إعلان

فايننشال تايمز: النظام العالمي الجديد.. انتهى عصر القطب الواحد

09:45 م الأربعاء 03 يناير 2018

كتب – محمد الصباغ:

نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، مقالًا للمحلل الاقتصادي مارتن وولف جاء فيه إنه مع نهاية عام 2017 يبقى الوضع الجيوسياسي متوترًا كما هو بالرغم من تحسن الاقتصاد العالمي.

وقال الكاتب إن العالم وصل إلى نهاية فترة اقتصادية والتي فيها قاد الغرب العولمة، بجانب نهاية فترة جيوسياسية سيطر فيها القطب الواحد. مشيرًا إلى أن هناك متشائمون يمكنهم القول إنه ربما تندلع حربًا نووية حيث لا يمكن للجنرالات المحيطين بالرئيس الأمريكي ترامب أن يبقوه تحت السيطرة.

وقال في مقاله المنشور يوم الثلاثاء، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبعد عام من قيادته للإدارة الأمريكية، انتهك بشكل يومي سلوكيات وطرق التعامل التي يتوقعها العالم من رئيس الولايات المتحدة. كما أن تكريس المنصب لمكاسب شخصية وانتهاك مؤسسات الدولة أمر لم يكن متوقعا.

وبحسب المقال، الديمقراطية الليبرالية تبقى فقط في حال أدرك المشاركون شرعية المشاركين الآخرين. فالقائد الذي يطالب بمحاكمة معارضيه هو ديكتاتور محتمل، وليس ديمقراطيًا.

واعتبر وولف أن ترامب حكم كجمهوري تقليدي، تعتمد سياساته على الخطابات الشعبوية الموجهة نحو قاعدته الشعبية الغاضبة. وأشار إلى أن خصائص حكم ترامب بدأت تتكشف، فهو باستمرار يتعامل مع حلفاء الولايات المتحدة الامريكية بشكل يعتمد على اهتمامه بالمال بغض النظر عن القيم الإنسانية، بجانب وجهة نظره الضيقة فيما يخص التجارة.

وذكر المقال أن ترامب أضعف قيمة الديمقراطية الليبرالية (الديمقراطية التي يرتبط بقاؤها بسيادة القانون). وأضاف أنه في الدول الاشتراكية السابقة في أوروبا الشرقية، تشجع الديكتاتورية القادمة عبر انتخاب أو استفتاء (على غرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) من يحاكونها. ودفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بانتصاره في التعديلات الدستورية الأخيرة وتوطيد سلطاته الرئاسية، ببلاده في هذا الاتجاه.

وبعد الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا عام 2016، لم يجذب معجبين به ومقلدين إلى الآن من داخل الاتحاد. وفي فرنسا، هزم إيمانويل ماكرون الشعبوية وكارهي الأجانب. لكن الانتخابات الألمانية أضعف قدرة الدولة على محاكاة ماكرون، كما أن الانتخابات الإيطالية ربما تثبت التمزق وليس في إيطاليا فقط بل في منطقة اليورو بأكملها.

وفي مقال فايننشال تايمز أيضًا، يرى الكاتب أنه مع المزاعم التي تشير إلى أن أهم التطورات السياسية في عام 2017 كانت في الصين. فقد فرض الرئيس تشي جينج بينج، سيطرته على الحزب الشيوعي الصيني في وقت فرض فيه الحزب سيطرته على الدولة، والدولة بدورها على الشعب الصيني. ومن بين رجال العالم الأقوياء، ظهر الأقوى من بين القوة العظمى الكبرى البارزة.

وبالتالي فقد شهد عام 2017 بزوغًا للاستبداد، وتستمر الانتكاسة الديمقراطية.

ثم سأل المقال عما حدث للتعاون الدولي، وقال إنه عدد من التطورات. وكان بينها قرار الرئيس ترامب بالانسحاب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي، والتي استثمر فيها عدد من الحلفاء لأمريكا مثل اليابان الكثير من أجل إعادة التفاوض حول الاتفاق. بجانب قرار الإدارة الأمريكية بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ.

وفي الاتجاه المقابل كانت هناك محاولة من الرئيس الصيني من أجل حمل شعلة العولمة. كما أن القوى المعارضة لهذا التعاون صنعت تقدمًا خلال العام الماضي، بحسب الكاتب، كما فعل المعادون للديمقراطية. ولا يبدو الأمر بالمفاجئ حينما يرى رئيس الدولة التي تقود العالم الصراع على أنه أمر طبيعي.

وكشف مارتن وولف عن وصوله إلى عدد من الاستنتاجات، وجاء أولها أن هذه التطورات السياسية مزقت الغرب ككيان متماسك وموحد أيديولوجيًا. وكان التعاون بين الدول الأكثر دخلا حول العالم من صنع الولايات المتحدة بشكل كبيرة وبسبب قوتها وقدرتها. ومركز هذه القوة حاليًا ينكر القيم ولا يدرك المصالح من وراء هذه الفكرة. وهذا يغير تقريبا كل شيء.

الأمر الثاني بحسب المقال، هو أن النماذج الغربية الحديثة للديمقراطية والأسواق العالمية الليبرالية الحديثة فقدت رونقها وقدرتها، وليس فقط في الدول النامية والصاعدة، ولكن في الدول ذات الأجور المرتفعة أيضًا. في حين أنه لا يوجد نظام اقتصادي قد حل مكانها، فيما أن التحول إلى الشعبوية ومعاداة الأجانب والاستبداديين شهد إقبالا كبيرا.

ثالث الاستنتاجات كان أن إدارة الاقتصاد العالمي والقضايا الأمنية والمشتركة تتطلب التعاون بين الدول ذات الأجور المرتفعة والأخرى الصاعدة، وعلى رأسهم الصين. وبالتالي فقد انتهت هيمنة الدول ذات الأجور المرتفعة. وأضاف الكاتب أن تأمين تعاون بين هذه المجموعة المتنوعة من الدول هو أمر غاية في الصعوبة.

والأمر الأخير هو أن هناك تهديد حقيقي باندلاع صراع بين الولايات المتحدة والصين، بحسب ما كشفه الباحث بجامعة هارفارد البريطانية جراهام أليسون في كتابه "في الطريق إلى حرب". ويمكن أن يقول المتفائلون –وهم على حق- إن العلاقات الاقتصادية التي يعتمد فيها كل منهم على الآخر، والأسلحة النووية تجعل الحرب أمر جنوني. بينما المتشائمون سيردون بأن الإنسانية لديها قدرة كبيرة على تحمل تحول أخطاء وتخبط إلى كارثة.

ربما الجنرالات المحيطين بالرئيس ترامب سيفشلون في إبقاءه تحت السيطرة. وربما ايضًا يدعمون حربًا ضد كوريا الشمالية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان