وعودة العلاقات التركية الإسرائيلية بالإضافة إلى زيارة وزير الخارجية المصري إلى إسرائيل.

وربط أيضًا الكاتب والمحلل السياسي أيمن الصياد، هذه التحركات بعضها البعض وبدأها بتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية في ابريل الفائت، التي بموجبها يصبح مضيق تيران (المنفذ الوحيد لميناء إيلات) مياها دولية، بدلا من أن يظل مياها إقليمية مصرية – بحسب الصياد – أعقبها طرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مبادرة وصفها الصياد بـ"المتفائلة" لطي صفحة الصراع العربي الإسرائيلي.

زهران تقول في تصريحاتها لمصراوي إن زيارة نتنياهو الأخيرة إلى افريقيا لها انعكاسات الزيارة الإسرائيلية على الملف التفاوضي المائي المصري، كما أنها تبعث بعدة رسائل أولها "تزامن توقيت زيارة نتنياهو لأثيوبيا مع بدء الاستعداد الإثيوبي للملء الأول لخزان سد النهضة والذي له مردوا سلبيا على حصة المياه المصرية علاوة على التصريحات الإسرائيلية بالبرلمان الإثيوبي والتعهد بالالتزام بدعم إثيوبيا للاستفادة من مواردها المائية في تطوير الزراعة من خلال مدها بالتكنولوجيا الإسرائيلية".

وتضيف زهران أما الرسالة الثانية فهي "التلويح الإسرائيلي بورقة (عضوية مراقب) في الاتحاد الافريقي وتأييد أغلب دول حوض النيل وفي مقدمتهم أثيوبيا (دولة المقر) بما قد ينعكس سلبا على الملف المائي المصري كورقة ضغط إسرائيلية مستقبلا لإحياء مشروع ترعة السلام (مشروع إليشع كالى) والحصول على ما يعادل 1% من مياه النيل أي ما يعادل 800 مليون متر مكعب سنويا من أصل 80 مليار متر مكعب متوسط التدفق السنوي عبر أنابيب ناقلة للنقب الإسرائيلي مرورا بمصر وقطاع غزة شمالاً".

image002

صحيفة هآرتس الإسرائيلية قالت إن زيارة شكري إلى إسرائيل من أجل مبادرة الرئيس السيسي لعملية السلام ولسماع أي أخبار جيدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن سد النهضة الإثيوبي بعد عودته من جولته الافريقية.

وأضافت هآرتس أن السيسي أرسل وزير خارجيته بدلا من رئيس المخابرات كما كان يفعل الرئيس الأسبق مبارك في إشارة إلى قوة العلاقات المصرية الإسرائيلية خاصة بعدما وافقت تل أبيب على كسر اتفاقية كامب ديفيد من أجل إدخال قوات مصرية برية وموافقة إسرائيل على نقل السيادة المصرية على جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية – بحسب الصحيفة.

وفي ابريل الفائت وقعت مصر والسعودية اتفاقًا لترسيم الحدود البحرية بين البلدين بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وهي الاتفاقية التي أسفرت عن "تبعية جزيريتي تيران وصنافير إلى السعودية"، قبل أن تقضي محكمة القضاء الإداري ببطلان الاتفاقية واستمرار السيادة المصرية على الجزيرتين.

وفي السياق ذاته، طبَعت اسرائيل وتركيا علاقاتهما بعد خلاف استمر 6 أعوام بسبب الهجوم الاسرائيلي المسلح على "اسطول الحرية" والذي راح ضحيته 10 من الناشطين الأتراك.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إنه بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأحد ستدفع إسرائيل لتركيا تعويضات قدرها 20 مليون دولار.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيساهم في جلب "الاستقرار" للشرق الأوسط.

ولكن الاتفاق بين تركيا وإسرائيل لم ينهِ الحصار المفروض على قطاع غزة بحسب نتنياهو، رغم تصريحات الرئيس التركي اردوغان السابقة بأن العلاقات مع إسرائيل لن تعود قبل فك الحصار.

الباحث في الشأن التركي الدكتور صلاح لبيب يرى أن عودة العلاقات التركية مع إسرائيل ومصر كان من ضمن أهدافه الرئيسية قطاع غزة، قائلا إن "إسرائيل لن تسمح لتركيا بدور أكبر في قطاع غزة دون التشاور مع مصر".

وتوقع لبيب في تصريحاته لمصراوي، أن يجري في قطاع غزة ما جرى في الضفة الغربية من مشروع تثبيت هدنة طويلة لمدة 5 سنوات بوساطة سعودية مصرية تركية قطرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان