إعلان

فؤاد الشوبكي.. "الجنرال العجوز" و"شيخ الأسرى" الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي

10:48 ص الأحد 17 أبريل 2016

فؤاد الشوبكي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

غزة - (أ ش أ)

رحلة طويلة من النضال خاضها بدأت بقتال الاحتلال الإسرائيلي ثم المطاردة والعودة وتبوأ خلالها مناصب قيادية في السلطة الفلسطينية ، ليصبح أكبر الأسرى الفلسطينيين سنا في السجون الإسرائيلية ويستحق لقب "شيخ الأسرى"..إنه الجنرال العجوز اللواء فؤاد الشوبكي أحد قادة حركة "فتح" ومؤسسي الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية.

ولد الشوبكي (75 عاما) في مدينة غزة، والتحق منذ نعومة أظفاره بصفوف حركة فتح مع بداياتها ، وعمل ضمن مجموعاتها المقاتلة، وبقي في قطاع غزة مطاردا حتى بعد احتلال إسرائيل للقطاع عام 1967.

وفي أعقاب مطاردته غادر الوطن، وشارك في معارك الثورة الفلسطينية في الأردن ولبنان، ثم غادر إلى تونس، وكان عضوا بالمجلس الثوري لحركة فتح والمجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، والمسؤول المالي في قوات الثورة الفلسطينية وحركة فتح.

ومع قدوم السلطة في العام 1994، عاد الشوبكي إلى أرض الوطن قادما من اليمن ، حيث كان ضمن قوات المؤخرة ليتولى مسؤولية الإدارة المالية العسكرية عام 1995، وإنشاء لجان الإصلاح، وكان ديوانه أحد بيوت الإصلاح لحل قضايا الدم في المجتمع الفلسطيني.

وفي الرابع عشر من مارس عام 2006 ، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي - المدججة بالسلاح بمختلف أنواعه - الشوبكي عقب اقتحام سجن أريحا التابع للسلطة الفلسطينية ، والذي كان يخضع لحماية بريطانية أمريكية ، كما اعتقلت معه الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات وأربعة من نشطاء الجبهة الذين أدخلوا السجن ذاته عقب تنفيذ الجبهة لعملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي المتطرف رحبعام زئيفي عام 2001 .

وكان الشوبكي وسعدات وغيرهم قد أودعوا سجن أريحا بناء على "اتفاق رام الله" في يناير من العام 2002، مقابل عدم التعرض لهم وفك الحصار عن الرئيس الراحل ياسر عرفات وابتعاد قوات الاحتلال عن مبنى المقاطعة في رام الله، ووقع الاتفاق كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والسلطة الفلسطينية وإسرائيل.

وبعد أن خضع للتحقيق من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية المختلفة، أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية حكما بالسجن على الشوبكي لمدة 20 سنة بتهمة المسئولية عن جلب أسلحة للمقاومة الفلسطينية إبان "انتفاضة الأقصى" (سبتمبر 2000-2004) وتمويله لسفينة الأسلحة المعرفة باسم "كارين ايه" التي ضبطتها البحرية الإسرائيلية في عرض البحر الأحمر في الثالث من يناير 2002.

وفي شهر سبتمبر من العام الماضي ، قررت المحكمة العسكرية الإسرائيلية في سجن عوفر (قرب رام الله) خصم ثلاث سنوات من حكم الأسير الشوبكي لتصبح 17 عاما، بدلا من 20 عاما، بعد تقديم أكثر من طلب استئناف نتيجة ظروفه الصحية الصعبة.

ويعيش "الشوبكي" في السجون والمعتقلات الإسرائيلية حياة آلاف الفلسطينيين ، ويحتجز في ظروف قاسية دون مراعاة لكبر سنه وحالته الصحية المتدهورة، ودون توفير الحد الأدنى من احتياجاته الطبية والأدوية الضرورية ، مما فاقم من معاناته وأدى لاستفحال الأمراض في جسده المنهك والمثقل بالهموم والأوجاع .

ويعاني "شيخ الأسرى" الفلسطينيين من أمراض مختلفة مثل مشاكل في العيون، ومرض السكر، والضغط، إضافة مشاكل في البروستاتا وكذلك أكياس دهنية على الكلى ، وقد جرى نقله أكثر من مرة بين سجون "النقب" و"عسقلان" و"الرملة" و"عوفر" و"بئر السبع" دون مراعاة لأوضاعه الصحية الصعبة، كما نقل إلى مستشفى الرملة أكثر من مرة لكنه لا يتلقى العلاج المناسب لأمراضه.

وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها نحو سبعة آلاف معتقل فلسطيني موزعين على نحو 22 سجنا ومركز توقيف في ظروف لاإنسانية ومخالفة للقانون الدولي واتفاقيات جنيف ، بينهم 1700 أسير مريض بأمراض مختلفة كالسرطان والسكر والضغط وأمراض الكلى والكبد والقلب.

ويقول رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة عبدالناصر فروانة لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن اللواء فؤاد الشوبكي "أبو حازم" هو شيخ الأسرى كما يحلو لرفاق الأسر أن يطلقوا عليه، فهو أكبرهم سنا ، وقد بلغ مرحلة متقدمة من العمر وتجاوز السبعين عاما بخمس سنوات، وما يزال يحلم بالحرية إن كان في العمر بقية.

وأضاف "الأخطر أن "الجنرال العجوز" تعرض منذ لحظة اعتقاله إلى انتهاكات جسيمة ومعاملة لا إنسانية، وأخضع لتحقيق قاس، ولصنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي، وأودع في زنازين ضيقة ومعتمة لشهور طويلة، وتنقل معصوب العينين ومكبل اليدين بين سجون عدة أبرزها المسكوبية وعسقلان وهداريم إلى أن استقر به الحال في معتقل النقب الصحراوي.

وطالب فروانة بالإفراج عن الأسير الشوبكي الذي أمضى أكثر من نصف محكوميته .. وقال "فؤاد الشوبكي رجل تعرفه فلسطين ، وقائد تشهد له الساحات المختلفة وعلم من أعلام الثورة الفلسطينية ، واسم لمع في سماء فلسطين فحفظته الأجيال المتعاقبة ، وجنرال عجوز يستصرخ ضمائر الضباط والجنود، وأسير كهل انهكته السنين وأثقلته الأمراض وأبكته المأساة، وهو بحاجة إلى وضع حد لمعاناته وضمان انتزاع حريته من أنياب السجان ليعود إلى أهله وأحبته وشعبه قبل أن يخطفه الموت".

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان