نيويورك تايمز: تهديد بيونج يانج يدفع اليابان لإعادة النظر في قدراتها العسكرية
نيويورك - (أ ش أ):
ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية لليابان، عبر التطوير السريع لبرنامجها النووي والصاروخي، يدفع طوكيو إلى إعادة النظر في حقوقها وقدراتها العسكرية.
وأشار التقرير - الذي نشرته الصحيفة الأمريكية، الجمعة، على موقعها الإلكتروني- إلى أن التحذيرات التي أطلقتها السلطات اليابانية عند إطلاق كوريا الشمالية اليوم صاروخا باليستيا حلق فوق اليابان جعلت اليابانيين يتساءلون عن السبب الذي لا يجعل الجيش الياباني يُسقط هذا الصاروخ.
كانت كوريا الشمالية قد أجرت، في الساعات الأولى من صباح اليوم، اختبارا لصاروخا باليستيا هو الثاني الذي يعبر فوق اليابان في أسابيع قليلة، والأول منذ تشديد العقوبات الدولية عليها، وذلك بعد أقل من أسبوعين على إجراء بيونج يانج تجربة لأقوى قنابلها النووية على الإطلاق، الأمر الذي يزيد المخاوف والتوترات بين كوريا وجيرانها، وكذلك بينها وبين الولايات المتحدة والغرب.
ولفت التقرير إلى أن الحكومة اليابانية سرعان ما أدركت أن الصاروخ الذي أُطلق اليوم لا يستهدف اليابان، إذ سقط في المحيط الهادئ على بعد 1370 ميلا شرق جزيرة هوكايدو، أقصى شمال اليابان.
لكن المسئولين اليابانيين، وفقا للتقرير، الذين ربما يكونوا قد فكروا في اعتراض الصاروخ، واجهوا على الفور عقبتين أمام ذلك، تمثلا في ضعف منظومة الدفاع الصاروخي اليابانية، وتقييد الدستور الياباني للأعمال العسكرية، بحيث تقتصر فقط على حالات الدفاع الذاتي.
وقال التقرير إن تلك القيود تم بحثها بقوة في النقاشات التي دارت خلال الأسابيع الأخيرة، حول السبل المناسبة لليابان للرد على التطور المتسارع للبرنامج النووي لكوريا الشمالية، والتي كانت من بينها المدى الذي ينبغي أن تطور فيه اليابان قواتها المسلحة، والدور الذي ينبغي أن تلعبه كحليفة للولايات المتحدة في المنطقة.
وأشار إلى أن أي إجراء عسكري قد تتخذه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضد بيونج يانج سيمثل خطرا على اليابان - التي يوجد فيها نحو 54 ألف جندي أمريكي - حيث قد تتعرض فور ذلك لهجوم صاروخي كوري شمالي، وهو ما هدد به فعليا النظام الكوري، محذرا من "إغراق" الجزر اليابانية بقنابل نووية، مضيفا أنه "لم تعد هناك حاجة لأن تتواجد اليابان بقربنا".
كما لفت إلى أن موقع اليابان في شرق كوريا يعني أن أي صاروخ تطلقه كوريا الشمالية باتجاه الولايات المتحدة لابد تقريبا أن يمر فوق الأراضي اليابانية، موضحة في الوقت نفسه أن أنظمة الدفاع الصاروخي المحمولة الموجودة في اليابان مصممة فقط لاعتراض الصواريخ التي تكون في طريقها للسقوط، وليس أثناء تحليقها، كما أن أنظمة الدفاع الجوي اليابانية الأخرى القادرة على اعتراض الصاروخ أثناء تحليقه لابد من وضعها في المكان والوقت المناسب كي تتمكن من ذلك.
وأضافت الصحيفة أنه يبقى من غير الواضح ما إذا كان الدستور الياباني يسمح بإسقاط صاروخ متجه صوب الولايات المتحدة أو استهداف صاروخ بضربة استباقية، بينما هو على منصة الإطلاق في كوريا الشمالية، وهو الأمر الذي يعتقد البعض في اليابان أنه على الأخيرة أن تكون مستعدة له.
ونوه التقرير إلى أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، أعاد خلال الأشهر الأخيرة إحياء نقاش انتُظر طويلا حول إمكانية أن تتخلى اليابان عن عزوفها عن التسلح بقوة منذ الحرب العالمية الثانية، وأن تمتلك صواريخ كروز يمكن إطلاقها برا وبحرا وجوا، بما يسمح لها باستهداف موقع لإطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية إذا ظهرت منها بوادر هجوم وشيك.
كانت الحكومة اليابانية قررت عام 1956، أن مثل تلك الضربات الاستباقية تندرج ضمن حقها في الدفاع عن نفسها، لكن بعض المشرعين يقولون إن نشر صواريخ كروز قد يتجاوز الحد المسموح به ويخرق سياسة وُضعت واستمرت طويلة بعد الحرب العالمية الثانية لتجنب الأسلحة الهجومية، وبالتالي يبقى اليابانيون مشتركون في قلقهم من بيونج يانج، لكن منقسمون حول تطوير القدرات العسكرية.
فيديو قد يعجبك: