الهند والصين تريدان حل خلافهما الحدودي
نيودلهي (ا ف ب) - تعهد رئيسا حكومة الهند والصين الاثنين بانهاء خلافهما الحدودي الذي يلقي بثقله على العلاقات بين البلدين منذ عقود واعتبرا ان العلاقات الجيدة بين العملاقين الاسيويين عامل اساسي للسلام العالمي.
ووعد رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ الذي بدأ اول جولة له في الخارج بالهند، ببناء "ثقة متبادلة" مع الهند بعد الحادث الحدودي الاخير بين البلدين.
واعتبر نظيره الهندي ايضا منموهان سينغ ايضا ان العلاقات الجيدة بين البلدين الاكثر اكتظاظا بالسكان في العالم تعتبر اساسية لتسريع نمو المنطقة.
ووصل رئيس الوزراء الصيني الاحد الى نيودلهي واكد ان اختيار الهند لبدء جولته "يشير الى الاهمية الحاسمة التي تعلقها بكين على علاقاتها" مع هذه الدولة المجاورة.
وقال لي متحدثا للصحافيين في نيودلهي بعد جلسة محادثات مع نظيره مانموهان سينغ "ان زيارتي لها ثلاثة اهداف: الثقة المتبادلة وتعزيز التعاون والتطلع الى المستقبل".
وتابع انه "على اساس التفاهم المتبادل، يمكننا الحض على علاقات سليمة". واضاف ان "هذا الامر سيعود بفائدة فعلية لاسيا والعالم".
وتاتي زيارة رئيس وزراء القوة الاقتصادية الثانية في العالم الى نيودلهي بعد اسابيع على تصاعد التوتر على الحدود بين البلدين اذ اتهمت الهند الجيش الصيني بالتوغل حوالى 20 كلم في منطقة تطالب بها نيودلهي.
و"خط المراقبة الحالي" بين القوتين النوويتين لم يتم ترسيمه بشكل رسمي رغم ان نيودلهي وبكين وقعتا اتفاقات للحفاظ على السلام في تلك المنطقة التي كانت مسرحا لحرب خاطفة في 1962.
واشاد سينغ بالرغبة المشتركة لانهاء الخلاف بين البلدين موضحا ان مجموعة عمل ستشكل من اجل التوصل الى اتفاق دائم.
وقال ان "ممثلينا الخاصين سيلتقون قريبا لمواصلة المحادثات الهادفة للتوصل الى اتفاق سريع" يكون "عادلا ومعقولا ومقبولا من الطرفين" بخصوص ترسيم الاراضي. واضاف "يجب الحفاظ على السلام والهدوء على حدودنا".
من جهته قال رئيس الوزراء الصيني ان الرجلين "وضعا الاسس لحل المشكلة".
واضاف "البلدان يعتقدان اننا بحاجة لتحسين آلياتنا الحدودية الحالية وجعلها اكثر فاعلية".
وتابع انه "على البلدين مواصلة الدفع قدما بالمفاوضات حول مسالة الاراضي والحفاظ معا على السلام والهدوء في المنطقة الحدودية".
وكان لي اعتبر في وقت سابق ان التعاون بين البلدين يترك اثارا على العالم. وقال "لا يمكن ان يتحقق السلام العالمي بدون تعاون استراتيجي بين الهند والصين".
لكن المشاكل الحدودية تلقي بثقلها منذ سنوات على العلاقات بين البلدين.
وفي تشرين الاول/اكتوبر 1962، اضطر الجيش الهندي الذي كانت تجهيزاته ضعيفة خلال معارك استمرت اربعة اسابيع على طول حدود الهملايا الى التراجع امام اجتياح القوات الصينية التي تقدمت حتى داخل سهول اسام.
ثم انسحبت الصين حتى الحدود الحالية لكنها لا تزال تطالب بقسم كبير من ولاية اروناشال برادش الهندية.
وخلال السنوات العشرين الماضية، شهدت الصين والهند تطورا سريعا لكن النمو الاقتصادي الكبير للصين ومركزها الجديد كقوة عالمية عززا مخاوف الهند المرتبطة بهذه الحرب الخاطفة.
ومنذ ربع قرن كانت مسالة الحدود محور 14 جولة مفاوضات لكن بدون تحقيق اي تقدم.
وبعد محادثاته مع مانموهان سينغ، سيلتقي لي وزير الخارجية سلمان خورشيد وكبار مسؤولي ابرز حزب معارض، بهاراتيا جاناتا. ثم يزور الثلاثاء بومباي العاصمة الاقتصادية والمالية للهند.
وزيارة لي تهدف ايضا الى تعزيز التبادل بين البلدين اللذين يضمان معا اكثر من ثلث سكان العالم.
واصبحت الصين الشريك التجاري الثاني للهند مع تبادل بلغ 66,5 مليار دولار السنة الماضية بحسب نائب وزير التجارة الصيني جيانغ ياوبينغ. والهدف هو رفع هذا الحجم الاجمالي من المبادلات الى مئة مليار دولار في 2015.
وعلى سبيل المقارنة فان التبادل بين الصين والاتحاد الاوروبي بلغ السنة الماضية 546 مليار دولار.
ورئيس الوزراء الصيني الذي يقوم باول رحلة له الى الخارج منذ تولي مهامه في اذار/مارس، سيزور بعد الهند، باكستان الحليفة التقليدية للصين ثم المانيا وسويسرا حيث سيكون الاقتصاد محور محادثاته.
فيديو قد يعجبك: