إعلان

المحادثات بين الكوريتين.. "فورين بوليسي": الآن هو الوقت المناسب لقصف كوريا الشمالية

11:48 م الثلاثاء 09 يناير 2018

الكوريتين

كتب - عبدالعظيم قنديل:

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الثلاثاء، إنه حان الوقت لقصف كوريا الشمالية، لاسيما وأن تدمير ترسانة بيونج يانج النووية لا تزال أولوية قصوى للولايات المتحدة الأمريكية.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى المحادثات المرتقبة بين كوريا الشمالية ونظيرتها الجنوبية، المقررة هذا الأسبوع.

وتوقع التقرير أن تحاول بيونج يانج ابتزاز سيول لدفع مبالغ كبيرة من المال تعويضًا عن العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على اقتصادها طوال الفترة الماضية.

وبدأت الكوريتان -صباح الثلاثاء- محادثات رسمية هي الأولى بينهما منذ أكثر من عامين، كما أفادت وزارة الوحدة الكورية الجنوبية.

وقال متحدث باسم الوزارة للصحفيين إن المحادثات التي تجري في بانمونجوم داخل المنطقة المنزوعة السلاح بين شطري شبه الجزيرة، بدأت بإعلان افتتاحي أدلى به رئيس الوفد الكوري الجنوبي إلى هذه المحادثات.

وفي الوقت نفسه، ستواصل كوريا الشمالية إحراز تقدم نحو هدفه المتمثل في نشر عدة صواريخ باليستية مسلحة نووية وعابرة للقارات، وفق التقرير الذي أوضح أن كل اختبار صاروخي كان يعطي الإدارة الأمريكية دوافع مناسبة لتفعل بها مثلما فعلت إسرائيل مع العراق في عام 1981.

"نظرة جادة"

وارتفع منسوب التوتر حيال البرنامجين الصاروخيين النووي والباليستي لكوريا الشمالية، بعد إطلاق بيونجيانج عدة صواريخ باليستية وإجرائها تجربة لقنبلة هيدروجينية، تفوق قوتها بأضعاف التجارب النووية السابقة.

ودارت بين الرئيس الأمريكي والزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" حرب كلامية من العيار الثقيل، تبادلا فيها شتى أنواع الإهانات الشخصية، وقد هدد ترامب بيونج يانغ بـ"دمار شامل" إذا اضطرت الولايات المتحدة للدفاع عن نفسها أو عن حلفائها.

وبحسب المجلة الأمريكية، لا يزال هناك وقت أمام واشنطن لشن مثل هذا الهجوم لتدمير الترسانة النووية لكوريا الشمالية، حيث ينبغي النظر فيها بجدية، وذلك رغم الأسباب العديدة التي تمنع الجيش الأمريكي من القيام بذلك.

كما أكد التقرير أن أحد الأسباب الخاطئة لتجنب مهاجمة كوريا الشمالية هو الخوف من الانتقام المباشر، لاسيما بعد أن ذكرت تقارير استخباراتية عن امتلاك بيونج يانج صواريخ باليستية ذات رؤوس نووية يمكن أن تصل إلى الولايات المتحدة.

"لا تهتم لأمر المدنيين"

وبالفعل، يمكن لكوريا الشمالية أن ترد على أي هجوم باستخدام المدفعية الصاروخية التقليدية ضد العاصمة الكورية الجنوبية والمناطق المحيطة بها، حيث يعيش ما يقرب من 20 مليون نسمة على بعد 35 ميلا من خط الهدنة، ولذا برر ضباط الجيش الأمريكي الخوف من "بحر دماء" كنتيجة لعملية عسكرية في شبه الجزية الكورية، ولكن هذا الضعف لا ينبغي أن يشل سياسة الولايات المتحدة، حسبما أوردت المجلة الأمريكية.

وأوضح التقرير أن كوريا الجنوبية ماتزال قادرة على تقليص خساراتها البشرية في حال نشوب حرب كارثية ضد جارتها الشمالية، حيث تستطيع تحصين مبانها بدعائم صلبة، فضلًا عن تخزين كميات كبيرة من المواد الضرورية.

ونوهت المجلة الأمريكية أنه لابد من تخفيف الكثافة السكانية داخل العاصمة "سيول"، ذلك بالإضافة إلى تعزيز الولايات المتحدة الأمريكية لمنظمة الدفاع الجوي وتطوريها بقدر يمكنها من صد أي غارة جوية من الشمال.

ومع ذلك، وبالنظر إلى التقاعس المتعمد لكوريا الجنوبية في تعزيز موقفها العسكري على مدى السنوات الماضية، حسب التقرير الذي ذكر أن أي ضرر يلحق بكوريا الجنوبية في نهاية المطاف لا يمكن أن يعوق جهود الولايات المتحدة في مواجهة الخطر الهائل على مصالحها الوطنية ولصالح حلفائها الآخرين في أماكن أخرى من العالم.

وألمحت المجلة الأمريكية إلى براعة كوريا الشمالية في تسويق صواريخها الباليستية وبيعها إلى العديد من البلدان حول العالم، ولذا ليس من الصعب أن نتصور بيع الأسلحة النووية أيضا.

"مبررات الطيران الأمريكي"

ويضيف التقرير، أن أحد الأسباب الأخرى التي ما يتحدث عنها الجيش الأمريكي أن تدمير المنشآت النووية الكورية الشمالية يتطلب آلافا من الطلعات الجوية، هذا بالإضافة إلى رفض القوات الجوية الأمريكية توجيه ضربات جوية مركزة دون "قمع الدفاعات الجوية للعدو".

وتقول المجلة الأمريكية، إن خطط القوات الجوية الأمريكية اعتادت على تفادي فقدان طياريها في أي عملية عسكرية، ولكن بالنظر إلى أن رادارات كوريا الشمالية وصواريخها وطائراتها التي عفا عليها الزمن إلى حد بعيد والإلكترونيات العتيقة، فإن متطلبات القوات الجوية ليست سوى ذريعة لعدم اتخاذ أي إجراء بشأنها.

"الصين"

ولعل السبب المنطقي للتردد قبل أن يأمر بشن هجوم على كوريا الشمالية هو الصين، حيث لفتت المجلة الأمريكية أن المراقبين يتوقعون تدخل بكين ضد الإرادة الأمريكية عندما يتعلق الأمر بأحد حلفاءها التقليدين(بيونج يانج)، لكن دعم الرئيس الصيني شي جين بينج للعقوبات الاقتصادية والحصار المفروض على واردات النفط لكوريا الشمالية، يرقى إلى تغيير في مواقفه تجاه السياسة النووية للزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون.

ووفق التقرير، من المرجح أن تختلف سياسة الصين تجاه الأزمة في حال نشوب صراع مسلح بالقرب من حدودها، لكن اقتناء كوريا الشمالية للأسلحة النووية هو بالطبع تطور خطير، حيث يضمن استقلالية قرارها عن النفوذ الصيني.

كما أشارت المجلة الأمريكية إلى امتلاك كل من الهند وإسرائيل وباكستان أسلحة نووية، لكنها لا تبدو أن يكون لها عواقب كارثية حتى الآن، في الوقت نفسه يبدو واضحا أن الإدارة الأمريكية قد تفادت خيار الضربة الوقائية العسكرية ضد كوريا الشمالية.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان