إعلان

كيف يمكن التمييز بين الأخبار الكاذبة والحقيقية؟

05:15 م الثلاثاء 11 يوليو 2017

كتبت- هدى الشيمي:

قال دومينيك ستيكولا، الباحث في العلوم الاجتماعية والبحوث الإنسانية في جامعة كولومبيا البريطانية في كندا، إن الأخبار الكاذبة أصبحت تسيطر على وسائل الإعلام والأخبار الحقيقية منذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الماضي، وأصبح لها أثارا كبيرة؛ حيث تم تسيسييها وظهرت حالة من الجدل بشأنها، وفقد المصطلح معناه شيئا فشيئا، وبات أشبه بالإهانة الحزبية.

وأشار ستيكولا، في التحليل المنشور في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إلى أن السؤال المهم هنا هو هل يمكن للمواطنين التمييز بين المصادر التي تنقل الأخبار الحقيقية، وتلك التي تروج أخبارا ومعلومات مُضللة؟

وبحسب الاستطلاعات فإن أغلب الأمريكيين يثقون في أنهم قادرين على التمييز ومعرفة الفرق، وفي هذا الإطار تقول الصحيفة إن الأمر أصعب مما يبدو، خاصة مع زيادة المنصات الإعلامية، وطرح معلومات لا حصر لها.

ولمعرفة كيف يمكن أن يفرق المواطنين بين الأخبار الكاذبة والحقيقية، أجرى ستيكولا دراسة على عينة من 700 أشخاص يدرسون في جامعة كولومبيا البريطانية، ومنحت الأولوية لطلاب العلوم السياسية والمهتمين بالشؤون والأحداث الجارية، الذين أكدوا أنهم يحرصون على قراءة ومتابعة الأحداث الجارية.

أولا قُدم للطلاب صورا لشعارات ووجهات بعض الصحف والمواقع الإخبارية، والتي تفاوتت من الصحف الجادة والعريقة مثل صحيفة "جلوب أند ميل" الكندية، والصحف والمواقع الأكثر انتشارا مثل ياهو، وهافنجتون بوست، وفوكس نيوز، وصحف متطرفة.

ورغم أن الدراسة أجريت خارج الولايات المتحدة، إلا أن الكنديين كانوا على وعي بالسوق الإعلامي الأمريكي، وغالبا ما يستخدمون النوافذ والمنصات الإعلامية ذاتها لمتابعة مجريات الأمور.

وعرض عليهم أيضا مجموعة من الشعارات والصور لمواقع إخبارية كاذبة، والتي استطاعت الحصول على مكانة بارزة خلال الانتخابات الأمريكية، ومنهم موقع "إي بي سي نيوز دوت كوم دوت كو" والذي يتشابه شعاره واسمه مع الشبكة الأمريكية المعروفة (ايه بي سي نيوز)، و"بوسطن تريبيون"، وموقع "ورلد ترو نيوز".

وبعد مشاهدتهم لشعارات المواقع والصحف، طُلب من العينة أن تقيم كل مصدر على مقياس يبدأ من 1 إلى 100، على أن يكون 100 هو الأكثر دقة و0 الأكثر كذبا. وحصلت صحيفة "ذا جلوب أند ميل" على الأكثر مصداقية، إذ حصلت على 68 درجة.

1

وما أثار الدهشة والاستغراب، هو أن منصتين من المنصات الإعلامية الكاذبة، حققا تفوقا كبيرا في المقياس، إذ حصل على موقع "إي بي سي نيوز" (المزيف) على المعدل المتوسط وهو 52 درجة، بينما حصل "بوسطن تريبيون" على 54 درجة.

ولفت ستيكولا إلى أن كل هذه المصادر تحاول أن تبدو مثل المواقع الإخبارية التقليدية، ما جعل القرّاء والمستخدمين يطمئنوا إليها، ويروا أنها لا تنقل أخبارا مضللة.

أما موقع "ورلد ترو نيوز" (المزيف) فحصل على 33 درجة، رغم اسمه المريب نوعا ما، والذي يجعل القرّاء يشعرون بأنه قد يخفي شيئا ما.

وفسر ستيكولا حصول بعض المواقع المُضللة على نسبة كبيرة، بأن العديد من أفراد العينة غير مُلمين بكل شيء، ولم يتصفحوا تلك المواقع والصحف.

وتتفق النتائج التي توصل لها ستيكولا مع النتائج الأخرى التي توصل إليها الباحثون في جامعة ستانفورد منذ أشهر، والتي أفادت بأن طلاب الجامعة الصغار، والطلاب في المدارس الثانوية يجدون صعوبة في التفريق بين المصادر الحقيقية والمضللة.

فعلى سبيل المثال، 82 في المئة من الطلاب لا يمكنهم معرفة القرق بين المحتوى الموجه، والقصة الإخبارية الحقيقية.

لم يتمكن 82 في المئة من الطلاب من التمييز بين المحتوى المدعوم من قصة إخبارية حقيقية.

ولفتت الصحيفة إلى أن نتائج الدراسة أشارت إلى أن المشكلة تمتد لتشمل الطلاب الجامعيين المثقفين سياسيا واجتماعيا، وترجح بأن الأمر قد يكون اسوأ بين الجمهور العام، الذي يتألف من شخصيات يقضون ساعات أقل يتابعون الأخبار، ويكون اهتمامهم أقل بالأحداث الجارية، ولم يحصلوا على تعليم العالي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان