إعلان

تصاعد الخلافات بين تركيا وجيرانها.. هل تتجه إلى حرب داخل "الناتو"؟

10:08 م السبت 31 مارس 2018

تركيا

كتب - عبدالعظيم قنديل:

سلطت مجلة "ذا ويكلي ستاندرد" الأمريكية الأسبوعية الضوء على التوترات الأخيرة في شرق البحر الأبيض المتوسط بين تركيا وجيرانها، مشيرة إلى أن نشوب صراع مسلح بين أعضاء حلف "الناتو" ستكون سابقة.

وأشارت المجلة الأمريكية، في تقرير لها الجمعة، إلى تكدس الأسلحة المتطورة في كل من تركيا واليونان، بدعم من حلف شمال الأطلسي، حيث تم بناء تلك الترسانات العسكرية على مدى عقود وتحديثها باستمرار، تحت غطاء إرادة صانعي السياسة الغربيين الاعتقاد بأن الولاء لمهمة الناتو المتمثلة في احتواء الاتحاد السوفيتي.

وبحسب التقرير، أتاحت الدبلوماسية الجيدة وطموحات تركيا في الاتحاد الأوروبي، في معظم الأوقات، التغاضي عن الجوانب السلبية لسباق تسلح بين الجيران المضطرين، ومع ذلك، أصبح بحر إيجه بؤرة شديدة التوتر بسبب انتهكات الطائرات العسكرية التركية بصورة منتظمة المجال الجوي اليوناني، فضلًا عن اختراق المياه الإقليمية لبعض الجزر اليونانية، التي تتنازع أنقرة حول ملكيتها.

وتصف كوستاس جريفاس، التي تدرس أنظمة الأسلحة المتقدمة في أكاديمية "الجيش الهيلينية"، "بحر ايجة" بأنه مسرح فريد للمواجهات، حيث تستخدم "القوات البرية والبحرية والجوية في نفس الوقت في منطقة محصورة للغاية، ويعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية الحفاظ على أنظمة القيادة والتحكم بسبب كثافة وسرعة الضربات، مما يعني خسائر فادحة بين الأشقاء.

وتقول جريفاس إن نشوب حرب في بحر إيجه تشبه "حربًا نووية مصغرة نظرًا لوجود الكثير من الذخائر عالية التقنية التي يتوقع استخدامها، فسوف تتسبب في قدر كبير من الضرر".

وخلال أول زيارة يقوم بها رئيس تركي لليونان منذ 65 عاماً، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مطلع ديسمبر الماضي، إن بعض تفاصيل معاهدة لوزان التي رسمت حدود تركيا مع جيرانها عام 1923 ليست واضحة، ودعا لحلول دائمة للقضايا المتعلقة ببحر إيجة وقبرص.

لكن الرئيس اليوناني أصر على استبعاد فكرة إعادة النظر في معاهدة لوزان، وقال إن معاهدة لوزان تحدّد أراضي ونطاق سيادة اليونان والاتحاد الأوروبي. وبالنسبة لنا، هذه المعاهدة ليست قابلة للتفاوض... لا تشوبها شائبة ولا تحتاج للمراجعة أو التحديث.

ونقلت المجلة الأمريكية عن كريستوس روزاكيس، أحد الخبراء البارزين في القانون الدولي في اليونان قوله إن "تركيا لم تتخل أبدا عن حقيقة أن معاهدة لوزان حاصرتها خلف جدار من الجزر اليونانية، وهم يحاولون الخروج من المعاهدة بشكل متزايد".

وقال روزاكيس: "أنقرة لا يمكنها المطالبة بجزر رودس، التي يسكنها اليونانيون، لكنهم بوضوح يحاولون تهيئة الظروف لتمديد وجودهم في بحر إيجة، ووضع أنفسهم في المحادثات المستقبلية".

واستكمل: "يمكن لليونان المطالبة بمياه إقليمية تبلغ 12 ميلاً بحريًا حول كل جزرها، لكن تركيا تهدد بشن حرب إذا فعلت ذلك اليونان، مدعيةً أن بحر إيجه حالة خاصة".

ووفق التقرير، يقول الدكتور ثانوس دوكوس، الذي يدير المؤسسة الهيلينية للسياسة الأوروبية والخارجية: "كانت هناك توقعات كبيرة في تركيا بأن بعض جزر "رودس" لن يتم منحهم لليونان بعد الحرب العالمية الثانية".

ويرى مراقبون أن موقف تركيا المتشدد تجاه اليونان هو محاولة لمواجهة تراجع شعبية أردوغان في استطلاعات الرأي، خاصة بعد اجراء تحقيقات قضائية بشأن أصول عائلته، وفق التقرير الذي أشار إلى تسريب مكالمات هاتفية تؤكد جمع ثروة شخصية تزيد على مليار دولار أثناء وجوده في منصبه.

"أردوغان يحتاج للبقاء سياسيا حتى يتمكن من تجنب المقاضاة القانونية، ولذا لديه نزعة متفجرة من الطموح الإقليمي أو حتى العالمي إلى حد الغطرسة"، بهذه الكلمات وصف خبير تركي الأوضاع الداخلية في تركيا قبل الانتخابات المقررة العام المقبل.

وتضيف المجلة الأمريكية، في ظل حكم أردوغان، أصبحت تركيا ترى نفسها مختلفة عن الدولة العلمانية التي شكلها كمال أتاتورك، بعد الانضمام إلى حلف شمال الأطلنطي، حيث تقدم بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لقد حكم أردوغان البلاد لمدة تقرب من 16 سنة، وخلال ذلك الوقت، نما الناتج المحلي الإجمالي أربعة أضعاف، وأصبحت سياستها الخارجية أكثر إسلامية وحازمة.

وأكد التقرير أن أنقرة عملت على تطوير ترسانتها العسكرية، على مدى الأعوام الماضية، تزامنًا مع المعدلات المرتفعة لنموها الاقتصادي، ولذا يقول جريفاس من أكاديمية الجيش اليوناني: "إنها أسلحة رمزية، أسلحة عظيمة القوة". "تثبت تركيا أنها تهدف إلى أن تكون قوة متوسطة الحجم في نظام متعدد الأقطاب".

وأوضحت المجلة الأمريكية أن أخر شئ تتوقعه الولايات المتحدة هو التدخل لفض نزاع داخل أعضاء حلف شمال الأطلسي، في حين أن اليونان تعول على عضوية الناتو والاتحاد الأوروبي كدروع أمنية في مواجهة الانتهاكات التركية، غير أن القليل من اليونانيين يتوقعون عملاً ملموسًا سواء من الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة أو الناتو ، في حال تصاعدت الضغوط.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان