أحد عناصر داعش يكشف لسلطات تحقيق عراقية معلومات عن استخدام التنظيم لـ"تويتر"
بغداد- (أ ش أ):
كشف أحد عناصر تنظيم (داعش) خلال تحقيقات السلطات العراقية معه عن معلومات مهمة خاصة بحسابات عناصر داعش على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يومياً لاستخدامها في الترويج لأفكار التنظيم، وآليات العمل واختراق مواقع الانترنت التي يعتمدها ومراقبة المناصرين له للتأكد من ولائهم.
وقال "أبو حارث" المهندس في الحاسوب ضمن ما يسمى بـ"جيش الخلافة الإلكتروني" - الموقوف على ذمة القضاء العراقي- إنه تولى إنشاء العشرات من الحسابات على تويتر يومياً لاستثمارها من قبل مستخدميها في الترويج لأفكار التنظيم، مشيرا إلى أن شخصين تعرف عليهما قبل عام ونصف العام عرضا مساعدته على الهجرة من العراق مقابل تقديم العون الإلكتروني إلى تنظيم داعش.
وأضاف: أنه كان بإمكاني إنشاء نحو 50 حساباً على تويتر في اليوم الواحد تحمل الاسم ذاته والمعلومات للمشترك لأن المشترك بمجرد نشره أية معلومات عن التنظيم سيتعرض إلى حجب من قبل شركة تويتر في مدة قد لا تتجاوز 10 دقائق، ولكي نقوم بإدامة النشاطات علينا تجهيز موقع بديل عن ذلك الذي يجري حظره بأسرع وقت.
ولفت أبو الحارث إلى أن اللجوء إلى تويتر بالتحديد كان بسبب أن عملية إنشاء الحساب على هذا الموقع لا تتطلب وقتاً أو معلومات دقيقة كالتي يحتاجها "فيسبوك"، النشاط على تويتر ينصب بالدرجة الأساسية على تثقيف من هم خارج البلاد وأن الإحصاءات الدولية تشير إلى ارتفاع مشتركي تويتر مقارنة بالناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.
وتابع: أنه تم تكليفه بإعطاء دروس لتعليم آخرين في أحد المقاهي في تركيا، حيث كنت أعلمهم كيفية اختراق المواقع الالكترونية، لافتا إلى أن عملية العبور إلى اوروبا انتهت عند المنظمة الدولية المعنية بالهجرة التي رفضت طلبي واضطررت بعدها إلى العودة بخفي حنين إلى العراق.
وذكر أن عمله عقب عودته للعراق اختلف، حيث انضم إلى "جيش الخلافة الإلكتروني" وهو تشكيل شديد التحصين ولديه مهمات خاصة جداً، من بينها اختراق بعض المواقع الالكترونية الدولية والإقليمية والنشر عليها.
واستطرد أبو الحارث قائلا إن "الشبكة كانت مكونة في بداية الامر من أشخاص موزعين في عدد من البلدان العربية وهم سبعة كل واحد منهم لديه اسم مستعار، وأن النقاشات بيننا كانت تحدث عبر غرفة إلكترونية بأرقام هواتف غير حقيقية ووهمية بعضها يعود إلى بلدان غربية جرى الاستيلاء عليها بواسطة الحاسوب.
وقال إن أحد الأصدقاء تبين أنه أرسل لآخر "فيروس" وقمت حينها بقرصنة حسابه وطرده من مجموعتنا وأبلغت بقية المشتركين بأن أية محاولة سيتم كشفها من قبلنا، كما أن مشتركا آخر قام بالانسحاب فجأة من المجموعة طلب العودة بعدها لكننا رفضنا خوفاً من كشفنا، وبالتالي بقينا خمسة أشخاص فقط.
ووصف "أبو حارث" نفسه بأنه "أقوى الموجودين داخل جيش الخلافة الإلكتروني"، وأن مهام أوكلت له لمعرفة أي من المشتركين داخل الجيش أو الموالين له من خارجه لديه ارتباطات مشبوهة وقد قمت حينها باختراق العديد من المواقع للتأكد من الأمر، وأن بعض القراصنة من دول غربية كانوا يشكّكون بأننا المسؤولون عن اختراق مواقع معينة ويطلقون عبارات بأننا كذابون ما اضطرنا إلى تصوير عمليات الاختراق ونشرها ايضاً لنثبت لهم قدرتنا.
واعتبر أن عملية الاختراق ليست بالسهلة لاسيما للمواقع شديدة التحصين، بل تستغرق في بعض الأحيان عدة أشهر لكي تتم بعد جهد طويل ومتابعة دقيقة لأي منفذ الكتروني نمر من خلالها للموقع المستهدف بعيداً عن الرقابة الموضوعة له.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: