بلومبرج: قطر تشتري دعم أوروبا وأسيا لمواجهة المقاطعة العربية
كتب - عبدالعظيم قنديل:
منذ قطع العلاقات مع الدوحة، في 6 يونيو الماضي، تحاول قطر تحدي الضغوط التي تتعرض لها، حيث أشارت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، الأربعاء، إلى أن الدوحة تعتمد على خطة طموحة لتجاوز المقاطعة التي أعلنتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وذلك عبر شراء الدعم من دول أوروبا وآسيا.
أوضحت الوكالة الأمريكية أن المملكة العربية السعودية أظهرت مؤشرات لتخفف الضغط على الدوحة، بعد أن رفع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، العاهل السعودي، القيود المفروضة على القطريين الذين يرغبون في الحج، كما عرض خادم الحرمين الشريفين نقل الحجاج القطريين على نفقته الخاصة إلى مكة المكرمة.
وبحسب بلومبرج، تضمن التحرك السعودي تجاه الحجاج القطريين أهدافًا خفية ضد الأسرة الحاكمة في قطر، لاسيما بعد أن اختارت الأسرة الملكية السعودية الشيخ عبدالله آل ثاني للظهور على مشهد الأزمة الخليجية، وهو سليل العائلة الحاكمة القطرية، والذي كان في السلطة لعقود من الزمن حتى عام 1972، حيث تم الإطاحة بشقيقه، في عام 1972، من قبل جد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ونقل التقرير عن كريستيان أولريتشن، من معهد بيكر للسياسة العامة في جامعة رايس الأمريكية، قوله إن الدوحة نظرت إلى جهود الوساطة من قبل الشيخ عبدالله آل ثاني، بأنها عمل استفزازي خطير، مضيفا أن الرياض "تسعى بوضوح تقديم هذا الرجل كبديل عن النخبة الحاكمة في قطر".
وكان الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، التقى وليَّ عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان في جدة نهايات الأسبوع الماضي، حيث أسفر اللقاء عن قرار ملكي سعودي بالسماح للحجاج القطريين بدخول الأراضي السعودية عبر المنفذ البري المغلق في ظل قرار مقاطعة الدوحة، الأمر الذي فاجأ القيادة القطرية التي غيّبت الخبر عن وسائل إعلامها في البداية.
وفيما يخص الأمير تميم بن حمد آل ثاني، قال التقرير إن القيادة القطرية تعرضت لضغوط عديدة، وذلك بعد أن شعر الشعب القطري أنه أصبح ضحية في مواجهة طويلة الأمد، مشيرًا إلى أن هرولة القطريين لشراء مؤنهم واحتياجاتهم كانت نابعة من مخاوف حدوث انقلاب أو غزو، لكن أمير قطر كان لديه الوقت لتدعيم صداقاته مع الغرب، من خلال شراء كميات كبيرة من الطائرات الأمريكية، والسفن البحرية الإيطالية.
وألمح التقرير إلى أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يأمل في استغلال الأزمة في صالح بلاده لزيادة الاعتماد على الذات. وقال تميم، في كلمة القاها في الشهر الماضي: "نحن بحاجة إلى الاجتهاد والإبداع والتفكير المستقل والمبادرات البناءة والاهتمام بالتحصيل الدراسي في جميع التخصصات. إن أهدافنا واقعية وعملية، استنادا إلى التصميم المستمر الذي أظهره القطريون خلال هذه الأزمة، خشية أن تكون موجة عابرة من الحماس بدلا من الأساس لزيادة الوعي في بناء الوطن".
ووفقًا لبلومبرج، سارع دبلوماسيون من أوروبا والولايات المتحدة إلى طمأنة القيادة القطرية، التي تسيطر على ثالث أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، كما ساهمت كل من تركيا وإيران في توفير إمدادات البناء والمواد الغذائية مثل الحليب والخضراوات.
علاوة على كل ما سبق، تتطلع البنوك القطرية إلى البحث عن مصادر تمويلية جديدة، بعد انسحاب المقرضين الخليجيين، حيث سمحت الدوحة لبنوكها بالتعامل بعملات آسيوية مثل الين والدولار الأسترالي من خلال الاكتتاب الخاص، وبذلك تستهدف الدوحة المستثمرين في آسيا، وذلك وفقا لما نقلته الوكالة الأمريكية عن أشخاص مطلعون بالدوحة.
وصرح خبراء اقتصاديون، لوكالة "بلومبرج"، إن قطر استوعبت الصدمة الاقتصادية للحظر، ولذا فانهم يتوقعون أن يعود نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى معدلات سابقة بنحو 3.2 في المئة في عام 2018، وهي أعلى نسبة في دول مجلس التعاون الخليجي الست.
يشار إلى أن كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين أعلنت، في مطلع يونيو الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، بعد أن اتهمت الدول الأربع قطر بدعم الإرهاب والتدخل في شئون الدول الداخلية واستهداف أمن واستقرار المنطقة.
فيديو قد يعجبك: