عروبة بركات .. معارضة الأسد التي قُتلت في اسطنبول
كتبت – إيمان محمود
غضب عارم اجتاح كافة أوساط المعارضة السورية، صباح اليوم، منذ إعلان نبأ مقتل الناشطة المعارضة عروبة بركات ذات الستين عاما، وابنتها الوحيدة الصحفية حلا، في منزلهما بمدينة إسطنبول التركية.
قوات الأمن التركية عثرت على جثة الناشطة السورية وابنتها في منزلهما، بعدما تلقت بلاغًا من أصدقاء "حلا"، أنهم فقدوا الاتصال بها، وأنها تغيبت عن العمل منذ يومين.
وأعلنت المصادر الأمنية أن الدكتورة وابنتها قتلتا طعنًا بالسكاكين قبل أن يضع القتلة مواد تنظيف لمنع انتشار رائحة الجثث، وأن السلطات المختصة بدأت تحقيقاتها للكشف عن ملابسات الجريمة.
صحيفة "يني شفق" التركية كشفت عن أن عروبة تلقت تهديدًا من نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الأيام الماضية، بسبب دورها البارز في فضح جرائمه وانتهاكاته عبر الأفلام الوثائقية والبرامج، بحسب الصحيفة.
شقيقة المعارضة السورية شذا بركات، وصفت الحادثة بأنها "اغتيال"، متهمة النظام السوري بتنفيذها.
وقالت شذى بركات، شقيقة عروبة، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن "يد الظلم والطغيان" اغتالت شقيقتها وابنة شقيقتها، وأضافت إنهما ذبحتا بالسكين.
كما قالت شذى، إن اختها عروبة البالغة من العمر ستين عاماً، كانت معارضة لـ"نظام الأسد" منذ ثمانينيات القرن الماضي، حين كان حافظ الأسد في سدة الحكم، واستمرت في المعارضة بعد تسلم بشار الأسد مقاليد السلطة.
وأضافت "كانت طوال أربعين عاماً تكتب المانشيت في الصفحة الأولى. وتلاحق المجرمين وتفضحهم، واليوم اسمها واسم حلا في مانشيت الصفحة الأولى"
عروبة بركات من أبرز النشطاء والمعارضين السوريين، والتي انتقلت إلى بريطانيا بعد خروجها من سوريا ثم عاشت مدة قصيرة في الإمارات العربية المتحدة، لتستقر منذ فترة في إسطنبول، بحسب موقع "عنب بلدي" السوري المعارض.
وانضمت "عروبة" للمجلس الوطني المعارض في وقت سابق، وعرفت بمواقفها المناصرة للثورة السورية والناقدة لمؤسسات المعارضة.
بدت مواقفها واضحة أيضاً من المعارضة السورية، حيث كانت تنتقد أداء المعارضة بشكل عام وعدم توحد القوى الثورية، واعتبرت أنَ الائتلاف السوري المعارض لم يعد يمثل طموح الشعب السوري ولا أهداف الثورة.
فبالنسبة إلى "عروبة" النظام والمعارضة لم يكونا على قدر تطلعات الشعب السوري، إذ أنَ الفصائل السورية لم تتوحد على الرغم من الذل والمعاناة اللذين تعرضت لهما عائلات من نساء وأطفال.
"من يمتلك ذرة واحدة من ضمير ووطنية في الائتلاف أو في هيئة المفاوضات عليه أن يستقيل ولا يشرعن الاحتلال والوصاية الأجنبية على سورية .. سورية لا تحتاج أمعات ويكفيها الأسد الذي باع كل شيء.." كانت هذه آخر كلمات عروبة التي كتبتها على صفحتها عبر "فيسبوك".
شذا قالت في منشورها إن الجميع استنفذ فرصة في إثبات أنه غير قادر على فعل شيء حقيقي لإنقاذ الشعب السوري .. وفشلوا -بدون أي استثناء- في أن يمثلوا الثورة ويتمسكوا بمبادئها.
وختمت كلماتها بـ" كفى لعباً بمصير شعب بطل .. ارفعوا أيديكم عنا واتركونا لمصيرنا".
فيديو قد يعجبك: