حماس وتعليم العبرية.. إستراتيجية أمن أم تطبيع؟
أمستردام – (راديو هولندا)
في خطوة غير مسبوقة أعلنت حركة حماس على لسان الوكيل المساعد لشؤون وزارة التربية والتعليم في الحكومة المقالة زياد ثابت عزمها تعليم اللغة العبرية في مدارس القطاع بحلول العام الدراسي المقبل.
لماذا قررت حماس تعليم العبرية الآن على في المرحلة الإعدادية والثانوية، وهل هي محاولة غير مباشرة للتطبيع أو على الأقل الاعتراف بلغة الدولة المعادية؟ لا، يقول الدكتور خالد الحروب مدير مشروع الإعلام العربي في مركز الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية في جامعة كامبريدج ومؤلف كتاب بعنوان ''حماس: الفكر والممارسة السياسية''، ويتابع قائلا: ''أعتقد أن القرار منطلق من فهم حركة حماس الديني لمسألة (اعرف عدوك)، وربما يكون للأمر ارتباطات للجانب الأمني، لأن إسرائيل تحاول اختراق القطاع عن طريق العملاء بشكل مكثف و دائم''.
يوافقه الرأي المحلل الإسرائيلي شاؤول منيشه الذي لا يرى في القرار محاولة غير مباشرة للاعتراف ''رغم كون هذه الخطوة إيجابية لا على حماس أولا أن تعترف بوجود دولة إسرائيل''.
يعتبر المحلل الإسرائيلي شاؤول منيشه قرار حماس قرارا صائبا '' الإنسان عدو ما يجهل'' يقول المحلل. وربما تصب هذه الخطوة في ''محاولة فهم الآخر وإزالة الحواجز النفسية بين الطرفين من أجل التعايش السلمي''.
يذكر أن اللغة العبرية ليست غريبة على المجتمع الفلسطيني إذ تُعرض دورات دراسية أساسية في عدد من الجامعات الفلسطينية، ويتحدثها معظم المعتقلين السابقين في السجون الإسرائيلية، والعمالة الفلسطينية. وقد يبدو من الفطري تعليم اللغة العبرية للفلسطينيين كما تُعلم اللغة العربية للطلاب الإسرائيليين.
بهذه الخطوة تتبنى حماس السياسة الإسرائيلية الموازية وهي تعليم اللغة العربية في المدارس الإسرائيلية. ومن هذه الناحية تعتبر إسرائيل أكثر تفوقا في هذا المجال إذ أنها تعرض اللغة العربية في المدارسة الحكومية حتى الصف التاسع. كما أن هنالك معاهد جامعية متخصصة بتعليم اللغة العربية وآدابها في معظم الجامعات الإسرائيلية كما يقول المحلل السياسي الإسرائيلي شاؤول منيشة في حديث لإذاعتنا.
''كل الجامعات الكبرى في إسرائيل بما فيها الجامعة العبرية بالقدس، جامعة حيفا، تل أبيب وبئر السبع لديها معاهد متخصصة في العربية وآدابها، والكثير من الإنتاج الأدبي والفكري من العالم العربي يترجم للعبرية بشكل منتظم''.
لطالما نظر الفلسطينيون لتمكن الإسرائيليين من اللغة العربية بنوع من الإعجاب والحسرة في الوقت نفسه. يقول الحروب: ''ليس هناك متابعة عميقة للصحافة العبرية في فلسطين بسبب الحاجز اللغوي بينما كل ما يكتب وينشر في فلسطين أو في الصحافة العربية بشكل عام يخضع للتحليل والتدقيق والترجمة من قبل الجانب الإسرائيلية. وهنالك عدد كبير ومدهش من المتحدثين بالعربية في الإعلام والسياسة والمؤسسات العسكرية الإسرائيلية''.
في الوقت الذي لم تعلق فيه جهات رسمية إسرائيلية على الأمر رفضت وزارة التعليم الفلسطينية في الضفة الغربية خطة حماس التربوية قائلة أنه ''ذلك غير وارد حاليا ولم يتم التشاور به باعتبار أن المنهاج الفلسطيني موحد في غزة والضفة''.
اقرأ ايضا:
فيديو قد يعجبك: