"الحنطور" وسيلة المواصلات والفرار بالمناطق المحررة في الموصل
الموصل( العراق) - ( د ب أ ):
أجبرت ظروف الحرب التي تعيشها مدينة الموصل الأهالي الى استخدام "الحنطور" كوسيلة للتنقل والتبضع والفرار من داعش بين الأحياء المحررة في الساحل الأيسر بعد أن بسطت القوات العراقية السيطرة عليها وفرار داعش منها.
وأصبح الحنطور، وهو عبارة عن عربة يجرها حصان تعرف محليا باسم "الدنبر"، وسيلة رئيسية للتنقل بين الأحياء المحررة ومرخصة من قبل القوات العراقية بهدف التنقل والتبضع في المناطق المحررة في الساحل الأيسر من مدينة الموصل.
ويشاهد الحنطور يتحرك بانتظام في أحياء كوكجلي والمحاربين والزهور والانتصار والقادسية الثانية وعدن وحي القدس والعلماء والمعلمين والزهراء وكركولي والأربجية وشقق الخضراء التي أصبحت تحت سيطرة القوات العراقية .
وبدأت الحكومة العراقية عملية عسكرية في 17 أكتوبر الماضي أطلق عليها "قادمون يا نينوى" لتحرير المدينة من سيطرة داعش.
وقال سعد ادريس 43 عاما، إن " الحنطور أو الدنبر الذي انتشر اليوم في المناطق المحررة أصبح الوسيلة الوحيدة لأهالي المناطق المحررة ويعمل 24 ساعة على خدمة المواطنين لنقل المصابين الى المركز الصحي ويتواجد الان في منطقة الزهراء المحررة وهو أيضا الوسيلة الوحيدة لتبضع المواد الغذائية والخضار من المناطق المحررة والمطلة على إقليم كردستان ".
وانتشرت في المناطق المحررة نحو 20 عربة حنطور وهي تعمل ليلا ونهارا وبأسعار متنافسة، ويتعين على المواطن الواحد دفع مبلغ ألف دينار لقاء التنقل في الحنطور.
ويستخدم الحنطور أيضا في نقل العوائل النازحة من المناطق التي يتم حاليا اقتحامها من قبل القوات العراقية إلى المناطق الأمنة ويخضع الأفراد للتفتيش من القوات العراقية.
وقال الضابط برتبة نقيب يدعى عادل هاشم، من قوات جهاز مكافحة الإرهاب "إننا نمنع أصحاب الحناطير من الاقتراب من مناطق القتال لأسباب أمنية لكن أعدادا كبيرة منهم يصرون على البقاء بالقرب من مناطق القتال بهدف الاستفادة من نقل العوائل النازحة الى الأحياء الأمنة".
والحنطور ليس ظاهرة غريبة على بعض أحياء الموصل بل هو وسيلة شائعة لنقل الفواكه والخضر وبيع اسطوانات الغاز السائل للاستخدام المنزلي منذ سنين.
وقالت أم محمود 54 عاما "غادرت منزلي مع أبناء اسرتي من منطقة حي العلماء بعد اقتحامها وتحريرها من قبل القوات العراقية بعربة الحنطور رغم القصف الشديد من قبل داعش إلا أن الحنطور بسرعته الكبيرة انقذ العوائل ".
وأضافت" يؤدي الحنطور حاليا وظيفة التاكسي أو الحافلات لتلبية احتياجات المواطنين الضرورية بالذهاب والعودة إلى المنازل وكذلك أغراض العلاج".
وذكرت السيدة منتهى جمال47 عاما أن" تواجد الحنطور الآن في المناطق المحررة سهل من حركة المواطنين والتنقل بين الأحياء المحررة والتسوق وهذا جعل أغلب العوائل الموصلية ترفض حركة النزوح أو الخروج من مدينة الموصل الى مخيم حسن شامي للنازحين في الموصل ".
وقال كمال نعمان - صاحب حنطور- " الحنطور حاليا وسيلة مهمة للأهالي للتنقل والتبضع وانتشاره الآن بسبب الحاجة الماسة لتوفر وسيلة رخيصة وسهلة التنقل في المناطق المحررة فضلا عن كونه فرصة للعمل وتأمين متطلبات الحياة يعكس أيضا إصرار الناس على مواصلة العيش بحرية رغم صعوبات ومشاكل وأجواء الحرب".
وأضاف" البعض من أصحاب الحناطير يكون قريبا من القوات العسكرية عند اقتحام الأحياء بهدف نقل بعض العوائل التي تترك منازلها خوفا من أجواء القتال والذهاب الى الأحياء الأمنة".
وذكرت القوات العراقية أن الحناطير لم تسلم من قصف داعش حيث أدى قصف صاروخي لعناصر داعش استهدف حي عدن الى تدمير عربتي حنطور كانتا متوقفتين على جانب الطريق بعد أن فر أصحابها من جراء القصف.
فيديو قد يعجبك: