الجارديان: التغطية الدولية للانتخابات الإيطالية متحيزة لـ برلسكوني
لندن - أ ش أ:
قالت صحيفة الجارديان ، إن الاتحاد الأوروبي يرى في إيطاليا ما يريد أن يراه ، متجاهلا الفساد ومحتضنا برلسكوني باعتباره الرجل المنوط به إنقاذ الاتحاد من الشعبوية.
وذكرت الصحيفة - في تعليق اليوم السبت - أن أكثر من 30 مليون إيطالي، من المقرر ذهابهم للمقار الانتخابية، غدا الأحد، لانتخاب سلطة تشريعية، ومن ثم تنفيذية جديدة، وتأتي هذه الانتخابات في أعقاب انتخابات 2017 التي خيمت عليها مظاهر الالتباس والتضارب.
ونبهت الجاردريان، إلى أنه ما من صحفي يستطيع مقاومة الإشارة إلى حالة "عدم الاستقرار السياسي" التي تكاد أن تكون متأصلة في السياق الإيطالي ، في إشارة إلى "الأزمات السياسية" المتعددة، وإلى الانتخابات الوطنية والحكومات المتعاقبة على البلاد في العصر الحديث. إلا أنه وعلى الرغم من ذلك، فإن إيطاليا تعد بلدا تعاقبت عليه حكومات أكثر وأجرى انتخابات أقل من هولندا، البلد المزعوم استقراراه، خلال القرن الـ21.
وذكرت أن الماكينة الإعلامية الدولية -في تغطيتها لسباق انتخابات 2018 في إيطاليا- تركز على قصص تمثل المشاكل التي تتهدد الحاضر الإيطالي؛ من أمثال: الهجرة وعصابات الجريمة المنظمة (المافيا) وصعود الفاشية وخطر العنف السياسي، أو الخطر الذي تمثله الشعبوية على الديمقراطية الإيطالية والاتحاد الأوروبي؛ وهي قصص، وإن كانت في مجملها صحيحة، إلا أنها اتسمت "بالمبالغة" في تصوير الواقع السياسي الإيطالي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرأي القائل بأن تيار (الفاشية الجديدة) يمثل تهديدا للديمقراطية الإيطالية، متخوفا من إعادتها إنتاج أفكار موسوليني، يعد رأيا ضعيفا، لأسباب منها: كون الحركة الممثلة للتيار (حركة الخمس نجوم)، من الصغر بمكان لإحداث تأثير جماهيري على أرض الواقع ، والسبب الثاني، والأكثر أهمية، يكمن في أن أفكار موسوليني لم تكن أبدا غائبة عن المشهد السياسي في البلاد؛ إذ أن (الحركة الاجتماعية الإيطالية) ، يتم تمثيلها في البرلمان الإيطالي منذ عام 1948، وذلك قبل أن يتم تحويلها للـ (التحالف الوطني)، لتصبح منذ ذلك الحين لاعبا أساسيا في المشهد السياسي في إيطاليا.
وأشارت الجارديان إلى أن المشكلة تكمن في تصوير الماكينة الإعلامية الدولية للسياق الإيطالي من زاوية واحدة، وعدم إحاطتها بالصورة كاملة، في الوقت الذي "تبالغ" فيه في تناولها لجدّة وتفرّد تطورات السياسة الإيطالية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: