إعلان

الأكاديميون يتجهون إلى جامعات بديلة في تركيا بعد المحاولة الانقلابية

10:56 ص الخميس 20 أكتوبر 2016

الجامعات التركية

كوجالي (تركيا) - (د ب أ):

يتكدس نحو 100 طالب داخل غرفة في مدينة كوجالي، التي تقع على مسافة مئة كيلومتر شرقي إسطنبول، وذلك للاستماع إلى محاضرة حول العلوم الاجتماعية يلقيها البروفسور جوين باقريزر.

وينتمي هذا المكان إلى نقابة العاملين في مجال التعليم والعلوم ذات الاتجاه اليساري، والتي تنتقد حكومة حزب العدالة والتنمية المحافظ.

ويعتذر باقريزر لطلابه عن ضيق المكان، مشيرا إلى أن المحاضرات لا تزال يتم تنظيمها بشكل متعجل، ويحاول الطلاب طوال الوقت موازنة الكراسات فوق ركبهم، ويستعدون لتسجيل المحاضرات على أجهزة التسجيل.

وتم حظر دخول باقريزر إلى حرم الجامعة المحلية، بسبب الاشتباه مع 18 من زملائه الأكاديميين في مشاركتهم في محاولة الانقلاب التي وقعت في 15 تموز/يوليو الماضي.

وكانت التهمة التي وجهت إليه هي عضوية شبكة " أكاديميون من أجل السلام "، والتي صاغت التماسا في يناير الماضي يدعو إلى إنهاء نشر قوات الجيش في الأقاليم الكردية من تركيا، ووقع على هذا الالتماس أكثر من 1100 أستاذ جامعي، وتقول السلطات إن المشكلة تتمثل في أن هذا الالتماس لم يشر إلى أعمال العنف التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني المحظور.

وتم فصل أكثر من 40 من الموقعين على الالتماس من جانب جامعاتهم، وهي خطوة أصبحت ممكنة في ظل سلطات الطوارئ التي أعطيت للحكومة بعد المحاولة الانقلابية، وظلوا خارج نطاق العمل حتى على الرغم من عدم وجود رابطة واضحة بين المحاولة الانقلابية والالتماس.

وفي كوجالي قرر الأساتذة الجامعيون أنه لا وقت لديهم للجلوس بلا عمل، وأصبح لديهم الآن جامعتهم البديلة، حيث أتاحوا 19 حلقة دراسية، وتم اليوم تدريس موضوع حرية التعبير كما حدده جون ستيوارت ميل الفيلسوف الإنجليزي من القرن التاسع عشر.

ويقول باقريزر " وفقا لستيوارت ميل فإنه على الأغلبية أن تكفل أن يكون هناك صوتا لأولئك بالذات الذين لا تكاد تسمع أصواتهم في مجتمع ما ".

ويأتي الرد الفوري من الطلاب المتواجدين على هيئة تساؤل، ما رأي ستيوارت ميل في الطريقة التي يتم بها إغلاق وسائل الإعلام الإخبارية التي توجه الانتقادات للحكومة التركية، وما رأيه حول فرض الرقابة.

وسرعان ما يرد المحاضر قائلا " إن ميل كان سيعد هذا الإجراء خطأ من حيث المبدأ".

ويقول المعارضون السياسيون للرئيس التركي رجب طيب أوردغان إن حزب العدالة والتنمية الحاكم يسعى للسيطرة على الجامعات.

ويشير أحد الأكاديميين رفض نشر اسمه مثل جميع المحاضرين تقريبا في كوجالي إلى " أن الأوضاع لم تكن بهذا السوء حتى بعد الانقلاب العسكري الذي وقع عام 1980".

بينما يقول كويت لوراوغلو أحد الموقعين على الالتماس وأستاذ اقتصاديات العمل بجامعة كوجالي التي حاضر فيها لمدة 35 عاما " إنني لا زلت لا أعلم ما هي التهمة الموجهة إلي "، والآن لا يحصل على مرتب ولكنه لا يرى نفسه مهزوما.

ويضيف " إنهم يستطيعون أن يلقوا بنا خارج الجامعة، ولكنهم لا يستطيعون أن يمنعونا من مواصلة خدمة المجتمع، ونحن نهدف إلى الحفاظ على علاقتنا مع طلابنا إلى أن نتمكن من العودة إلى وظائفنا ".

وثمة حماس بالغ لهذه المبادرة بين الطلاب في قاعة المحاضرات المكدسة، ولكن ليس جميع الحاضرين من الطلاب، فيشير محام حاضر إلى أنه اقتبس ذات مرة مقولة ستيوارت ميل واستند إليها أمام المحكمة في إحدى القضايا.

ويرى طالب يدرس العلوم السياسية أن " هذه الحلقات الدراسية مفيدة بشكل مذهل، حيث يوجد هنا تبادل للأفكار ومناقشات، وهو الأمر الذي أصبح مستحيلا في الجامعة المدرج فيها ".

واتجهت الحكومة منذ المحاولة الانقلابية إلى تعيين طاقم تدريس يساند حزب العدالة والتنمية، ويقول البعض أن هذا الاتجاه أدى إلى أن تصبح المحاضرات مملة ونوعا من الدعاية الحكومية ".

وتقول طالبة "نحن سعداء لحضور هذه الحلقات الدراسية، وجئت لكي أقدم الدعم للمحاضرين، وأيضا لأن المحاضرات في الجامعات أصبحت تثير السأم منذ فصلهم ".

وتضيف " إن المستوى الأكاديمي انهار، كما أن فقدان 19 محاضرا يعني أنه ليست هناك موضوعات بديلة يتم الاختيار من بينها ".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان