إعلان

معركة الموصل: هل دقت ساعة النصر ضد تنظيم الدولة؟

08:25 م الإثنين 17 أكتوبر 2016

الجيش العراقي يقصف مواقع لتنظيم داعش

الموصل (د ب أ)
عندما حانت ساعة اتخاذ القرار ضد الإرهاب ارتدى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي زيا عسكريا.

نظر العبادي محاطا بتسعة من كبار ضباطه حازما لكاميرا التلفزيون الرسمي وقال: "يا ابناء شعب العراق العزيز، يا ابناء نينوى الأحبة، لقد دقت ساعة التحرير واقتربت لحظة الانتصار الكبير، بإرادة وعزيمة وسواعد العراقيين، وبالاتكال على الله العزيز القدير، أعلن اليوم انطلاق عملية تحرير محافظة نينوى".

وأكد العبادي لسكان الموصل أن الجيش العراقي سيكون بينهم قريبا وسيرفع العلم العراقي في الموصل.

لم يكن الشعب العراقي وحده هو الذي ينتظر هذه الكلمات منذ أشهر.

بدأت العملية الموسعة لتحرير الموصل من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بعد أسابيع من الاستعدادات.

أظهرت صور تلفزيونية مدرعات تتقدم باتجاه المدينة وألسنة دخان تتصاعد في الأفق.

ستكون المعركة هي الأكبر من نوعها والأصعب أيضا حتى الآن ضد متطرفي داعش.

وعد العبادي بتحقيق النصر قبل انتهاء العام الجاري.

ولكن الجنرال الأمريكي ستيفان تاونسند، قائد القوات الأمريكية المشاركة في العملية، حذر من أن هذه العملية ربما تستمر عدة أسابيع أو أكثر.

ذكرت تقارير إعلامية أن نحو 30 ألف جندي انتشروا في المناطق المحيطة بالموصل، وسوف يتقدمون نحو المدينة من عدة اتجاهات.

وقال العبادي، الذي يتولى في الوقت نفسه منصب القائد الأعلى للجيش، إن الجيش والشرطة العراقيين يقودان عملية تحرير الموصل بدعم ليس فقط من مليشيات سنية بل من مقاتلي البيشمركة، ولكن قوات البشمركة لن تتوغل إلى داخل المدينة.

وتقصف مقاتلات تابعة للتحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة مواقع لتنظيم الدولة.

وبذلك فإن هذا التحالف متفوق عدديا بشكل واضح على تنظيم الدولة، وذلك في ضوء تقديرات من صفوف البيشمركة تذهب إلى أن عدد مقاتلي التنظيم يبلغ نحو 4000 مقاتل.

غير أنه يعتقد بأن هؤلاء المقاتلين لم يحفروا خنادق عميقة فقط داخل المدينة، بل قاموا بعمل شبكة أنفاق تمكنهم من التحرك داخل المدينة دون أن يراهم أحد بالإضافة إلى تفخيخ مبان وشوارع بكميات من المتفجرات.

كما يحاول مقاتلو التنظيم وقف زحف المهاجمين من خلال انتحاريين كما فعلوا في الماضي.

ورغم ذلك، فمن غير المستبعد أن تقع معركة دموية لأنه ليس هناك مؤشرات على أن المتطرفين يعتزمون تسليم المدينة بلا حرب، بل بالعكس، فالموصل هي آخر معقل للتنظيم في العراق، فإذا تم طردهم من هذه المدينة، فسيعني ذلك الانتصار عليهم عسكريا بشكل تام في هذا البلد المتأزم، رغم أن ذلك لن يعني هزيمتهم سياسيا.

كما أن للموصل أهمية رمزية كبيرة حيث استطاع تنظيم الدولة الاستيلاء على هذه المدينة في يونيو عام 2014 بعدة مئات فقط من المقاتلين، وذلك بعد أن هربت قوات الجيش، التي كانت تفتقد آنذاك للروح المعنوية بسبب انتشار الفساد بين صفوف الجيش، وهو ما يعتبر عارا على الجيش والحكومة في بغداد.

وبعد ذلك بقليل كان أول ظهور علني لزعيم التنظيم، الذي يدعى أبو بكر البغدادي، في الجامع الكبير بالموصل، والذي أخذ البيعة من أنصاره ليكون "الخليفة".

تعرف الجيش العراقي هذا العام على ما ينتظره في الموصل عندما توغلت قوات الحكومة المركزية في العراق إلى داخل الفلوجة غرب بغداد واستمرت المعركة عدة أشهر ضد التنظيم في هذه المدينة التي كانت معقلا للتنظيم وذلك رغم أن الفلوجة أصغر بكثير من الموصل.

ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كان سكان الموصل سيستمرون في دعم مقاتلي التنظيم، الذي يطلق عليه داعش (اختصارا لعبارة: الدولة الإسلامية في العراق والشام) أم أنهم سيتعاونون مع قوات الجيش العراقي حسبما رغب العبادي في كلمته المتلفزة.

قوبلت ميليشيات التنظيم السنية بتعاطف واسع من سكان المدينة عندما دخلتها في صيف عام 2014، وذلك في ضوء حقيقة أن الموصل أكبر مدينة سنية في العراق حيث يعتقد الكثير من السنة في العراق أنهم مهمشون من قبل الأغلبية الشيعية وهو ما زاد من شعبية الجهاديين كثيرا ومكنهم من دخول المدينة.

غير أن نازحين من الموصل ذكروا أن المتطرفين فقدوا الكثير من الدعم في المدينة لأنهم مارسوا حكما إرهابيا بها "حيث لم يعد أغلب الناس في المدينة يؤيدون داعش" حسبما ذكر شخص يدعي عبد الرحمن "22 عاما"، مستخدما اسما واحدا فقط ويعيش في أحد معسكرات اللاجئين جنوب شرق الموصل.

وكان تفسير عبد الرحمن ذلك بسيطا حيث قال: "الحياة تحت حكم داعش هي الجحيم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان