إعلان

"ذا أتلانتك": هل ينجح ماكرون في تعديل الثقافة الإسلامية داخل فرنسا؟

12:42 ص الإثنين 02 أبريل 2018

ماكرون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبدالعظيم قنديل:

سلطت مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية الضوء على جهود فرنسا لدمج الأقلية المسلمة في النظام العالماني للبلاد، فضلاً عن محاربة التطرف الديني بعد تعرض باريس للعديد من الهجمات الإرهابية في الآونة الأخيرة.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن، في فبراير الماضي، نيته "وضع أسس تنظيم الإسلام" في فرنسا هذا العام.

وأوضح ماكرون أنه سيواصل التشاور مع مفكرين وباحثين جامعيين وممثلي جميع الأديان، مضيفا أنه يأمل بأن ينجح في "وضع أسس تنظيم الإسلام الفرنسي" خلال النصف الأول من العام الجاري.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى إخفاق فرنسا على مدار حكومات متعاقبة، منذ ثمانينيات القرن الماضي، في تنظيم العلاقة بين الإسلام وقيم الشعب الفرنسي، لأهداف مزدوجة، حيث تحاول باريس دمج الأقلية المسلمة ومواجهة أخطار التشدد الديني عبر تجديد الخطاب الديني.

ومن المفارقات، أن المحاولات السابقة لإخراج نوع من الإسلام بصياغة فرنسية - تحويل الإسلام في فرنسا إلى إسلام من فرنسا - كانت ملتبسة بشدة، خاصة مع البلدان الأصلية للمسلمين، مثل المغرب والجزائر وتركيا، وفق التقرير الذي أشار إلى توقيع الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند اتفاقًا مع الحكومة المغربية لإرسال أئمة فرنسيين إلى معهد تدريب في الرباط.

ووفقًا لـ"ذا أتلانتك"، وقعت أزمة بين الشريعة وتمثيل المنظمات الاسلامية التي لاتنتسب إلى البلدان المسلمة بعد تخبط حكومة فرانسوا هولاند، مما أدى إلى تقوض اندماج المسلمين في المجتمع، في الوقت نفسه خلق مساحة للأيديولوجيات الخطيرة في ضوء الإرث الاستعماري الفرنسي.

من جهة أخرى، نوهت المجلة الأمريكية إلى تشكك العديد من المراقبين في جهود الحكومات المتعاقبة، وغالباً ما يتحول نقدهم إلى خطابات بلاغية عن التماسك الاجتماعي، ويقول أوليفييه روي، وهو باحث في الإسلام وأستاذ بمعهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا: "من المفترض دومًا أن الإسلام الفرنسي معتدل يعارض الإرهاب"، "ولكن ماذا يعني أن يكون الدين معتدلاً؟".

واتهم "روي" الحكومة الفرنسية بمحاولة صياغة خطاب ديني خاص، قائلًا: "لا تستطيع الدولة التدخل في إدارة الدين أو في المسائل المقدسة". لكن، على مدار 30 عامًا، حاولت الحكومات الفرنسية فعل ذلك.

واستكمل: "المشروع بأكمله يعكس تناقض عميق، حيث تسعى دولة علمانية من الطراز الأول إلى وضع خطة لإيصال إسلامها الوطني".

وذكر التقرير أن هواجس فرنسا تجاه الإسلام بدأت بحلول السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، عندما وصل المهاجرون من مستعمرات فرنسية سابقة للعمل بشكل مؤقت، لكن سرعان بدأت أمورهم تستقر، مما اضطر الدولة إلى وضع خطط في محاولة لإدارة دمج المسلمين.

ويبلغ عدد المسلمين في فرنسا حوالي 6 ملايين نسمة، أي 8 في المائة من السكان، وتصاعد الجدل حول مصيرهم بعد تزايد الهجمات الإرهابية على يد مواطنين من أصل مغربي منذ عام 2013.

ونقلت المجلة الأمريكية عن محمد حنيش، رئيس اتحاد جمعيات المسلمين في ساين - سان - دينس ، وهي منطقة ذات أغلبية مسلمة شمال شرق باريس، "إن الجالية المسلمة متعبة وتشعر بخيبة أمل جراء بعض التوجهات المهينة تجاهنا". في إشارة إلى السياسات التي ربطت الإسلام الفرنسي بالعالم العربي.

وبحسب التقرير، قال بيرنارد جوادر، الخبير في وزارة الداخلية الفرنسية حول الإسلام إنه برغم عدم اعلان الرئيس الفرنسي عن خطته بشأن إصلاح الخطاب الديني لكن من المتوقع أن يحاول تقويض التمويل الأجنبي للمنظمات الإسلامية في فرنسا".

وأضاف جوادر أن "اقتراح تدريب الأئمة في المنزل لمواكبة الفكر العلماني، لابد أن يركز على القيم الثقافية، وليس النصوص الدينية ، من أجل تعزيز جيل من الأئمة صنع في فرنسا".​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان