إعلان

التيار الجهادي يشهد انتشارا بين الشبان في المانيا

01:18 م السبت 24 ديسمبر 2016

الشرطة الالمانية

برلين - (أ ف ب):

يشهد التيار الجهادي منذ عامين ازدهارا في ألمانيا خصوصا بين الشباب المهاجرين، وسبق وصول مئات الآلاف من اللاجئين الى هذا البلد، مما يثير قلق أجهزة الاستخبارات.

عندما نفذت الشرطة في الثامن من نوفمبر عملية ضد مسجد هيلدسهايم لم يفاجأ أحد. فهذه المدينة التي تضم مئة ألف نسمة في ساكسونيا السفلى، باتت معروفة بأنها تحولت الى "معقل" لمجموعات اسلامية تدعو الى العنف بحسب تعبير السلطات.

وبعد تحقيق لأشهر اعتقلت الشرطة احمد عبد العزيز عبد الله الملقب ب"ابو ولاء" والمعروف ب"الداعية الذي لا وجه له" بسبب تسجيلات الفيديو التي لا يظهر فيها وجهه.

وابو ولاء الذي يتمتع بشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي متهم مع أربعة من شركائه بقيادة شبكة تجنيد لحساب تنظيم الدولة الاسلامية.

والرجل الذي ينتمي الى التيار الجهادي السلفي -- الذي يشكل اقلية في التيار السلفي غير العنيف بمعظمه في المانيا -- التقى انيس العامري منفذ الاعتداء بالشاحنة في برلين الذي قتل الجمعة في ايطاليا.

وركزت وسائل الاعلام على اعتقال أبو ولاء ثم على الهجوم على سوق بمناسبة عيد الميلاد. لكن لا يمر أسبوع بدون أن تعلن الشرطة الألمانية توقيف مشتبه به ب"الإرهاب" أو حل شبكة مشبوهةأاو كشف شبكة تمويل.

549 شخصا خطيرين

في 25 أكتوبر تم تفكيك شبكة شيشانية. وفي الثالث من نوفمبر صدرت أحكام على ثلاثة ألمان عادوا من سوريا. وفي 15 من الشهر نفسه، نفذت مداهمات في 10 مناطق ألمانية استهدفت 190 موقعا مرتبطا بمجموعة محظورة متهمة بتحريض 140 شخصا على التوجه الى سوريا او العراق.

وتقدم الاستخبارات الداخلية ارقاما مقلقة. ففي يونيو قدرت عدد الإسلاميين المتشددين بـ9200 بينهم 1200 قد يلجأون الى العنف. وبين هؤلاء 549 يعتبرون "خطيرين" على غرار انيس العامري. وعلى سبيل المقارنة في 2011 كان عدد الاشخاص المتطرفين 3800.

جغرافيا شهدت منطقة رينانيا شمال فيستفاليا على الحدود مع بلجيكا وهولندا وبرلين اكبر انتشار. وكان العامري يتردد كثيرا اليها.

وما يثير قلقا أكبر هو أن السلطات ليست قادرة على وقف هذا الانتشار بين الشباب. ومنذ كانون يناير 2015 رأى مدير الاستخبارات الداخلية هانس-جورج ماسن ان الاسلام المتشدد اصبح "نوعا من الثقافة الباطنية للشباب".

وبعد عام ونصف العام أصبح أكثر انتشارا. وقال ماسن "من الواضح ان الشباب اصبح يميل الى التطرف بشكل اسرع ودائم عند البلوغ (...) قدراتهم على تلبية دعوات تنظيم الدولة الاسلامية لقتل +المرتدين+ في بلدانهم باتت تطرح مشكلة".

وقال بيتر نومان مدير مركز الدراسات حول التطرف في كينغز كوليدج في لندن "من الواضح ان تنظيم الدولة الاسلامية يشكل ايديولوجية تمرد وثقافة مضادة انه شيء يمكنه تلبية حاجة الشباب للاحتجاج".

وفي ما يعكس هذا الخطر، تحدثت الصحف الالمانية ثلاث مرات هذا العام عن صغر سن المشتبه بهم في محاولات ارتكاب اعتداءات.

"الأهل عاجزون"

وفي منتصف ديسمبر أثارت السلطات مفاجأة بإعلانها أن ألمانيا-عراقيا في ال12 من العمر تحول الى التطرف "عن بعد"، حاول مرتين تفجير عبوة يدوية الصنع في سوق ميلادية في لودفيغشافن.

وفي فبراير طعنت مراهقة المانية-مغربية في ال15 شرطي في العنق في هانوفر.

ومنذ السابع من الجاري يحاكم ثلاثة مراهقين ولدوا جميعا في المانيا، لإحراق معبد للسيخ تسبب في سقوط ثلاثة جرحى في هجوم ذات دوافع اسلامية.

وروت والدة أحدهم ناريمان ياما لوكالة فرانس برس أنها رأت ابنها يميل الى التطرف الإسلامي والعنيف في سن الـ14 اي قبل عامين من الحادثة، من خلال متابعة خطابات دعاة على الانترنت. وتزوج ايضا من مراهقة محجبة.

وقالت قبل اسابيع "كأهل كنا عاجزين. الجهة الاخرى كانت اقوى منا".

والسلطات الالمانية قلقة جدا لمحاولات التأثير على اللاجئين العاطلين عن العمل والمحرومين خصوصا وان اكثر من مليون مهاجر وصلوا الى المانيا في 2015 و2016.

ومن خلال تبادل الرسائل تحول طالبا لجوء احدهما سوري والاخر افغاني، الى التطرف وارتكبا اعتداءين اعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنهما في يوليو ما ادى الى سقوط جرحى.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان