إعلان

تعديلات الدستور الصيني.. هل تمثل عودة الديكتاتورية إلى الصين؟

08:25 م الأحد 04 مارس 2018

الرئيس الصيني شي جين بينج

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، تقريرًا لمراسلها في بكين، توم فيليبس، حول تنامي السُلطة في أيدي الرئيس الصيني شي جين بينج، وإمكانية تحوله إلى ديكتاتور.

وقال فيليبس، في بداية تقريره: "يتذكر ضحايا رئيس الحزب الشيوعي الصيني الأسبق ماو تسي تونج، المآسي التي ارتكبها في حقهم، ويشبهون ما يفعله الرئيس الصيني شي جين بينج حاليًا بهذا، حيث أعلن بينج مؤخرًا عن نيّته أن يصبح رئيسًا مدى الحياة عن طريق إلغاء تحديد المدد الرئاسية، بعد أن تم تطبيق هذه المدد عام 1982 - بعد ست سنوات من موت ماو - وذلك ليكون شبيهًا بماو الذي دمّر عائلات كثيرة في الفترة التي كان بها رئيسًا للحزب الشيوعي".

وحذّر دينج شياو بينج - قائد الحزب الشيوعي بعد وفاة ماو والذي كان سببًا في الإصلاحات السياسية - من بناء أي دولة على شهرة فرد أو اثنين بها فقط، فهذا يكون غير ملائم وخطير.

وكتب إزرا فوجل، المؤرخ الذي كان مسؤولًا عن توثيق حياة دينج في 2011، أن الأخير لم يكن ليسامح عبادة الشخصية التي أرادها ماو، ولذلك لم توضع أي تماثيل لدينج في المباني العامة ولم تعلق أي صور له في المنازل.

ويتابع التقرير، بعد خمسة سنوات من عمليات الاعتقال السياسي التي لا هوادة فيها، لا يُخفى على أحد ميول شي الاستبدادية، فالرئيس الصيني البالغ من العمر 64 عامًا، شن الحرب على المنشقين، داخل وخارج الحزب الشيوعي، في محاولة منه لفرض السيطرة الكاملة، مُقوضًا بذلك المجتمع المدني، ومعتقلًا خصومه السياسيين لضمان أن يكون هو الرجل الأكثر قوة في التاريخ الصيني منذ رحيل ماو.

وعلى الرغم من التجاوزات التي قام بها ماو، فإن جنون شي للسُلطة، جعل قيادته للصين حتى ثلاثينيات القرن الحالي أمرًا ممكنًا، وأخاف الجميع من أن تنحدر دولتهم مرة أخرى لماضيها المضطرب.

ياو شيبنج، والتي عاصرت ماو أثناء رئاسته للحزب الشيوعي، حذرت من خطورة ما يفعله شي، قائلة: "هذه لحظة حرجة جدًا في التاريخ الصيني، فلم يعتقد أحد أن بإمكان شي أن يأخذ مثل هذه الخطوة - إلغاء تحديد المدد الرئاسية - ولكنه قام بهذا، وأصبح الموقف سيئًا للغاية".

لم تكن ياو هي الوحيدة التي تحذر من هذا، فالخبير البارز في السياسة الصينية تشنج لي - والذي سبق اتهامه بإصدار استنتاجات مبكرة حول شي - قال "إن قرار عودته إلى الدولة، وإلى عصر رجل السياسات الأقوى وعبادة الشخصيات، كان خطأ كبير"، محذرًا من أن "النتيجة قد تكون انقسام في السُلطة وعدم الاستقرار السياسي في الصين".

داخل الصين نالت الحركة تأييد صحيفة "الشعب اليومية"، وهي لسان حال اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي الصيني، حيث ادّعت الصحيفة، أن تلك الحركة تهدف لتحديث النظام الصيني وقدرته على الحكم، وأن تلك التعديلات على الدستور سوف تضمن استقرار كلًا من الحزب والدولة طويل المدى.

الكاتب الصحفي لي داتونج، قال في مقابلة مع صحيفة "ذا أوبزرفر"، إن تلك التعديلات التي يسعى شي لتطبيقها سيكون لها تأثير مختلف تمامًا، حيث أن الصين ستكون على حافة طريق مُظلم إذا تم إجراء تلك التعديلات، وتساءل داتونج، كيف يمكن إعادة إحياء مثل هذه الديكتاتورية مرة أخرى؟ مشيرًا إلى حركة ماو المناهضة لليمينيين والمجاعة العظمى في خمسينيات القرن الماضي، عندما تم تجويع عشرات الملايين حتى الموت في ظل حكم الديكتاتور السابق ماو ودفعه لتسريع عجلة التصنيع.

تتوقع ياو، ألا تثير الاعتراضات الحالية في الصين على تلك التغييرات حفيظة الرئيس شي جين بينج، وأن تدفعه لتكرار ما حدث أثناء الثورة الثقافية في ستينيات القرن الماضي، عندما دفع ماو بالحرس الأحمر ضد أعداء الشعب المفترضين في محاولة لإعادة فرض سُلطته على الحزب.

ويختتم التقرير بالقول: "لكن ما تثق فيه ياو، أن دولتها في طريقها للمخاطرة بالرجوع للوراء نحو الحكم الأوتوقراطي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان