إعلان

نازحو الموصل يهربون من جحيم داعش إلى مأساة المخيمات

05:05 م الإثنين 14 نوفمبر 2016

كتب – محمد مكاوي:
لم تكن فضيلة رجب التي وصلت إلى مخيم خازر مع عائلتها، تصدق إنها استطاعت الفرار من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي يسيطر على قريتها، كوكجلي على أطراف مدينة الموصل. تقول "الحرب بين الجيش وداعش متعبة للغاية. بقينا في المنزل لمدة يومين، ثم سرنا باتجاه الجيش. سرنا لمدة ليلتين وأخذنا الجيش بعدها في الشاحنات. نمنا بداخلها. فهربنا من بين المنازل، ولم نعلم بما الذي كان يحصل".

ونجحت القوات العراقية المشتركة المدعومة بقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في استعادة نحو 60 بالمئة من مدينة الموصل – ثاني أكبر المدن العراقية - بعد نحو شهر على بدء حملة عسكرية كبرى لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش.

نازحو الموصل

ويسيطر تنظيم داعش على الموصل منذ العاشر من يونيو 2014، بعد قتال مع الجيش العراقي وانسحاب الشرطة الاتحادية من مقراتها دون قتال. وأعلن من على منبر أحد مساجدها خلافته الإسلامية المزعومة بزعامة أبو بكر البغدادي.

صبية ونساء بملابس رثة يصطفون في طوابير طويلة امتدت إلى مئات الأمتار وأخرون يجلسون على الأرض بعد أنهكهم التعب والإرهاق. ينتظرون ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة للحصول على الماء والغذاء.

نازحون مدنيون فروا من "جحيم داعش" بالموصل في رحلة طويلة وشاقة وسط الدروب الصحراوية سيرًا على الأقدام لعدة أيام، وصلوا إلى مخيمات مكدسة بالمدنيين الفارين تعاني تقصًا حادًا في الحاجات الأساسية اللازمة للعيش.

وحذرت الأمم المتحدة من الأوضاع الإنسانية في الموصل قبل بدء العملية العسكرية، وقالت إن تنظيم داعش يختطف مدنيين لاستخدامهم كدروع بشرية.

يقول أحد الفارين من الموصل لمسؤولي المجلس النرويجي للاجئين لدى وصوله إلى أحد المخيمات، "خسرت ثلاثة أفراد من عائلتي جراء قصف منزلي في الموصل، نجحت زوجتي في الفرار مع اثنين من أطفالي، إلا أنهم أصيبوا بحروق بالغة".

نازحو الموصل

ويستطرد أحد الآباء "لم نستطع نقل أبنائنا وأفراد عائلاتنا المصابين إلى المستشفى بسبب القصف المتواصل على الموصل. بعض الناس لم يأكلوا لعدة أيام نظراً لنفاذ الطعام وخوفهم من مغادرة بيوتهم".

واستطاع ما يقارب من 50 ألف شخص الفرار من الموصل منذ بدء العمليات العسكرية لاستعادة المدينة. هذا العدد ارتفع بشكل جذري في الأسبوع الماضي حيث وصل 20 ألف مقابل 6 ألاف الأسبوع الماضي.

من مخيم خازر، يقول عمار عبد الله الذي كان يقيم بقرية كوكجلي في الموصل "كان كل شيء صعباً تحت حكم داعش حتى عندما كنت تحاول النوم. كان صعباً على الشخص الشعور بالتعب. لا مستقبل ولا حياة ولا مدارس، ولا تعلم كيف يجب أن تشرح ذلك للأطفال."

ويضيف "حاربوك لارتدائك ملابس مخالفة ولاتباعك ديانة مختلفة؛ فإذا جلست أمام منزلك سيسألونك: ما الذي تفعله أمام منزلك؟ لا يوجد هناك أي خصوصية ولا هاتف ولا تلفاز. هذه ليست حياة".

المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شمداساني، قالت إن مقاتلي تنظيم داعش أعدموا المزيد من الأشخاص في مناطق محيطة بالموصل هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن هناك تقارير تتحدث عن تخزينه كميات من الأمونيا والكبريت في مواقع مدنية ربما لاستخدامها كأسلحة كيمائية.

نازحو الموصل

وأضافت شمداساني، استنادا إلى معلومات من مصادر على الأرض، أن مقبرة جماعية تحوي أكثر من 100 جثة في بلدة حمام العليل ما هي إلا واحدة من ساحات عدة نفذ فيها التنظيم عمليات قتل جماعي، وهو ما أشار إليه تقرير لوكالة اسوشيتد برس قبل يومين جاء فيه أن الجثث كانت متناثرة فيما بين أكوام القمامة بعض الجثث فشل الأهالي في التعرف على أصحابها نظرا لأنها إما مقطوعة الرأس أو مشوهة بعد أن نهشت الكلاب الضالة أجزاء منها.

وقالت شمداساني إن التنظيم نشر في طرقات البلدة القديمة في الموصل أفرادا يرتدون أحزمة ناسفة، ووزع نساء مختطفات على مقاتليه أو أبلغهن بأنهن سيرافقن قوافله.

ويقول المجلس النرويجي للاجئين إن أكثر من مليون مدني معرضون لخطر التأثر بالعمليات العسكرية الجارية لاستعادة الموصل، وهناك 700,000 شخص على الأقل في حاجة إلى مساعدة عاجلة كالحصول على الطعام والمياه والمأوى والدعم الطبي.

ويضيف أن المجتمع الإنساني بعث بنداء طوارئ لدعم الاحتياجات في الموصل بمبلغ 284 مليون دولار أمريكي في يوليو، تم الحصول على 64 في المئة منه فقط خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.

واشتكى نازحون من شح المساعدات الإنسانية الموزعة عليهم من قبل الجهات المعنية في مخيم الخازر، والتي لا تكاد تكفي احتياجاتهم أو تقيهم من برد الشتاء والأمطار، معربين عن قلقهم من قدوم فصل الشتاء دون أغطية وملابس.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان