إعلان

قصة نجاح رجل الأعمال الذي يوفر "مساكن فاخرة" حول العالم

03:40 م الخميس 10 أغسطس 2017

بدأ السيد تشو بينغ سوم شركته من الصفر

لندن (بي بي سي)
كادت شركة "فريزرز هوسبيتاليتي" أن تفشل في بداية انطلاقها، لكنها تمكنت من تحقيق نجاح كبير، وصنع مديرها منها امبراطورية ضخمة لخدمات السكن الفاخر حول العالم.

في يومه الأول في عمله الجديد، حُدِّد للسيد تشو بينغ سوم هدف بسيط جداً: "اذهب واكسب لنا مالاً وفيراً".

وإذا انتقلنا سريعاً إلى 20 سنة نحو المستقبل، فمن الإنصاف أن نقول إن ذلك هو ما فعله تشو بالضبط.

فالشركة التي يديرها، وهي شركة "فريزرز هوسبيتاليتي"، تعد واحدة من كبرى الشركات العالمية في توفير شقق راقية مفروشة للإيجار. وتنتشر عقاراتها البالغة 148 عقارا في حوالي 80 عاصمة، إضافة إلى مراكز مالية عبر أوروبا، وآسيا، والشرق الأوسط، وأفريقيا.

لكن هذه الشركة كادت أن تفشل في البداية. عندما عُيِّن السيد تشو لإطلاق الشركة وقيادتها، كانت آسيا مزدهرة؛ وكانت اقتصاديات هونغ كونغ وكوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة تنمو وتتوسع بسرعة.

ولكن بينما كانت شركة "فريزرز" تتهيأ لتقديم خدماتها في سنغافورة، وقعت الأزمة المالية الآسيوية.

كان ذلك في عام 1997، انخفضت قيمة الكثير من العملات بسرعة وبصورة ملحوظة، ثم بدأ الناس يفقدون وظائفهم وتوقفت تقريبا حركة السفر والتنقل.

ويتذكر السيد تشو توجيهه سؤالاً إلى العاملين إذا ما كانوا يريدون حقاً الاستمرار في العمل لصالح الشركة، لأنهم قد لا يحصلون على رواتبهم في البداية عند افتتاح تلك المساكن الجديدة التي تعرضها الشركة للإيجار.

"كان الوضع خطيراً إلى هذا الحد"، حسبما يقول تشو. ويضيف: "أتذكر كيف دمعت عيناي لأنهم قالوا 'دعنا نفتح تلك المساكن، سواء استطعت أن تدفع لنا الرواتب أم لا".

1

وبحسب تشو، فقد لعب الحظ دورا في انقاذ الشركة من خسائر كانت تبدو محققة.

وتمكن تشو من إقناع أعضاء مجلس إدارة الشركة المالكة، مجموعة "فريزرز سنتربوينت" للعقارات، بأن يتم احلال الشقق المفروشة محل اقامة فنادق جديدة، ويعود ذلك جزئياً الى أن الحصول على رخصة لذلك في سنغافورة كان أكثر سهولة.

ولكنه أحسّ أيضاً بأن ذلك المجال كبير وغير مستغل. وفي فترة الأزمة، أثبتت تلك الفكرة أن ذلك هو ما كان يريده الزبائن تماما.

ويقول تشو: "لأننا كنا نمر بتلك الفترة الاقتصادية الصعبة، كانت هناك احتجاجات وأعمال شغب. واتصلت شركات كثيرة، مثل مايكروسوفت، بحثاً عن غرف للعاملين فيها لأنها كانت تنتقل خارج جاكارتا".

وأصبحت شقق "فريزرز"، وعددها 412، تحت الطلب وبشكل عاجل. ووصلت نسبة إشغال الشقق إلى 70 في المئة خلال فترة وجيزة، ثم وصلت إلى 90 في المئة.

ولشرح سبب زيادة الطلب على تلك الشقق المفروشة، يقول تشو إن الناس إذا أرادوا المكوث في مكان ما لأيام معدودة فقط، فإنه سيسعدهم البقاء في فنادق. أما إذا كانوا سيبقون لفترة شهر إلى ثمانية أشهر، فإن جدران غرف الفنادق "ستقبض أنفاسك".

أما الآن، يواجه تشو، البالغ 57 عاماً، تحديات جديدة، منها التكيف مع أذواق أبناء جيل الألفية عند السفر، والمواقع المتنوعة التي يوفرها موقع الشركة المنافسة تحمل اسم "إير بي إن بي".

ويقول تشو: "إن أسلوب التعامل مع شركة 'إير بي إن بي' لا يكون عبر التغاضي عن مميزاتها. فلن استخف مطلقاً بالمواقع الرائع لتلك الشركة"، والذي يعد مصدر جذب كبير.

ولم يظهر أي تأثير يُذكر على شركة "فريزرز" حتى الآن بالمقارنة بشركة "إير بي إن بي".

2
ولا تزال الشركات الكبرى تفضل خيار الشقق المفروشة الكبيرة لاسكان عامليها، حسب قوله، لأنها تضمن مستوى من السلامة والأمان. لكن من المرجح أن يتغير ذلك، كما يقرّ تشو.

ويقول تشو: "لي بنتان تستخدمان بعض مساكن شركة 'إير بي إن بي'، وذلك مدعاة لإحراجي وفشلي". ويضيف: "ذهبنا في رحلة عائلية إلى فلورنسا، وأقمت في فندق رائع، لكنني دفعت مبلغاً معتبراً في المقابل".

ويتابع قائلا: "عندما انضمت إلينا ابنتاي، قالتا 'نقيم بالجوار وندفع مبلغ 80 يورو'. ودفعنا نحن حوالي 330 يورو. وعندما سألتهما عن سبب إقامتهما في إحدى عقارات شركة 'إير بي إن بي'. قالتا 'إنه أشبه بمفاجأة، إنه يعد جزءا من مغامرة'".

لذا، يريد السيد تشو الآن أن يجلب جزءا من الحيوية وروح المغامرة التي توفرها تلك الشركة المنافسة.

وفي عام 2015، اشترت الشركة مجموعة فنادق "مالميزون هوتيل دو فان" البريطانية المختصة بتطوير العقارات التراثية وتحويلها إلى فنادق راقية.

وقد نقلتهم هذه الخطوة إلى مستويات أعلى من المراكز المالية الأخرى، بما في ذلك البلدة التي ولد فيها شكسبير، ستراتفورد أبون آفون في مقاطعة وركشير البريطانية.

وقد يقدم مسافر جريء على انفاق مبلغ 500 دولار أمريكي (325 جنيه استرليني) لقضاء ليلة في سجن قديم من القرون الوسطى بمدينة أوكسفورد تحول إلى غرفة فندقية.

كما أطلقت شركة "فريزرز" شركة فرعية لها باسم "كابري"، والتي يتعهد موقعها على شبكة الإنترنت بتوفير "فنٍّ مثير وتقنية ملهمة".

وفي التعاملات اليومية، يقول تشو إنه لا يزال يستلهم الكثير من تجاربه في مرحلة الشباب، وخاصة حين حصل على منحة دراسية من مجموعة فنادق "شانغري-لا" ليدرس في جامعة كورنيل بالولايات المتحدة الأمريكية، وعاد منها إلى آسيا ليتعلم أكثر في مجال الضيافة وخدماتها.

ويضيف: "وضعوني في كل قسم يمكن أن يخطر على بالك. أتذكر إحدى أصعب الوظائف التي مررت بها، وهي الجِزارة. إذ كان يتوجب عليّ أن أقطع بقرة بأكملها إلى أجزاء. ولم أقدر بعدها على أكل اللحم لمدة شهر كامل".

ويقول تشو: "أشعر بالامتنان لكل تلك الخبرات. عندما اخطوا إلى داخل فندق، ادرك الجوانب الإيجابية والسلبية فيه على الفور".

ويتابع تشو قائلا: "فعندما أرى موظفي الاستقبال وهم يخطون أكثر من ثلاث خطوات داخل مكانهم، أعلم أن منصة الاستقبال رُتّبت بشكل خاطيء. إنها مثل قمرة القيادة، فهل يمكنك أن تتخيل إذا ما أراد القبطان أن يستدير عند الطيران؟".

ويقول تشو إن الولاء أمر مهم جداً بالنسبة له، وإنه لا يزال ممتناً إلى حد كبير للعاملين الذين ظلوا معه منذ سنوات.

ويضيف: "سأقدر وأتذكر دوماً أولئك الذين تخلوا عن وظائفهم وانضموا إليّ".

وهذا الولاء أمر يستحقه تشو، حسبما يقول دونالد ماكلورين، الأستاذ المشارك بمعهد التكنولوجيا في سنغافورة، والمختص بمجال الضيافة وخدماتها.

ويشير ماكلورين إلى أن السيد تشو كان أول من أدخل أسبوع العمل المكون من خمسة أيام فقط، وذلك في جزء من العالم يشيع فيه العمل لمدة ستة أيام. وبذلك، يكون قد أظهر تشو "تركيزاً على أمور تخص جودة الحياة بالنسبة للعاملين".

ويضيف ماكلورين أن النجاح المبكر للشركة كان منقطع النظير، إذا ما أخذنا في الاعتبار توقيت انطلاقها.

وبالانتقال سريعاً إلى الوقت الحاضر، نجد أن الشركة تسير على المسار الصائب، وتسعى لتوفير 30 ألف شقة مفروشة حول العالم بحلول عام 2019.

وبحسب معجبين بالسيد تشو، فإن ذلك النجاح يعكس شخصية يتمتع صاحبها برؤية ثاقبة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان