إعلان

حاضرون في الحرب غائبون في الإعمار.. العراق أراد 88 مليار دولار وحصد "الفُتات"

11:03 م الثلاثاء 13 فبراير 2018

كتب – محمد الصباغ:

تلقت الحكومة العراقية صدمة كبيرة خلال مؤتمر إعادة الإعمار في العراق، حيث سعت للحصول على نحو 88 مليار دولار للتغلب على الدمار الذي شهدته البلاد بسبب الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز، في تقريرها المنشور، الثلاثاء، حول المؤتمر إن العراق لم يجد إلا "الفُتات" من الحضور الذين كثيرًا ما أكدوا أنهم حلفاء لبغداد.

ويريد العراق إعادة إعمار المدن ومواجهة أزمة ملايين النازحين، وحينما طلب ذلك من الحضور في الكويت كانت الإجابة البسيطة هي "لا".

حضر المؤتمر عشرات المانحين المحتملين، لكن الأمور لم تسر على ما يرام، حيث جاءت التعهدات بأموال لا تتجاوز تقريبًا 4 مليارات دولار فقط. ورفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح العراق أي أموال من أجل إعادة الإعمار.

وقالت نيويورك تايمز إنه في ضربة إنسانية للحكومة العراقية، التي لا تستطيع تحمل تكلفة إعادة البناء في مرحلة ما بعد الحرب، والتي تعتبر بشكل ما نتاجًا للغزو الأمريكي في عام 2003.

ويهدد هذا الفشل أيضًا المستقبل السياسي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ويقوض من الجهود المستمرة منذ سنوات من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وآخرين من أجل إعادة الاستقرار للعراق والقضاء على التطرف هناك.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الأموال القليلة جدًا التي تعهد البعض بمنحها للعراق، تزيد من التكهنات عما إذا كانت الولايات المتحدة يمكن الاعتماد عليها فيما يتعلق بإيصال المساعدات والموارد الأخرى لحلفائه.

وتحولت مدن عراقية عديدة إلى ركام بسبب الحرب، وخصوصًا مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية. وإلى الآن قدّرت الحكومة العراقية إنها بحاجة إلى نحو 88 مليار دولار من أجل إعادة البناء، وانتهى الأمر بأنها ربما تحصل فقط على 4 مليارات دولار بنهاية مؤتمر إعادة الإعمار.

وجاءت أغلب الأموال من المانحين الخليجيين، السعودية والإمارات وقطر والكويت وكل منها تعهد بدفع نحو مليار دولار.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أكدت في وقت سابق أن واشنطن حتى عام 2014 كانت قد منحت العراق 1.7 مليار دولار كمساعدات إنسانية ونحو 6 مليارات أخرى كمساعدات أمنية واقتصادية. وأشارت الصحيفة إلى أن أغلب هذه الأموال كانت تعهدت بها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وخلال مؤتمر صحفي، طالب وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بقية الدول بتحمل جانبها من المسئولية.

وقال تيلرسون: "كل من في هذا المكان لديهم الفرصة للمساعدة في دعم ومساندة العراق". لكنه عاد ولفت إلى أن العمل في العراق يمكن أن يكون معقدًا.

جاء المؤتمر على عكس ميول الرئيس ترامب الذي أكد على تركيزه على الإنفاق العسكري.

واختتم التقرير بأن فشل مؤتمر إعادة إعمار العراق ربما يخفف العلاقات شديدة الدفء بين إدارة ترامب ودولتي السعودية والإمارات، حيث كان يتوقع أن تساهم هذه الدول بأموال أكثر مما أعلنته بمراحل.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان