إعلان

واشنطن بوست: تصريحات ترامب حول الشرق الأوسط لم تغضب أحدًا.. سوى إيران

11:30 م الخميس 26 أبريل 2018

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

استغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زيارة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى واشنطن، للحديث حول حلفائه في الشرق الأوسط، مُدعيًا أنهم سوف ينهاروا "في خلال أسبوع"، إذا لم تقم الولايات المتحدة بحمايتهم، مما سبب غضبًا كبيرًا في الشرق الأوسط.

وقال ترامب، في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي: "الدول الواقعة في هذه المنطقة، وبعضها غنيّ للغاية، لن تكون متواجدة بدون الولايات المتحدة، ولن تستمر في وجودها أكثر من أسبوع بدون حمايتنا، ويجب عليهم أن يدفعوا الآن مقابل هذا".

ولم تؤدِ تصريحات ترامب - حسبما ذكر المحلل السياسي آدم تايلور في تحليل له بصحيفة واشنطن بوست - إلى ردود فعل غاضبة من حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولكن إيران كان لها رأي آخر، حيث قال علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، إن تصريحات ترامب "إهانة للمسلمين".

وقال المرشد الإيراني إن "تعليقات ترامب أظهرت أن العالم الإسلامي بحاجة لأن يتحد ضد الولايات المتحدة والدول الأخرى المستبدة، وأنه إذا لم يفعل ذلك سيتعرض للإهانة".

وتابع المحلل "لم يُشر ترامب صراحة إلى أي دولة بعينها في حديثه يوم الثلاثاء، ولكن اقترح البعض أن هذه التعليقات كانت تحمل إشارات خفية لكلًا من السعودية والإمارات، وهما الدولتان اللتان تعيشان في صراع مع إيران حول عدد من القضايا من ضمنها تدخل طهران في الصراع السوري، وبعض الأقاويل التي تقول إن إيران تدعم الحوثيين في اليمن".

وكان ترامب دعا حلفائه من دول الخليج للمساعدة في الصراع الدائر في سوريا ماديًا وعسكريًا، في الوقت الذي تقلل فيه الولايات المتحدة من وجودها العسكري، وطلب من الملك سلمان في اتصال هاتفي في ديسمبر الماضي، 4 مليارات دولار من أجل المجهودات في سوريا.

ولاحقًا، عندما زار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واشنطن في مارس الماضي، قال ترامب في مؤتمر صحفي إن على السعوديين أن يتحملوا مسؤولية أكبر في الشرق الأوسط، معتبرًا أن مبيعات الأسلحة من الولايات المتحدة للسعودية تساوي "مبلغًا ضئيلًا" للدولة الغنية بالنفط.

ونقل الكاتب قول أحد محللي سياسات الشرق الأوسط ويُدعى أندرو بوين، والذي قال: "إن رسالة ترامب يوم الثلاثاء كانت متفقة مع تصريحاته السابقة التي قام بها سرًا وعلنًا، فهذا لم يكن مفاجئًا على الإطلاق، بل أصبح هذا واقعًا على قادة دول الخليج أن يتعايشوا معه، ولكن ليس الجميع سعداء بآراء ترامب الأخيرة".

ويقول المحلل السياسي آدم تايلور إن العديد من الأشخاص استاءوا من تصريحات ترامب، واتجهوا لمواقع التواصل الاجتماعي للإدلاء بآرائهم في هذا الموضوع، حيث كتب عبد الخالق عبد الله -محلل سياسي إماراتي- على موقع تويتر: "كانت دول الخليج والدول العربية متواجدة لوقت طويل قبل أن تولد وقبل أن يتم تأسيس الولايات المتحدة، وستتواجد لوقت طويل بعد أن تذهب أنت والدعم الذي تقدمه دولته إذا أرادت إيقافه، من فضلك أوقف الإهانات".

رجل الأعمال خلف أحمد الحبتور، رد على ترامب أيضًا عبر تويتر قائلًا: "صُدمت من تعليقات ترامب والتي قال فيها إن منطقتنا لن يكون لها شأن دون الولايات المتحدة، هذا غير صحيح، لقد تواجدنا قبل حتى أن يتواجد البريطانيون، فحضارتنا تمتد ألف عام".

ولكن - حسب الكاتب - ظل قادة الدول العربية مثل السعودية والإمارات صامتين، ولكن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، رد على تعليقات ترامب منتقدًا قطر وليست الولايات المتحدة.

وطبقًا للبيان الذي أصدرته الخارجية ونقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، قال الجبير إن "قطر عليها أن تدفع مقابل بقاء القوات الأمريكية في سوريا، وأن عليها أن ترسل قواتها الخاصة إلى هناك، قبل أن يرفع الرئيس الأمريكي حماية الولايات المتحدة عن قطر، والتي تجسدها القاعدة العسكرية الأمريكية على أراضيها"، وتابع "سوف يسقط النظام القطري - خلال أسبوع - إذا سحبت الولايات المتحدة دعمها".

وأضاف المحلل، "سعى قادة كلًا من السعودية والإمارات بقوة، إلى إقامة علاقات وثيقة مع ترامب - على الرغم من الأدلة على الآراء السلبية الكبيرة للزعيم الأمريكي بين عامة الناس - حيث رأى كلا القائدين أنه تغيير مرحب به، خاصة بعد أن سعى الرئيس السابق أوباما إلى علاقات أفضل مع إيران.

وأشار بوين، إلى أنه من غير الواضح ما هي الدول التي ستدفع أكثر في فاتورة الشرق الأوسط، خاصة أن السعودية تمر حاليًا بمرحلة من الإصلاحات والتي ستتكلف الكثير من الأموال.

واختتم الكاتب تحليله بقول بوين: "على الرغم من ذلك، يجب على ترامب أن يكون أكثر حذرًا عند استعداء أي من هذين الحليفين، فالسعودية والإمارات أظهرتا رغبة قوية في العمل طبقًا لمبادرات ترامب في المنطقة، وسوف يحتاج ترامب إلى دول الخليج لإعادة بناء سوريا عندما تنتهي الحرب".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان