إعلان

الضربة النووية الأمريكية ضد كوريا الشمالية.. هل نشهدها بعد الأوليمبياد الشتوي؟

10:46 م الأحد 11 فبراير 2018

ارشيفية

كتب- هشام عبدالخالق:

نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، تحليلًا جديدًا لمراسلها بيل بويل، حول الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية مع افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية، وإمكانية شنّ الولايات المتحدة لضربة استباقية ضد كوريا الشمالية.

وقال "بويل" في بداية تحليله: "مع افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2018 في بيونج تشانج بكوريا الجنوبية، وعلى بُعد عشرات الأميال جنوب الحدود المحصنة بشدة التي قسّمت شبه الجزيرة الكورية لأكثر من نصف قرن، انضم 22 رياضياً من الشمال إلى فريق كوريا الجنوبية تحت العلم الموحد ذي اللونين الأبيض والأزرق".

وتابع "صافح رئيس كوريا الجنوبية، مون جيه إن، كيم يو جونج، الشقيقة الصغرى لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، وكيم يونج نام رئيس الدولة في كوريا الشمالية البالغ من العمر 90 عامًا، وكان يجلس قريب منه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الذي تفادى حدوث أي تواصل بينه وبين الضيوف الكوريين الشماليين".

ويضيف الكاتب بقوله "يعكس هذا المشهد القصير المهذب بين الكوريتين، المناقشة المحتدمة في واشنطن: ماذا يجب على الولايات المتحدة أن تفعل في الوقت الذي تقترب فيه كوريا الشمالية من ضربها بصاروخ نووي؟ حيث ما تزال سياسة إدارة ترامب المعلنة هي نفسها - أن كوريا الشمالية يجب أن تتخلص من جميع الأسلحة النووية التي لديها (وهو عدد يقول الخبراء إنه تخطى الدستتين الآن)".

كيفية تحقيق هذه النتيجة، أو إذا ما كانت قابلة للتحقيق من الأساس، هما سؤالان مختلفان تمامًا، وإحدى الحلول المطروحة على الطاولة هو استخدام استراتيجية "الأنف الدموية"، وهو يتضمن ضرب أحد المواقع النووية الكورية الشمالية، بغرض إيصال رسالة لكيم جونج أون مفادها: "هذه الإدارة لن تتخاذل أبدًا"، وفقًا للتحليل.

تلك الضربة لن تكون بهدف إزالة جميع المواقع النووية الكورية الشمالية، ولكن لإقناع بيونج يانج بإعادة التفكير في استراتيجيتها، وهذا الخيار متوقع اعتمادًا على عقلية كيم، أنه في حالة ضرب كوريا الشمالية، لن يخاطر بالانتقام، لأنه إذا فعل هذا سوف يضمن هذا تدمير نظامه، وانهيار دولته إذا دخلت في حرب مع الولايات المتحدة وحلفائها، وطُرح خيار الضربة العسكرية لأول مرة، العام الماضي، على يد اتش آر ماكماستر، مستشار ترامب للأمن القومي، وفقًا للكاتب.

ويقول أحد مسؤولي البيت الأبيض، الذي رفض ذكر اسمه "لا يُقلل أحد من إدارة ترامب من مخاطر امتلاك كوريا الشمالية لأسلحة نووية قوية، وكلهم ينتقدون سيسة إدارة أوباما السابقة في التعامل مع الأزمة عن طريق "الإهمال الاستراتيجي" والتي أدت إلى هذه الفوضى التي نشهدها الآن".

ولكن على العكس من ذلك، يُعارض كلًا من وزير الدفاع جيمس ماتيس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جو دونفورد، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، هذا السيناريو، وأكد ماتيس، في اجتماع لوزراء خارجية التحالف مع كوريا الشمالية في منتصف يناير الماضي، أن "الجهد المبذول في الوقت الحالي سيكون دبلوماسيًا بالتأكيد، حيث نحاول حلّ هذه المسألة".

وقال دبلوماسي ياباني كان حاضرًا في الاجتماع، إن وزراء الخارجية الآخرين يجب أن ينفذوا ذلك، لأن هناك على ما يبدو انطباعًا خطيرًا ومتواصلًا في هذه الإدارة، بأن الحرب خيار متاح بالفعل، وهذا يروع بعض الأشخاص".

وتبقى استراتيجية "الأنف الدموية" على قائمة الأشياء التي يفكر البيت الأبيض في تنفيذها، ويقول سو مي تيري - المحلل السابق لاستراتيجيات كوريا الشمالية لدى وكالة المخابرات المركزية والآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن- : "نحن نعلم كيف سيرد كيم جونج أون على الضربة المحدودة، ولكننا لا نريد أن نختبر هذا".

ويتابع الكاتب، داخل إدارة ترامب، يُحضر الداعون لتنفيذ استراتيجية "الاحتواء والردع" عدة خيارات لطرحها أمام البيت الأبيض، وهي تشمل مجموعة أكبر من العقوبات، ومنع أكثر عدوانية لسفن الحاويات التي تحمل كل شيء من الأمفيتامينات إلى أجزاء الصواريخ التي يبيعها الشمال خارج البلاد للحصول على العملة الصعبة، وإقامة نظام صاروخي دفاعي في كلًا من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.

ووفقًا للمقال "قد تكون هذه الاستراتيجية ضعيفة في الوقت الحالي، حيث تقلق واشنطن من أنه بعد توحد الكوريتين في الأولمبياد، سيجعل هذا سيول أكثر ليونة ولا تقدر على تنفيذ عقوبات ضد بيونج يانج، وفي غذاء عمل استضاف فيه رئيس كوريا الجنوبية، الوفد الكوري الشمالي، دعت شقيقة كيم جونج أون، الرئيس الكوري الجنوبي، ليأتي إلى بيونج يانج بعد الأولمبياد ويحظى بحديث مع الزعيم الكوري الشمالي".

وقلقت إدارة ترامب، من أن مون جاي إن سوف يوافق على هذه الدعوة، بالنظر إلى الافتتاح الجيد للأولمبياد تحت علم كوريا الموحدة، ولكن عم الارتباح في واشنطن بعد أن قال مون إنه سيكون سعيدًا بالذهاب إلى هناك عندما يتم تصحيح الأمور، ولكن هذا لن يكون نهاية الموضوع، بالنظر إلى أنه من المرجح أن يتعرض مون للضغط السياسي المحلي، بعد الأولمبياد، بهدف القيام بهذه الرحلة، وفقًا للتحليل.

ويختتم الكاتب تحليله قائلًا: "من الناحية الأخرى، سوف تكون الدبلوماسية صعبة للغاية عند التعامل مع بيونج يانج، ولكن يُصعب النقاش المرهق للأعصاب، عن ضرب كوريا الشمالية نووياً، من مهمة واشنطن أكثر وأكثر".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان