عميدة الأسيرات "لينا الجربوني".. اسم محفور في ذاكرة فلسطين
غزة في – (أ ش أ):
حازت لقب "امرأة فلسطين" لعام 2015 عن جدارة واستحقاق، حفرت اسمها بأحرف من نور في سجل الحركة النسوية الفلسطينية، عنوان للصمود والنضال من أجل استرداد الحقوق والعيش بحرية وكرامة .. إنها الأسيرة "لينا الجربوني" عميدة الأسيرات الفلسطينيات التي تدخل اليوم عامها الخامس عشر في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ولدت "لينا أحمد صالح جربوني" في 11 يناير عام 1974 لأسرة فلسطينية مناضلة في بلدة عرابة – البطوف، وهي إحدى القرى الفلسطينية القريبة من مدينة عكا الساحلية داخل الخط الأخضر (الأراضي المحتلة عام 1948)، وكان والدها الحاج أحمد قد اعتقل أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي وأمضى ثماني سنوات في السجون الإسرائيلية.
وتعتبر الأخت الوسطى من بين تسع شقيقات وثمانية أشقاء، وتلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس القرية، كما أنهت دراسة الثانوية العامة في الفرع الأدبي عام 1992 غير أن وضع أسرتها المادي حال دون إكمال دراستها الجامعية.
اعتقلت "لينا" في الثامن عشر من أبريل عام 2002 بتهمة الانتماء لحركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" ومساعدة مقاومين ينتمون لسرايا القدس الجناح العسكري للحركة في تنفيذ عملياتهم الفدائية وأنشطتهم ضد الاحتلال إبان انتفاضة الأقصى (سبتمبر2000-2004)، وصدر بحقها حكم بالسجن الفعلي لمدة 17 عاما، أمضت منها أربعة عشر عاما بشكل متواصل، ودخلت اليوم عامها الخامس عشر، لتحفظ لنفسها لقب "عميدة الأسيرات" الفلسطينيات.
وتعتبر أكثر الأسيرات الفلسطينيات والعربيات في تاريخ الثورة الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي قضاء للسنوات داخل سجون الاحتلال، واستثنتها كافة صفقات الإفراج عن الأسرى سواء التي عقدت مع المقاومة أو تلك التي أبرمت في إطار اتفاقيات التسوية.
وبحسب مسؤولين وحقوقيين فلسطينيين ، فإن "لينا الجربوني" تشكل مدرسة في العطاء والتضحية وفي الصبر والصمود، وقدمت نموذجا يحتذى في سلوكها وتعاملها مع الأسيرات الأخريات القابعات معها في سجن "هشارون" بحكم تجربتها خلال سنوات اعتقالها الطويلة.
وأشاروا إلى أن "لينا" مجاهدة من فلسطين تعيش داخل حدود الدولة العبرية، وتحمل الهوية الإسرائيلية، لكنها ترفض الرحيل أو الاندماج في المجتمع الإسرائيلي وتصر على التمسك بجذورها الفلسطينية وهويتها العربية والقومية، وتتمسك بحقها في مقاومة الاحتلال.
واختيرت الأسيرة لينا الجربوني - امرأة فلسطين لعام 2015 - من بين 48 متسابقة في مسابقة نظمتها وزارة شئون المرأة في فلسطين، وفي حفل تكريم أقيم في غزة يوم 31 مارس الماضي وبحضور وزيرة المرأة هيفاء الأغا.
وقال الناطق الإعلامي باسم مؤسسة "مهجة القدس" للشهداء والأسرى (غير حكومية) طارق شلوف "إن مؤسسته قدمت اسم الأسيرة الجربوني للمسابقة وفاء لها كونها الوحيدة التي أمضت 14 عاما متواصلة في السجون ، كما تنوب عن نساء فلسطين في مواجهة الاحتلال ".
وأشار شلوف إلى أنها الحاضنة والراعية للأسيرات داخل السجون ومبعث القوة والارادة والعزيمة للحديثات منهن، وتقوم على رعايتهن وادارة شؤونهن العامة وهي من تمثلهن جميعا وتنقل همومهن لإدارة مصلحة السجون لأنها تتحدث اللغة العبرية بطلاقة .
ووفقا لأرقام "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" فإن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ (7000) أسير، بينهم (69) أسيرة من بينهن 16 فتاة قاصر، وأكثر من (400) طفل ، ونحو 750 أسيرا إداريا (بلا تهمة أو محاكمة)، بينهم ثلاث أسيرات ، بالإضافة إلى 700 أسير مريض بأمراض مختلفة.
وتبقى "لينا الجربوني" فلسطينية المولد والنشأة، متمسكة بالهوية والانتماء لفلسطين، ودليل ساطع على أن "عرب 48" جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وسيبقى اسمها محفورا في الذاكرة الفلسطينية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: