صحف عربية تتحدث عن "تدويل" الحرمين
(بي بي سي):
أبرزت الصحف العربية الصادرة يوم الثلاثاء تفاقم الأزمة الخليجية مع اتهام قطر للسعودية بتسييس الحج، ورد السعودية بأن "طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدواني وإعلان حرب على المملكة".
واتهمت الدول الأربع قطر بعرقلة وصول الحجاج القطريين لأداء مناسك الحج.
"طروحات عقيمة"
يقول عبد الرحمن اللاحم في صحيفة عكاظ السعودية: "كان من الأسهل على النظام القطري ورموزه أن يعلن ببساطة التخلي عن الإرهاب وعن تمويله ويتخلى عن الأوهام والأحلام الكاذبة في السيطرة على الأنظمة السياسية في المنطقة وزعزعتها وبث القلاقل فيها بدلاً من أن يقفز على ذلك ليحرم مواطنًا مسلمًا من أداء شعيرة الحج وهو الذي لم يفعله أشد الطغاة في التاريخ".
كذلك تقول صحيفة الرياض في افتتاحيتها: "آخر الدلائل على عقم التفكير السياسي في قطر ولجوئه إلى تبني طروحات عقيمة لا علاقة لها بالتفكير العقلاني، ولا المنطق السليم هي (تدويل الحرمين الشريفين) أي بمعني تدويل المسؤولية عن الحرمين لتكون الدول الإسلامية هي من تدير الحرمين الشريفين، ذلك الطرح نعرف أنه ليس ناتجاً عن فكر قطري، وحتى لو أنه نتج عنه لما استغربناه، لكنه طرح إيراني محض تبنته القيادة القطرية عن قصد".
وفي السياق ذاته يتساءل محمد الحمادي في صحيفة الاتحاد الإماراتية: " هل تعرف قطر نهاية طريق التدويل، أم أنها فقط تعرف العناد والحماس في معاداة الأشقاء، وتعرف الذهاب إلى المنظمات الأممية دون أن تعرف جيداً القوانين الدولية وما الذي ستواجهه لو تم تطبيقها على قطر؟"
ثم يجيب: "لا أعتقد أن المسؤولين القطريين يعرفون ذلك جيداً، وهم يعتقدون أنها لعبة كاللعبة التي يمارسونها مع مجموعة المغردين ورواد التواصل الاجتماعي ومجموعة عزمي بشارة والإخوان الذين حققوا لهم الضوضاء الإعلامية".
أيضاً يقول فيصل العساف في صحيفة الحياة اللندنية: "ما كانت تخجل إيران من الإقدام عليه، تفعله اليوم قطر من دون اعتبار للنتائج الوخيمة التي تنزلق إليها، وإذا كان مبدأ: 'هي خاربة خاربة' الذي تنطلق منه قطر هو عنوان المرحلة، وهو الذي يقودها سياسياً، فإنه في واقع الأمر بمثابة انتحار سياسي يعبّر عن حال اليأس والتقهقر والعزلة التي تسير بها إلى حتفها، ليس لأن المطلب يعد سابقة في التاريخ الإسلامي، وليس لطبيعة الأعذار الوهمية والبكائيات القطرية الكاذبة التي تنقضها الوقائع على الأرض، وليس لأن قطر في واقع الأمر تستعدي بذلك شعبها المتدين - بطبيعته - رغم محاولات الإغراء وتغيير هويته التي مارستها السلطة عليه".
خلط السياسة بالحج
وفي المقابل، دافعت الصحف القطرية عن موقف بلادها في الأزمة واتهمت السلطات السعودية بعرقلة إجراءات الحج للقطريين، محذرة من خلط السياسة بأداء فريضة الحج.
تقول صحيفة الوطن القطرية في افتتاحيتها: "حيلة بالغة السطحية والسخافة، تلك التي لجأت اليها وسائل الاعلام السعودية، بنشر اخبار كاذبة، للتغطية على العقبات التي تنتهج، والعراقيل التي يتم وضعها، أمام اداء الحجاج القطريين لفريضة الحج. الاخبار الملفقة التي نشرتها وسائل الاعلام السعودية، مدعية ان وزارة الاوقاف القطرية اغلقت باب التسجيل للحج أمام القطريين، ليست الا حلقة جديدة من حلقات العرقلة المؤسفة لأداء الراغبين في تأدية فريضة الحج من القطريين لأداء مناسكهم".
ويضيف ربيعة الكواري في صحيفة الشرق القطرية: "لم تعد الدول المحاصرة تعترف بالقوانين والأعراف الدينية المنشودة من خلال المزج بين أداء فريضة الحج والسياسة.. فالحج فريضة على كل مسلم ولا ينبغي التفريط فيها ولو لمرة واحدة في العمر.. والخلط بين السياسة وتأدية المشاعر المقدسة أصبح مسألة في غاية الخطورة على النسيج الاجتماعي لدول الخليج العربية في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة مع كل أسف".
فيديو قد يعجبك: