إعلان

الجارالله: قطر تُعيد ما كانت عليه أواخر القرن التاسع عشر

02:32 م الأحد 10 سبتمبر 2017

كتبت- رنا أسامة:

قال الكاتب الصحفي الكويتي أحمد الجارالله، إن قطر من شأنها أن تُعيد سيناريو ما كانت عليه في أواخر القرن التاسع عشر حال خروجها من البيت الخليجي.

وكتب الجارالله في افتتاحية صحيفة "السياسة" الكويتية اليوم، الأحد: "إذا خرجت من البيت الخليجي لن يهدم، فيما تبقى هي عارية من أي حماية، وبالتالي ستُعيد سيرتها الأولى، أي ما كانت عليه في أواخر القرن التاسع عشر".

وتابع: "يومذاك، أي في العام 1871، طلب حاكم قطر من العثمانيين حمايته من أي اعتداء خارجي ما أزعج بريطانيا التي دخلت في صراع شبه دائم معه، خصوصًا بعدما أدت محاولات العثمانيين إلى زيادة قوتهم في قطر عبر تعيين مسؤولين أتراك في الزبارة والدوحة والوكرة وخور العديد، وإنشاء جمرك في الدوحة وكذلك تعزيز الحامية العثمانية فيها كل ذلك أدى إلى نشوب حرب مع الشيخ قاسم آل ثاني في شهر مارس 1893، وكان الثمن كبيرًا جدًا وقتها".

وأردف: "فهل تسعى بعض دوائر القرار القطري حاليًا إلى دفع ثمن آخر إلى تركيا وإيران عبر جعل نفسها حصان طروادة ضد شقيقاتها الخليجيات؟"

وفي الوقت نفسه، أشار الجارالله، إلى أن مبادرة الشيخ تميم بن حمد الاتصال بالأمير محمد بن سلمان لم تكن "مذمّة" لأمير قطر، بل إن ما أثارته كل من وزارة الخارجية القطرية ووكالة الأنباء الرسمية وقناة "الجزيرة" بشأنها يُقرأ سياسيًا في غير مصلحة الدوحة، وكأن ثمة انقسامًا فيها وهذا يعتبر بحد ذاته تشويشًا من أهل البيت القطري على الأمير تميم بن حمد.

وأضاف: "حفلة قلب الحقائق القطرية التي أعقبت الاتصال الهاتفي بنحو ساعتين لا تبشر بخير أبدًا، بل تعيد الأمور إلى المربع الأول، ما يستدعي العمل جديًا على توضيح ما يجري في الدوحة التي هبت منها ريح سموم يبدو المقصود منها إقفال الأبواب على أي حل، إذ إن الانتكاسة هذه أشاعت الحزن في نفوس الجميع، ولا سيما القيادة السياسية الكويتية- التي كان من المفترض بالدوحة التنسيق معها بشأن المكالمة الهاتفية- المعنية أولًا وأخيرًا بأي تطور بوصفها الوسيط المتفق عليه دوليًا".

وأكّد أن وحدة القرار القطري تفسح في المجال لإنهاء سريع للأزمة، وفقًا للثوابت التي أكدت عليها قمتا الرياض، وخريطة الطريق التي يضعها الأمير الشيخ صباح الأحمد الوسيط الوحيد في هذه الأزمة، ويخفف أيضًا من الفاتورة الكبيرة التي تدفعها قطر لمن استقوت بهم، أكانت تركيا أو إيران، إذ إنهما تسعيان إلى الاستحواذ على أكبر نسبة من المكاسب، ما يجعلها في مهب مطامعهما.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان