لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مجلة أمريكية: هزيمة داعش لن تحقق السلام في الشرق الأوسط

01:28 م الإثنين 24 يوليه 2017

كتبت- هدى الشيمي:
قالت مجلة "كومنتاري" الأمريكية إن تنظيم داعش سيصبح ذكرى من الماضي قريبا، بعد استعادة القوات العراقية لمدينة الموصل، ثاني أكبر وأهم مدينة في العراق.

وأضاف المجلة في مقال نشرته الأحد، أنه "مع ذلك، فإن هزيمته وانتهاء خلافته المزعومة في سوريا والعراق، لن يُحقق السلام في الشرق الأوسط، ولن يُنهي المأساة السورية، ولكنه سيفتح فصلا جديدا في تاريخ المنطقة المليء بالفوضى والدم، لن يقل خطورة عن وضع المنطقة بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية في فترة انتهاء الحرب العالمية الأولى."

وترى المجلة أن استمرار العنف في الشرق الأوسط أصبح شيء شبه مؤكد، لأن المنطقة لا تستطيع حل صراعاتها الداخلية بمفردها، ولا تستطيع تحقيق السلام بمرونة، ولكنها عوضا عن ذلك ما تزال محاصرة في منطقة ما بين مشاكل القرن التاسع عشر والعشرين.

ووفقا للمجلة، لا يمكن التغاضي عن دور الغرب في الفوضى المنتشرة في المنطقة.

وتقول المجلة إن أي ذكر لاتفاقية "سايكس- بيكو" سيثير حالة من الغضب في العالم العربي، وكأنها وُقعت بأمس، ولا يمكن أيضا إغفال دور حكّام روسيا في المنطقة.

ولفتت المجلة إلى أن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية لهما دورا كبيرا في المنطقة، منذ شروعهما في التدخل في الشرق الأوسط في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ثم الحرب الباردة.

وأكدت أن أمريكا أصبحت الآن من العوامل الأساسية المسببة في زعزعة الاستقرار بالمنطقة، موضحة أن النفط كان الدافع الرئيسي لتدخل واشنطن في الشرق الأوسط، ولكن مع بداية الحرب الباردة، أصبح لها مصالح استراتيجية بجانب الاقتصادية، إذ أنها رغبت في مواجهة زيادة النفوذ الروسي في المنطقة.

وفقا للمجلة، فإن الجهود الأمريكية للحفاظ على نفوذها في المنطقة، زادت بسبب التزامها بالحفاظ على أمن وسلامة إسرائيل، وأصبحت أكثر توغلا في الشرق الأوسط بعد تدخلها العسكري في حرب الخليج ضد الرئيس العراقي السابق صدّام حسين.

وتسبب التدخل الأمريكي في أفغانستان أيضا، في امتداد الجذور الأمريكية بالشرق الأوسط، حسب المجلة.

وقالت إن النجاح الذي حققه الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، منذ 12 عاما، في حرب الخليج الأولى قضى عليه نجله بتدخله في العراق وعزل صدّام حسين، وخلق كارثة في المنطقة منذ ذلك اليوم.

وكان الهدف من التدخل في العراق عام 2003، استبدال صدام حسين برئيس ديمُقراطي عراقي، بإمكانه تحسين الأوضاع العراقية، إلا أن إدارة بوش وأفكاره تسببت في زيادة زعزعة الاستقرار، وليس فقط في العراق ولكن في المنطقة بأسرها.

وأشارت المجلة أن الحرب الحالية على الإرهاب، ستتحول إلى "محاولات هيمنة". كما أن قطع السعودية وحلفاؤها السنة علاقاتهم مع قطر بسبب علاقتها الوثيقة مع إيران، سيضاعف من حجم المشاكل في المنطقة، وخاصة في الخليج.

ولفتت كومنتاري إلى أن أي مواجهة عسكرية مع إيران سوف تتسبب في إشعال المنطقة.

ووجدت المجلة أن الأكراد أحد أسباب زعزعة الاستقرار في المنطقة، إذ أنهم يحاولون استغلال الانتصارات التي حققوها ضد داعش في المنطقة – سوريا والعراق- من أجل إعادة تقسيم البلاد، والحصول على استقلالهم.

وأوضحت كومنتاري أن أكبر الدول المتضررة من الأكراد، هي تركيا، وإيران، سوريا والعراق.

وما يزيد الأمر صعوبة وتعقيدا في الشرق الأوسط، هو تصاعد حدة الصراع بين السعودية وإيران، وهذا ما وصفته المجلة بالصراع غير السلمي.

وتقول المجلة إن أمريكا تعلمت من الكارثة التي حلّت عليها بعد تدخلها في العراق، أنها لن تستطيع الفوز في حرب على أراضي الشرق الأوسط، حتى  إذا كانت أكثر تفوقا من الناحية العسكرية.

وتشير إلى أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أراد الانسحاب من الشرق الأوسط، ولكنه اكتشف صعوبة الأمر، من الناحية السياسية والعسكرية، ولهذا السبب قاد تدخلا عسكريا جويا، وكان له دورا في الحرب الأهلية السورية.

ووعد خليفته دونالد ترامب بالانسحاب من المنطقة أيضا، ولكن منذ انتخابه، شن هجمات صاروخية على سوريا، وأصبح أكثر التزاما تجاه السعودية وحلفائها، وبات أكثر تعصبا تجاه إيران.

وبعد زوال داعش من المنطقة، تقول المجلة إن المرحلة المُقبلة في الشرق الأوسط ستحدد بالمواجهة المباشرة بين السنة والشيعة، من أجل تحقيق التفوق الإقليمي.

وقالت المجلة إن المواجهة بين السنة والشيعة مُغطاة بحروب الوكالة المندلعة في المنطقة، وسط انقسام بين أقوى قويتين في العالم، إذ تدعم أمريكا السنة، وتميل روسيا إلى إيران الشيعية.  

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان