افتتاحية الإندبندنت: الجزيرة تعاطفت مع الإرهابيين.. لكن لا تغلقوها
كتب – محمد الصباغ:
خصصت الإدارة التحريرية لصحيفة الإندبندنت البريطانية، افتتاحيتها اليوم الأربعاء، للحديث حول الأزمة بين 4 دولة عربية ودولة قطر. وقالت الصحيفة إن التوتر بين قطر والسعودية معقد، لكن هناك شيء واحد فقط واضح، بحسب الصحيفة، وهو أن شبكة قنوات الجزيرة القطرية لا يجب أن تُغلق ، رغم تعاطفها مع الإرهابيين ومنحها مساحة للمتطرفين.
كانت دول السعودية والإمارات ومصر والبحرين، قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وفرضت ما يشبه الحصار عليها في يونيو الماضي، وأبلغوا الدوحة بثلاثة عشر مطلبًا على قطر تنفيذهم لإعادة العلاقات. وكان أبرز المطالب هو إغلاق قناة الجزيرة وتخفيض التمثيل الدبلوماسي بين الدوحة وطهران، بجانب إغلاق قاعدة عسكرية تركية بدأ إنشاؤها في قطر.
واتهمت الدول الأربع الدوحة بدعم الإرهابيين والتدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى، والعمل مع إيران على زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وقالت الإندبندنت إن قطر اتهمت بالتعاطف مع الجماعات الإسلامية، وتواجه انتقادات بدعم الإرهابيين بشكل مباشر وغير مباشر، بجانب دفع أموال لجماعات متطرفة ودفع فديات مالية ضخمة مقابل الإفراج عن مواطنين قطريين. وتنفي حكومة الدوحة هذه الاتهامات.
وأضافت الصحيفة أن منتقدين للشبكة الإعلامية يؤكدون أنها تمنح للأصوليين مساحة وتتعاطف مع المنظمات الإرهابية ومن بينها داعش. واعتبرت افتتاحية الإندبندنت أن هذه الانتقادات لا يمكن نفيها بشكل تام. فالجزيرة استخدمت مصطلحات تحمل شيئا من الاحترام لداعش. وتابعت أنه على سبيل المثال، فهي لا تستخدم مثل بقية الوسائل الإعلامية العربية لفظ "داعش" وتستخدم "تنظيم الدولة". كما أشارت هيئة التحرير، إلى أن شبكة الجزيرة خصصت وقتًا على الهواء لدعاة متشددين.
لكن الافتتاحية عادت لتؤكد أنه حينما يطلب منافسو الجزيرة إغلاق الشبكة القائمة بالعاصمة القطرية الدوحة، فإن ذلك اعتداء على حرية التعبير. وتابعت "لا نقول أن الجزيرة مستقلة بشكل كامل عن حكام قطر.. لكن كل وسائل الإعلام في الشرق الأوسط مسيطر عليها بشدة".
واعتبرت الصحيفة أن الحقيقة هي أن النظام السعودي وحلفاءه لا يحبون ولا يثقون في نفوذ الجزيرة. وأضافت أن القناة يلجأ إليها ملايين المشاهدين في العالم العربي، ونادرًا ما لا تثير الجدل.
وبحسب افتتاحية الإندبندنت فتغطية الجزيرة لأحداث الربيع العربي أغضبت الأنظمة التي كانت على المحك، كما مكنت الشبكة القطرية الإخوان المسلمين من أن يكون صوتهم مسموعًا. وأضافت الصحيفة أيضًا أنه بالنسبة للمستبدين الذين يواجهون المشاكل في المنطقة، الجزيرة لا تزيد عدم الاستقرار بل تخلقه. لكن، وفقًا للإندبندنت، فإن دساتير هذه الدول الاستبدادية لا تنص على سبب لإغلاق مؤسسة إخبارية.
وذكرت الصحيفة أيضًا أن السعودية نفسها متهمة بنفس "الجريمة" التي تواجه قطر، فيما يخص دعم الأفكار المتطرفة والإرهاب. وأشارت إلى أن تقريرًا جديدًا لمؤسسة هنري جاكسون، أبرز أن السعودية تمول مساجد ومراكز تعليمية حول العالم تغرس التعصب والتشدد، انطلاقًا من جذور المذهب الوهابي. وكنظرائهم في قطر، ينكر الحكام في الرياض هذه الادعاءات، وأي اتهامات أخرى تربط العائلة الحاكمة بالتطرف.
وتطرقت الإندبندنت أيضًأ إلى العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية مع تولي دونالد ترامب الحكم بالبيت الأبيض، وقالت الصحيفة إن ما يجب ألا يمر دون تعليق هو الدعم الأمريكي للمملكة الذي ظهر خلال زيارة ترامب للرياض.
وأضافت أنه لا عجب من أن الملك سلمان وأصدقائه شعروا بأن باستطاعتهم اتخاذ خطوات ضد قطر بعد أسبوع أو اثنين من الزيارة. بل اتضح الأمر حينما غرد ترامب مبديًا موافقته على المقاطعة التي فرضتها دول عربية وإسلامية ضد الدوحة، وأكد لمتابعيه عبر تويتر أنه عندما يتعلق الأمر بتمويل الإرهاب، "كل الدلائل تشير إلى قطر".
واختتمت إدارة التحرير المقال بأنه خطوة أخرى قد تساعد أكثر في الأزمة الخليجية مع قطر، وهي أن قائد الدولة التي تناصر حرية التعبير في دستورها –تعني أمريكا- يبعث برسالة بديلة فيها: الدعوات لإغلاق الجزيرة يجب إدانتها.
فيديو قد يعجبك: