هاآرتس: خيارات محدودة أمام روسيا للرد على العدوان الثلاثي علی سوريا
كتب - عبدالعظيم قنديل:
قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إن الهجوم المشترك الذي قامت به الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ليس مفاجئا، رغم التحذيرات المتكررة لروسيا.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن القوات المسلحة للولايات المتحدة ونظيراتها البريطانية والفرنسية اعتادوا على العمل على نطاق عالمي، مع القدرة على نشر قوات الحرب البرية والبحرية والجوية بسرعة، مدعومة بالحرب الإلكترونية.
ويُعتقد أن الأراضي السورية شهدت هجمات كيمياوية قبل هجوم السبت الماضي. وكانت القوات الأمريكية قد نفذت ضربة انتقامية العام الماضي ردا على أحد هذه الهجمات الكيميائية التي قيل إنها استهدفت مدينة خان شيخون السورية.
وأطلقت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أكثر من 100 صاروخ على ما لا يقل عن ثلاثة أهداف سورية يعتقد أنها منشآت لتصنيع المواد الكيمياوية، وذلك ردا على الهجوم المزعوم بالغاز السام على مدينة دوما السورية خلال الأسبوع الماضي.
وانتقدت روسيا بصفتها حليفا وثيقا للحكومة السورية التي يرأسها بشار الأسد الهجمات العسكرية على سوريا.
وبين التقرير أن الجيش الروسي لا يزال الجيش الروسي مبنياً حول العقائد السوفيتية الدفاعية، والتي مصممة لحماية الوطن في أكثر المعارك المحلية الصغيرة التي تدور رحاها على حدوده. تتكون القوة الروسية المتمركزة حاليا في سوريا من بضع عشرات من قاذفات القنابل والمروحيات الهجومية، وفق التقرير الذي أوضح أن الوجود العسكري الروسي يفتقر إلى المعدات الكافية و الخبرة لمحاربة خصم يتمتع بقدرات متطورة.
وبحسب التقرير، تظل روسيا قوة عسكرية هائلة، لكن ذلك يحدث بشكل كبير عندما تقاتل على حدودها، إلا أن الهجوم الثلاثي الأخير ليس الأول خلال فترة لاتقل عن شهرين على وجودها داخل سوريا، فقد قُتل، في فبراير، ما لا يقل عن 200 "مرتزقة" روسيين في غارات جوية أمريكية استُدعيت عندما شاركت القوات الروسية في هجوم على القوات الديمقراطية السورية التي تدعمها الولايات المتحدة وأغلبها كردية.
ووفقًا لـ"هآرتس"، يتمتع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بميزة رئيسية في سوريا: فكان هو البلد الوحيد، إلى جانب إيران، الذي كان مستعدًا لنشر وحدته الكبيرة، بعد الفراغ الذي تركه قرار الرئيس آنذاك باراك أوباما بعدم التدخل في الحرب السورية، مقتصرًا على غارات جوية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لا ينوي تنفيذ هجمات أخرى على النظام السوري للرد على استخدام الأأسلحة الكميائية في 7 أبريل الماضي، لكن بوتين سيشعر أنه بحاجة إلى استعادة الردع الروسي بطريقة أو بأخرى.
وأكد التقرير أن خيارات روسيا محدودة لاستعادة قدرتها على الردع، قواتها هناك غير كافية للتصدي لأي هجوم مماثل، في الوقت نفسه يمكن للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، فضلاً عن إسرائيل وتركيا، نشر قوات أكبر وأكثر قدرة.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن الخيار المتاح أمام روسيا هو "التهديد الإلكتروني"، ولكن بعد كل ما شهدناه في العامين الماضيين، لم تعد فاعلية الهجمات السيبرانية، سواء كانت تلك المزيفة المصنعة في روسيا، أو أبواق اليمين المتطرف، على القدر المماثل لما حدث في الانتخابات الأمريكية الأمريكية 2016.
ووفق التقرير، تم احتواء التهديد الإلكتروني الأكثر خطورة في التحذير الذي أصدرته الحكومتان الأمريكية والبريطانية يوم الاثنين في حملة منسقة من قبل المتسللين الروس للسيطرة على أجهزة توجيه الإنترنت التي تستخدمها الحكومة وشبكات البنية التحتية الحيوية، ولكن إذا نجحت، فإن مثل هذه العملية المتقطعة يمكن أن تكون لها نتائج مدمرة، إذا ارتبطت بروسيا، لاسيما وأنها يمكن أن تؤدي إلى تصعيد خطير في التوترات بين الغرب وروسيا.
والخيار الثاني، يتمثل في دفع عسكري متضافر داخل سوريا ضد المناطق التي يسيطر عليها المتمردون بالقرب من الحدود التركية، ربما مع نوع من التنسيق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بهدف إثارة تدفق كبير آخر من اللاجئين عبر تركيا إلى أوروبا، الأمر الذي من شأنه اختبار العلاقة بين أعضاء الاتحاد الأوروبي وتركيا.
ويضيف التقرير، بعد مرور عامين ونصف على قيام روسيا بنشر طائراتها في سوريا، لم يحقق بوتين حتى الآن النفوذ الذي كان يأمله، حيث لم تترجم سيطرته على سوريا والشراكة المزعومة مع الغرب في محاربة داعش إلى تنازلات بشأن العقوبات أو تصريحًا مطلقا لما يرغب في القيام به في أوكرانيا.
وخلص المقال بالقول: إن الغرب تمكن من كشف "خدعة بوتين" بعد سنوات من التقاعس في ظل أوباما وعلى الرغم من تردد ترامب الواضح ، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها يتحدونه الآن ، وينفد من الخيارات.
فيديو قد يعجبك: