إعلان

لبنان على موعد مع الرئيس بعد فراغ دام عامين ونصف

03:22 م الإثنين 24 أكتوبر 2016

كتب – محمد مكاوي:
فيما يبدو إنه مؤشر على قرب انتهاء لبنان من أزمة الفراغ الرئاسي الذي عانى منه لأكثر من عامين ونصف، بعد إعلان الخصمين اللدودين حزب الله وتيار المستقبل تأييدهما للمرشح العماد ميشال عون لمنصب رئاسة الجمهورية، الشاغر منذ مايو 2014.

وعانى لبنان من الشغور الرئاسي بسبب الصراعات السياسية والطائفية بين الكتل التي تسيطر على مجلس النواب ما أدى إلى عدم اكتمال النصاب اللازم لانتخاب رئيس الجمهورية.
وفشل مجلس النواب خلال 45 جلسة في انتخاب رئيس الجمهورية لعدم اكتمال النصاب القانوني اللازم. ويتطلب انتخاب الرئيس تأمين نصاب من ثلثي أعضاء البرلمان أي 86 من أصل 128 عضوا.

ومن المقرر أن يعقد البرلمان في 31 أكتوبر الجلسة الـ 46 لانتخاب رئيس جديد، منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في عام 2014.
ويتمتع عون بخلفية عسكرية سياسية، إذ كان قائدًا للجيش اللبناني عام 1988، كما أنه ترأس الحكومة اللبنانية الانتقالية.

أسس عون التيار الوطني الحر عام 2005 عقب عودته من منفاه في فرنسا، وترشح للانتخابات النيابية اللبنانية فحصدت كتلته 20 نائبا (أكبر كتلة مسيحية في مجلس النواب) من مجموع 128 نائبا هم عدد أعضاء البرلمان اللبناني.

وأعلن رئيس وزراء لبنان الأسبق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، الخميس، تأييده ترشيح ميشال عون رئيسا للبنان، وقال إن هذا القرار "نابع من ضرورة حماية لبنان وحماية النظام وحماية الدولة وحماية اللبنانيين".

وبرر الحريري أسباب دعمه لعون بأن "ما نحن في صدده اليوم تسوية سياسية بكل ما للكلمة من معنى. عون مرشح ليكون رئيسا لكل اللبنانيين وحارسا لسيادتهم. نعم، أخاطر من دون أي خوف لأن خوفي الوحيد على لبنان ومستقبل أولادنا. ضحينا كل مرة من أجل الدولة والنظام والناس ونترك الحكم للتاريخ".

ويتزعم الحريري تيار المستقبل وهو أكبر كتلة في البرلمان اللبناني وتحوز معظم المقاعد المخصصة للمسلمين السنة.

مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية مصطفى اللباد يرى أنه "برغم البلاغة الخطابية التي حفل بها خطاب سعد الحريري بمناسبة ترشيح ميشال عون للرئاسة اللبنانية، إلا أن الكلمات المنمّقة لم تستطع حجب أوزانه المتراجعة في موازين القوى اللبنانية والإقليمية".

وقول اللباد في مقاله بجريدة السفير اللبنانية إن " انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان كان دوماً نتاج توافق إقليمي متأسس على موازين القوى، ولا يبدو أن تفاهماً إقليمياً سعودياً ـ إيرانياً حول الرئاسة اللبنانية أو حتى تفاهماً إقليمياً من أي نوع مرتسم في الأفق".

ميشال عون حصل أيضًا على دعم حزب الله بزعامة حسن نصرالله الذي قال "عندما تعقد الجلسة القادمة لانتخاب رئيس للجمهورية في مجلس النواب، فإن كتلة الوفاء للمقاومة ستحضر الجلسة بكامل أعضائها، وستنتخب العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح رئيسا للجمهورية".

مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية مصطفى اللباد يرى أن ميشال عون والذي يصفه بـ"المرشح الأقوى" لا يملك هو ولا منافسه سمير جعجع وكالة إقليمية مباشرة مثل حزب الله لإيران أو تيار المستقبل للسعودية.

ويعتقد اللباد أن "حضور عون في المعادلة الإقليمية مرتبط بتحالفه مع حزب الله وليس بالأصالة عن نفسه".

إلا أن لكن عون يواجه معارضة من شخصيات لبنانية عدة في مجلس النواب، على رأسهم نبيه بري، وهو رئيس البرلمان ورئيس حركة أمل الشيعية، وحليف حزب الله.

كما أعرب أعضاء بارزون في كتلة تيار المستقبل في البرلمان من بينهم رئيس الكتلة ورئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، ووزير الاتصالات بطرس حرب، عن رفضهم التصويت لعون.

ووجهت انتقادات إلى حكومة تمام سلام التي تشكلت بمباركة قوى إقليمية متصارعة كإيران والسعودية وتضم الأحزاب اللبنانية الرئيسية بما فيها حركة المستقبل التي يقودها سنيون برئاسة سعد الحريري بالإضافة إلى حزب الله الشيعي والأحزاب المسيحية.

وخرجت تظاهرت كبيرة في العاصمة بيروت احتجاجا على تردي أوضاع النظافة وتراكم القمامة في الشوارع وعلى ما وصفه بالفساد السياسية للحكومة التي طالبوها بالاستقالة.
وحذر رئيس الوزراء من أن الحكومة المثقلة بالديون لن تكون قادرة على دفع الأجور، وإذا لم تتمكن من الاقتراض مجددا فسيكون لبنان معرضا للوقوع في تصنيف الدول الفاشلة.

فيديو قد يعجبك: