إعلان

كبير مفاوضي المعارضة السورية: داعش يسيطر على أكثر من نصف مساحة البلاد

12:47 م الإثنين 25 أبريل 2016

محمد علوش كبير المفاوضين بوفد المعارضة السورية

القاهرة - (د ب أ):

انتقد محمد علوش كبير المفاوضين بوفد المعارضة السورية لمفاوضات جنيف تحميل فصائل المعارضة المسلحة المسؤولية عن انهيار الهدنة، واتهم النظام السوري بأنه هو من سعى لتدمير الهدنة بتعمده تكرار الخروقات.

وقلل في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من قيمة المفاوضات التي يقول المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا إنه يجريها مع وفود أخرى من المعارضة بعد قرار الهيئة العليا للمفاوضات تعليق مشاركتها. وقال :"هذه معارضة مصطنعة ولا قيمة لها ... والتشاور معها لا ينهي الأزمة ولو بنسبة 5% ، فهي لا تسيطر على المناطق المحررة وإنما تتواجد في مناطق النظام وتؤيد بقاء (الرئيس) بشار (الأسد) ونظامه".

واستنكر علوش اتهام الفصائل المسلحة بتعمد إشعال الصراع بحلب لمنع تقدم قوات النظام بها إدراكا منها للأهمية الاستراتيجية للمحافظة أو لكون من سيسطر عليها يكون قد حسم المعركة النهائية لصالحه، كما يقال، أو حتى كاستجابة لضغوط بعض الدول الإقليمية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وقطر.

وأوضح :"ليس صحيحا أن من يملك حلب يكسب الصراع ... ولكن حلب هي المعركة الراهنة ونعمل للحيلولة دون وقوعها في يد النظام الذي يسعى لإعادة السيطرة على المناطق المحررة منها ... هدفنا هو حماية مليون مواطن من الحصار وتكرار السيناريو الأسود لحصار مضايا والزبداني من قبل حزب الله الإرهابي الذي يسرق المساعدات الأممية لنفسه ويوزعها على أتباعه بينما العشرات من الأهالي هناك يسقطون قتلى بسبب الجوع".

وشدد :"لم نخرق الهدنة ولم نسع لتقويضها لهذا الهدف ولا لغيره ... الهدنة انتهت عمليا على الأرض، ليس من الآن، ولكن على مدار أسابيع تعمد النظام خلالها خرق كل بنودها".

وأضاف مستنكرا :"لا يمكن أن تطالب المعارضة فقط بالالتزام بالهدنة فيما الطرف الآخر يخترقها يوميا ويشن هجمات بالصواريخ والطائرات والدبابات ويرسل الحشود ويستقدم المقاتلين المرتزقة ولا يلتزم برفع الحصار ويسرق المساعدات ... وعندما تدافع المعارضة عن نفسها مقابل كل هذا الهجوم يتم وصمها بتفجير الهدنة وتقويضها وتحميلها مسؤولية انهيارها... فهل هذا منطق ؟!".

وقال :"فلتذهب الهدنة للجحيم إذا كانت غطاء لقصف أهلنا بسوريا يوميا بالصواريخ والبراميل المتفجرة".

وكانت غرفة عمليات حلب التابعة للجيش الحر قد أصدرت أمس الأول السبت بيانا أمهلت فيه المجتمع الدولي 24 ساعة للضغط على حكومة الرئيس بشار الأسد لوقف غاراته على المدنيين في المدينة، ومع انقضاء المهلة أصدرت الغرفة تحذيرا للمدنيين من الاقتراب من المواقع والمنشآت العسكرية والأمنية في المدينة.

ولفت لتوثيق الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية "لأكثر من ألفي خرق من قبل قوات النظام للهدنة منذ بدايتها، فضلا عن ارتكاب قواته لأكثر من 24 مجزرة واعتقاله أكثر 1100 مدني ومنع ما يقرب من 13 قافلة للمساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة التي لم يرفع عنها الحصار للآن رغم نص بنود الهدنة على ذلك".

كما استنكر القيادي بجيش الإسلام الاتهام الموجه للفصائل بالسعي لتفجير الهدنة من البداية استجابة لضغوط دول شقيقة تساند الثورة والشعب السوري كالسعودية وقطر وتركيا وذلك خشية منها أن تمكن انتصارات الأسد الأخيرة على الأرض مفاوضيه بجنيف من فرض شروطهم دون أي ضوابط، واصفا كل ذلك "بالاتهامات الباطلة التي لا يروج لها إلا النظام وحلفاؤه".

وتساءل :"هل رأى أحد طائرة أو دبابة سعودية أو تركية تقصف السوريين كما تفعل طائرات النظام وحلفائه الروس الذين قاموا خلال خمسة أشهر بارتكاب 167 مجزرة ضد مستشفيات وتجمعات سكنية وقصف ما يقرب من 53 سوقا شعبية لم يكن يتواجد بهم سوى مدنين بسطاء؟!".

وحول ما إذا كانت الدول الإقليمية التي تمول عددا من فصائل المعارضة تملك صلاحية التحكم بقرارات هذه الفصائل، قال :" تمويل ماذا؟ ... نحن من حقنا كشعب أن نستعين بأصدقائنا وأن نطلب منهم أن يفتحوا الدعم المالي لنا على مصراعيه لمواجهة هذا التدخل السافر من قبل روسيا وإيران..".

وشدد :"في النهاية، قرار هيئة المفاوضات مستقل ... وكذلك الحال للفصائل المسلحة ... وأنا هنا أتحدث عن فصيلي جيش الإسلام ... لم نتلق دعما من أي دولة لا السعودية ولا قطر ... تمويلنا ذاتي والسلاح نحصده من معاركنا مع النظام ... والأمريكيون والأوربيون يعرفون ذلك جيدا".

وحول موقف فصائل الجيش الحر من جبهة النصرة، المصنفة دوليا كمنظمة إرهابية، بعد تعليق المسار التفاوضي والعودة لساحة القتال، قال علوش :"تجنيد الثورة لقتال النصرة وفتح معارك جانبية لن يصب إلا في صالح الأسد ... وبعد الانتهاء من هذا المجرم الإرهابي ثم أبو بكر البغدادي (زعيم تنظيم داعش) سيتم النظر في أي إرهاب آخر".

ويرى علوش أنه لولا تدخل دول ذات أطماع سياسية كإيران واقتصادية كروسيا لاستطاعت المعارضة المسلحة هزيمة الأسد عام 2013، مقللا من حجم الانتصارات التي حققها النظام مؤخرا على الأرض.

وحول حجم سيطرة القوى المتنافسة في سوريا حاليا، قال علوش :"النظام ظاهريا يسيطر على 16% من مساحة البلاد ... وقيادات الألوية الشيعية هم فعليا من يسيطرون على الأرض وقد قسموا هذه المساحة فيما بينهم".

أما فيما يتعلق بالمساحة التي يسيطر عليها تنظيم داعش، فقد قدرها علوش بأكثر من 50% من مساحة البلاد.

وأضاف أن الأكراد "استطاعوا السيطرة على 10% من مساحة البلاد بمساعدة الروس والأمريكيين تحت دعوى محاربة داعش"، أما النسبة المتبقية، وهي نحو 25% فقال إنها بيد فصائل المعارضة المسلحة.

ولم يعلق علوش كثيرا على تساؤل حول ما إذا كان من الممكن أن تغير المعارضة قرارها وتعود للمفاوضات إذا ما تغيرت موازين القوى لصالحها، واكتفى بالقول :"كل شيء وارد".

ودعا المجتمع الدولي وتحديدا الولايات المتحدة للإسراع بإرسال شحنات الأسلحة الحديثة التي أعلنوا مرارا عبر الإعلام أنهم سيرسلونها للجيش الحر، مؤكدا أن الولايات المتحدة لا تزال ترفض تزويد المعارضة بصواريخ "مانباد" المحمولة على الكتف والكفيلة بشل طيران النظام "تخوفا من أن تقع بيد داعش".

وسخر علوش من اتهام وحدات الحماية الكردية للمعارضة بقصفها بالسلاح الكيماوي في حي الشيخ مقصود بحلب، واصفا الاتهام بأنه "مزحة مثيرة للسخرية"، وأوضح :"الجميع يعلم أن المعارضة لا تملك القدرة والتقنية على استخدام السلاح الكيماوي كما أنها غير قادرة على إنتاجه ... وكل ما نستخدمه صواريخ جراد المعدلة محليا ... وقد طلبنا منهم أن يأتوا بلجنة المراقبة الدولية لفحص وإثبات تلك الادعاءات".

أما فيما يتعلق بإعلان واشنطن إرسال قوات إضافية لتدريب فصائل المعارضة السورية على محاربة داعش، قال علوش إنه لا توجد حاجة كبيرة للأمر، موضحا أن "معظم الفصائل وفي مقدمتها فصيلي لا يحتاج للتدريب حيث استطاع خلال السنوات الأخيرة تخريج ضباط على مستوى عال، بل وضباط أركان ومدرسين لهم".

واختتم بالتحذير من مخطط طائفي يستهدف تهجير السنة العرب من مناطقهم بسورية وإحلال تمدد شيعي محلهم، مشيرا إلى أن "هذا يحدث بحي الشيخ مقصود بحلب ... وحي الوعر بحمص وبريف دمشق ومناطق أخرى".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان