لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المرصد السوري: ''حركة القطار'' أسلوب حديث للتعذيب بمطار حماة العسكري

04:50 م الإثنين 29 أكتوبر 2012

كتب – سامي مجدي:
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مطار حماة العسكري تحول إلى '' سجن ومعتقل لصالح جهاز المخابرات الجوية''، التي وصفها المرصد بأنها ''أحد أقسى الفروع الأمنية وأكثرها بطشا وتنكيلا بالمعتقلين''.

وأضاف المرصد، في تقرير له يوم السبت، أن ''الآلاف من أبناء حماة محتجزون في المطار، وتمارس عليهم أقسى أنواع التعذيب والقتل الوحشي دون رادع اخلاقي ,أو تأنيب من ضمير ,ودون محاسبة ,أو سؤال من أحد''.

وأشار المرصد، ومقره في العاصمة البريطانية لندن، أن ''هذا المعتقل لا يوجد به سجلات رسمية للمعتقلين، وأنه ليس بمعتقل رسمي يمكن محاسبة مسؤوليه - إن وجد من يحاسب!! - و السؤال عن قاطنيه''.

ونقل المرصد عن أحد نشطاءه والذي قال إنه كان معتقلا في هذا المكان ''الرهيب''، ويشرف عليه العقيدان سهيل الحسن وعلي بعيته، قوله إن ''المطار قد تحول الى مملكة خاصة بهؤلاء الناسوأنهما يتحكمان بحياة المعتقلين كما لو كانوا ماشية يملكونها''.

وذكر المرصد أسماء مساعدين للعقيدين ومن يوصفون بـ''الشبيحة''، الذي ''يعتبرون من عتاة المجرمين مثل المدعو طلال الدقاق، وبكري السرميني، وشقيقه مسعف من قرية سمحانة''.

وقال المرصد إن مهام هؤلاء المساعدين والشبيحة شمل ''حملات المداهمة والاعتقالات للقرى والبلدات الحموية، إضافة إلى أعمال السلب والنهب، وابتزاز أهالي المعتقلين، والقيام بأعمال السمسرة للإفراج عنهم مقابل المال لصالح العقيد سهيل الحسن ,الذي تقول تقارير متطابقة في المعلومات أنه أحد أشد الضباط السوريين فتكا وتعذيبا بالمعتقلين''، الذين قضى كثير منهم تحت التعذيب الذي يمارسه رجال سهيل الحسن بأوامر مباشرة منه شخصيا''، وفقا للتقرير.

''حركة القطار''
ورصد التقرير ''أبرز أساليب التعذيب داخل مطار حماة، وأشار إلى أن هناك الكثير من اساليب التعذيب المعروفة سابقا في المعتقلات السورية تمارس أغلبها في المطار''.

وقال المرصد إنه تم ابتكار أسلوب جديد للتعذيب من قبل القائمين على المعتقل، مشيرا إلى أنه تمت تسميته بـ''حركة القطار''.

وأوضح التقرير أن أسلوب حركة القطار يقوم على ''تعرية السجناء تماما، ثم اجلاسهم بوضعية تشبه الركوع، بحيث يكونٌون على شكل دائرة مغلقة، ويتم بذلك وضع أنف كل سجين بمؤخرة الذي أمامه, وهكذا''.

ونقل التقرير عن أحد المعتقلين قوله ''تأثرت كثيرا وبكيت في داخلي عندما أجبر أب وابنه أن يكونا في هذا الوضع ''.

''الهنكار''
ولفت التقرير الحقوقي أيضا إلى أن ''سجناء مطار حماة العسكري يوضعون في ملاجئ الطائرات أو ما يسمى (بالهنكار )في اللغة العامية، ليصل عددهم أحيانا في (الهنكار) الواحد إلى أكثر من 500 معتقل، في ظل درجة حرارة تصل إلى أكثر من 50 درجة مئوية في الصيف، الأمر الذي أدى إلى وفاة الكثيرين ممن كانوا يعانون من مشاكل صحية''.

وقال التقرير إن ''جثث المتوفين تركت أياما بين المعتقلين دون أن يتم إخراجها من بينهم، وتسليمهم إلى ذويهم، أو حتى دفنهم، كما يجبر المعتقلون على قضاء حاجتهم في نفس المكان (لعدم توفر دورات المياه) ومن دون السماح لهم بالذهاب لأية مراحيض، أو أماكن مخصصة لذلك''.

ونقل التقرير شهادة لمعتقل في المطار قال فيها ''في الظهيرة كان السجانون يتسلون بالمعتقلين، ويمارسون عليهم سادية غريبة لا يمكن أن يكون ممارسها إنسانا سويا، حيث كانوا يقومون باستعمال كماشات للامساك بخصي المعتقلين، مما كان يتسبب لهم بآلام لا تطاق، البعض الأخر كانوا يقومون بثقب أياديهم، أو أرجلهم باستعمال مثقاب كهربائي''.

نماذج
وأورد المرصد في تقريره بعض النماذج التي تعرضت للتعذيب داخل المعتقل ومنها:

1 -  مقتل الشاب (ا. م. ا)، وقال المرصد إنه ''بعد اعتقال أخيه ''ا. م. ا'' طالب المدعو طلال الدقاق عائلته بدفع فدية مبلغ 2 مليون ليرة سورية مقابل الافراج عنه كما قام بأخذه مكبلا الى قريته الشيحة وذلك للضغط على والديه مما سبب لهما حالة انهيار عصبي نقل والده على اثرها إلى المستشفى مصابا بأزمة قلبية كما قام العقيد علي بعيته أيضا بالاتصال بالعائلة والضغط عليها وابتزازها حيث اشترط ان يتوجه شقيقه إلى المطار بمفرده ومعه المبلغ المتفق عليه لإطلاق سراح أخيه إلا أن شقيقه أيضا فقد بعد دخوله المطار ووجد بعد أيام مقتولا وعلى جسده اثار تعذيب شديد ومذبوحا من الوريد إلى الوريد''.

2 -  مقتل الاستاذ المتقاعد (م. ا. ح)، وقال المرصد ''إن المخابرات الجوية اعتقلته واقتادته من ارضه حيث كان يعمل اثناء مداهمة القرية فقد وبعد ثلاثة اشهر تم استلام جثته من المشفى العسكري بحمص ويعتقد انه مات تحت التعذيب الشديد في المطار حيث كان يشكو من عدة أمراض منها (القلب والجهاز العصبي)''.

3 – الشرطي (ح. م. ح''، وقال المرصد إنه ''كان يعمل شرطيا في البلدية اعتقل من منزله بتقرير كيدي بسبب خلاف على إرث بينه وبين أحد أقربائه من قرية قمحانة وتوفي تحت التعذيب بعد ان تسبب التعذيب بجنونه بعد ان ضرب على رأسه وقطعت أصابع يديه ومازال الأمن يحتفظ بجثته''.

4 – (خ. س. إ)، وقال المرصد إنه ''عامل في مشتل زراعي مع (خ. س) لم يتم معرفة طريقة قتلهما ولماذا وهما شابان بسيطان للغاية وفقيران وهما يعملان في مؤسسات الدولة بعقد جزئي ووجدت عدة بقع دم في مكان تواجدهما في المشتل ولم تسلم جثتهما حتى الآن''.

5- (م. ع. ي)، وقال المرصد إنه ''معتقل أفرج عنه حديثا واصيب بالعمى نتيجة ضربة على رأسه كما كسرت يداه وكتفيه''.

6 – (أ. س. أ)، وقال المرصد إنه ''توفي تحت التعذيب في المطار وأدعى الأمن انه حاول الهرب وقام بعرض جثته على السجناء قائلا ان هذا مصير كل من يحاول الهرب''.

7 – (ا. إ)، وقال المرصد إنه خرج بعد أن دفع فدية ''4 مليون ليرة سوري (الابتزاز).

وفي نهاية تقريره أكد المرصد أنه وثق عشرات الحالات المختلفة من قتل وتعذيب وإصابات مختلفة وعاهات مستديمة، مشيرا إلى أنه يتحفظ عن ذكر أسماء كل الضحايا حاليا حفاظا على سلامة عائلاتهم ومنعا لمحاسبتهم مرة أخرى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان