هاآرتس: نتنياهو يواجه صعوبات متزايدة في ملعب المناورات الروسي
كتب- عبدالعظيم قنديل:
قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، السبت، إن استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن تمنع إسرائيل من توجيه ضربات جوية داخل سوريا، لكنه في الوقت نفسه لن يحول دون إسقاط الطائرات الإسرائيلية بواسطة الدفاعات الجوية السورية.
وأضاف التقرير أن الرسالة الأولى التي كشفها المسؤولون الإسرائيليون في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت بشأن الصواريخ التي أسقطت المقاتلات الإسرائيلية كانت خادعة، خاصة وأن تصريحات الحكومة الإسرائيلية لا تدين القوات الروسية المتواجدة في سوريا.
كان سلاح الجو الإسرائيلي قد هاجم فجر اليوم أهدافًا في سوريا، وردّت الدفاعات الجوية السورية باعتراض عدد من الصواريخ الإسرائيلية وإصابة طائرة إسرائيلية من نوع إف 16، سقطت في منطقة الجليل، بعد أن تمكن طياراها من القفز بالمظلات قبل تحطمها.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أن الطيارين الاثنين اللذين كانا على متن الطائرة قفزا بالمظلة بسلام وتم نقلهما إلى مستشفى رامبام في حيفا لتلقي العلاج.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أنه من غير الممكن استبعاد تورط روسيا بشكل مباشر أوغير مباشر في تزويد السوريين بالصواريخ وتدريبهم، وبعبارة أوضح، الرسالة التي يريد إرسالها الروس في الواقع هي اعتراف ضمني بأن إسرائيل ليس لديها خيار سوى قبول هيمنة الكرملين على حدودها الشمالية، على الأقل الآن.
ووفقًا لـ"هاآرتس"، من الممكن أن نفترض أن روسيا كانت على علم بالطائرة الإيرانية بدون طيار، والتي انطلقت من تدمُر وحلقت باتجاه إسرائيل، حيث أن ضباطها موجودون في مركز تدمر للتحكم الجوي. وعلاوة على ذلك، من المرجح أن يكون لدى روسيا معرفة في الوقت الحقيقي بأن السوريين امتلكوا القدرة الكافية لردع الغارات الإسرائيلية على الموقع الذي تسيطر عليه الطائرات الإيرانية.
في الوقت الراهن، لا تسمح روسيا لإيران بإنشاء قواعد كبيرة في سوريا أو الاقتراب من حدود الجولان مع إسرائيل، ولكن هذا لا يعني أن الإيرانيين عليهم مغادرة سوريا، لأن موسكو بحاجة إلى الميليشيات الشيعية التي صاغتها إيران " كأحذية على الأرض"، وطالما بقيت القوات الإيرانية مفيدة لروسيا، فإنها لن تستجيب للمطالب الإسرائيلية بالابتعاد عن خطوط إسرائيل الحمراء.
كما أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن روسيا تقف كالمتفرج، في حين أن كلًا من تركيا وإيران وإسرائيل يقاتلون من أجل تعزيز أقدامهم في سوريا، على الرغم من محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رسم خطوط حمراء تحد من تأثير إيران وحزب الله في سوريا، لكن في نهاية المطاف نتانياهو غير قادر على الرسم، لأنه زمن "بوتين".
وبحسب التقرير، ليس أمام إسرائيل أي خيار سوى قبول قواعد اللعبة الروسية، وسوف تستمر المقاتلات في استباحة المجال الجوي السوري والهجوم، ولكن مع ذلك يجب أن تمارس المزيد من الحذر، لأن روسيا لن تتصدى لجيش الأسد عند محاولة إطلاق النار عليهم.
فيديو قد يعجبك: