صحيفة أمريكية : العمليات ضد داعش تكشف تضارب وتنافس أولويات واشنطن في المنطقة
واشنطن- (أ ش أ):
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الصادرة اليوم، الاثنين، أن مجموعة متباينة من القوات شنت هذا الأسبوع هجومين منفصلين ضد معاقل تنظيم "داعش"، مما ساهم في ترسيخ تحالف قائم بالفعل بين الدولتين المتناحرتين منذ فترة طويلة، إيران والولايات المتحدة، من أجل طرد التنظيم من الأراضي المتبقية التي لا يزال يحتفظ بها.
وقالت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني - إن القوات العراقية بدأت أمس الأحد عملية عسكرية في مدينة تلعفر، وهي واحدة من آخر المعاقل المهمة لداعش في العراق، فيما تجلت حقيقة أن هذه العملية توحد القوات العراقية المدعومة من واشنطن مع الميليشيات الشيعية التابعة لإيران، والتي حاصرت طيلة أشهر تلعفر في انتظار لحظة الهجوم عليها.
وأوضحت الصحيفة أن هناك ديناميكية متشابهة تجرى في لبنان، حيث دعمت القوات الأمريكية الجيش اللبناني في هجومه على آخر موطيء قدم لداعش هناك، فيما يقوم حزب الله، بضرب داعش من الجانب الآخر للحدود اللبنانية.
وقالت الصحيفة إن "القضاء على تنظيم داعش - والذي أظهر إعلانه المسئولية عن حادث الدهس الإرهابي الأخير في أسبانيا استمرار قدرته على شن الهجمات بالخارج - يشكل هدفا جوهريا لكل من الولايات المتحدة وإيران، حتى على الرغم من حقيقة أن طهران وواشنطن تعملان في الوقت ذاته على تقويض بعضهما البعض في المنطقة".
لهذا، أصبحت الأولويات المتنافسة والمتضاربة بالنسبة إلى الولايات المتحدة على وجه الخصوص، تشكل توازنا يصعب على واشنطن إدراكه، حسبما قالت الصحيفة.
من جانبه، قال أيمن جواد التميمي، زميل أبحاث في منتدى الشرق الأوسط، من هنا يأتي التناقض في السياسات الخارجية للولايات المتحدة، فواشنطن تحارب كلا من داعش وإيران .. وأضاف "أن الولايات المتحدة يمكن أن تدعم جيوش المنطقة، لكنها لن تستطيع الوقوف أمام تعاون إيران مع الميليشيات المختلفة، وهما عنصران يتوجب تحقيقهما خلال سير المعركة ضد داعش".
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الأطراف في هذه التحالفات غير المتناسقة تنقلب أحيانا على بعضها البعض، ففي العراق، قدمت الميليشيات الشيعية يد المساعدة للجيش العراقي - المدعوم من قبل القوات الأمريكية على الأرض - من أجل تطهير البلدات والمدن من مسلحي داعش، مع ذلك، وعلى طول الحدود مع سوريا، دخلت هذه الميليشيات في اشتباكات مع القوات الخاصة الأمريكية وحلفائها في سوريا، مما حول سوريا إلى واحدة من أهم نقاط التوتر للمواجهة الأمريكية الإيرانية في المنطقة، حيث تدعم إيران وحزب الله والعديد من الميليشيات الشيعية الكبرى في العراق حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن تلعفر تقدم عرضا واضحا لشبكة متوترة تضم الأصدقاء والأعداء، كما أبرزت "أن الولايات المتحدة دفعت الجيش العراقي لقيادة الهجوم على تلعفر وتهميش الميليشيات الشيعية التي حاصرت المدينة طيلة أشهر، بيد أن الحكومة الإيرانية ضغطت على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لضم هذه الميليشيات في سير المعركة".
وفي لبنان، تابعت الصحيفة الأمريكية تقول إن "الهجوم الذي بدأ في هذا الأسبوع يشكل اختبارا للجيش اللبناني لإثبات قدرته على طرد مسلحي داعش من المناطق الحدودية مع سوريا، فبينما يقود الجيش اللبناني الهجوم على منطقتي القاع ورأس بعلبك، لا يزال حزب الله يشكل قوة مهمة للضغط على التنظيم من الجانب السوري على طول الحدود - وذلك على الرغم من تكرار التأكيدات من جانب المسئولين الحكوميين بأن الجيش هو من يقود المعركة".
وفي سوريا، أوضحت "وول ستريت جورنال" أن الجماعات المتحالفة مع إيران تركز في المقام الأول على مواجهة التهديد الذي يحدق بالرئيس السوري بشار الأسد من جانب معارضيه، وفي العام الماضي فقط، قررت إيران ودمشق وحلفاؤهما الانضمام إلى القوات المدعومة من واشنطن في محاولة للقضاء على مسلحي داعش وطردهم من سوريا.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: