إعلان

انخراط حزب الله في سوريا يبعد شبح النزاع مع إسرائيل بعد 10 سنوات على حرب 2006

03:35 م الإثنين 11 يوليه 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بيروت – (أ ف ب):
بعد عشر سنوات على حرب 2006 المدمرة بين إسرائيل وحزب الله، يرى محللون أن انخراط حزب الله اللبناني في النزاع في سوريا يبعد احتمال اندلاع حرب جديدة على الجبهة الشمالية في الوقت الراهن.

اندلعت الحرب إثر خطف حزب الله اللبناني جنديين اسرائيليين في 12 من يوليو 2006، واعتبر المحللون نتيجتها سلبية لأنها افتقدت للتخطيط الاستراتيجي.

ونشر رئيس أركان الجيش الاسرائيلي جادي ايزنكوت، الذي كان قائد العمليات في حينه، رسالة مفتوحة الأحد داعيا فيها إلى الاستفادة من دروس الحرب.

وقال ايزنكوت "التهديد من لبنان ما زال قائما وينطوي على العديد من التحديات، ويستدعي ان يكون (الجيش) مستعدا لأي سيناريو".

وكان ايزنكوت وصف حزب الله الشيعي، المدعوم من إيران، بأنه العدو الرئيسي للدولة العبرية، بينما اكد نائبه يائير جولان في ابريل الماضي ان قدرات الحزب المتحسنة تدعو الى القلق.

وحذر جولان ان اي ازمة مستقبلية "ستكون عبارة عن حرب شاملة".

وبحسب جولان، فانه نظرا لتواجد مقاتلي الحزب في مناطق مدنية فانه "لا يوجد طريقة اخرى للقضاء على هذا التهديد دون التسبب بضرر كبير للبنى التحتية والمنازل والمنشآت المدنية الاخرى".

ويقدر الجيش الاسرائيلي أن بحوزة حزب الله ما بين 100 الف و120 ألف قذيفة وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، بالإضافة الى عدة مئات من الصواريخ طويلة المدى. بإمكان الصواريخ متوسطة المدى الوصول الى تل ابيب.

اهداف لم تتحقق
يعد حزب الله من ابرز حلفاء النظام السوري ويشارك الى جانبه في قتال الفصائل المقاتلة والجهاديين بشكل علني منذ العام 2013 وقد خسر الحزب مئات من عناصره وعددا من كبار قادته في الأراضي السورية.

ويقول فيليب سميث، وهو زميل مساعد في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى "في الوقت الحالي، ينصب اهتمام حزب الله على سوريا".

واضاف "من الصعب بالنسبة لهم فتح جبهة جديدة ضد عدو متفوق بشكل ملحوظ مثل اسرائيل، خاصة انهم يقاتلون الكثير من الاعداء على عدة جبهات في سوريا".
وسط حالة الفوضى، اعترفت اسرائيل ايضا بانها شنت هجمات على عشرات من القوافل داخل سوريا قالت إنها كانت تنقل اسلحة مرسلة لحزب الله.

احتلت إسرائيل جنوب لبنان طيلة 22 عاما حتى عام 2000. ويؤكد الحزب الشيعي اللبناني أن عملياته هي التي دفعت اسرائيل للانسحاب.

وتسببت الحرب المدمرة على جنوب لبنان في عام 2006، والتي استمرت 34 يوما بمقتل اكثر من 1200 لبناني معظمهم من المدنيين، و160 اسرائيليا معظمهم من العسكريين.

بدأت الحرب اثر عملية لحزب الله قتل خلالها ثلاثة جنود واعلن خطف اثنين ردت عليها اسرائيل بهجوم مدمر إلا انها لم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على حزب الله بل ظهر الاخير في نهاية الحرب بموقع المنتصر.

أطلق حزب الله خلال الحرب الاف الصواريخ على شمال اسرائيل.

واعتبر كثيرون في اسرائيل الحرب الكاسحة من البر والجو فاشلة لأنها لم توقف صواريخ حزب الله او تسمح باستعادة الجنديين المخطوفين اللذين تبين لاحقا انهما قتلا.

استعادت اسرائيل جثتي جندييها بعد عامين مقابل اطلاق سراح 5 اسرى لبنانين. وتعرض رئيس الوزراء في حينه ايهود اولمرت والقادة العسكريين لانتقادات حادة.

"فرصة ضائعة"
وقال تقرير أصدرته الحكومة الاسرائيلية عن الحرب مع الحزب اللبناني انها كانت "فرصة ضائعة خطيرة" لإسرائيل، مشيرا الى انها كانت تفتقد للتخطيط وبدون استراتيجية خروج واضحة.

وسلط التقرير الذي اطلق عليه اسم تقرير فينوغراد الضوء على الهجوم البري المثير للجدل الذي بدأ في الايام الاخيرة للحرب، بينما كانت الامم المتحدة تسعى للتوسط من اجل التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار، مشيرا انه لم يحقق اهدافه.

ومن جانبه، قال افرايم انبار مدير مركز بيغين-السادات للدراسات الاستراتيجية في اسرائيل "اعتقد انها لا تزال تعتبر وصمة في سجل القوات الاسرائيلية التي لم تكن مهيئة لها".

وأضاف في حديث لوكالة فرانس برس "كان هناك الكثير من الارتباك على اعلى المستويات في الجيش وايضا فشلت القيادة الاستراتيجية السياسية".

ومع مرور الوقت، تبنى البعض في الدولة العبرية وجهة نظر اكثر تسامحا، مشيرين الى الهدوء النسبي على طول الحدود مع لبنان حتى قبل بدء الحرب السورية في عام 2011 التي انضم حزب الله اليها، بحسب جوناثان سباير مدير مركز روبن للشؤون الدولية في اسرائيل.
ومع ذلك، هناك مخاوف من استفادة حزب الله من تجربة القتال في سوريا ليصبح اكثر معرفة ويتحلى بقدرات قتالية عالية بعد ان قاتل الى جانب القوات الروسية التي تدعم نظام الاسد ايضا.

واكد سباير انه من غير المرجح اندلاع نزاع جديد مع حزب الله لحين انتهاء الحرب السورية.

ولكنه أشار إلى أن "حزب الله ما يزال ملتزما بتدمير اسرائيل" مؤكدا أنه أصبح "اقوى بكثير مما كان عليه في عام 2006".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان