السنغال تدعم إسرائيل في سعيها للحصول على صفة "مراقب" بالاتحاد الإفريقي
كتب – محمد الصباغ:
قدمت مصر في ديسمبر الماضي مقترحًا إلى مجلس الأمن يدين إسرائيل في مجلس الأمن بسبب الاستيطان، ثم عادت وطالبت بتأجيل التصويت عليه، وقالت وزارة الخارجية آنذاك إنها تحاول العمل على ضمان عدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار.
وأصدرت الرئاسة المصرية -وقتها- بيانًا بعد تأجيل التصويت على المشروع، جاء فيه أن الرئيس الأمريكي المنتخب –آنذاك- دونالد ترامب اتصل بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وقالت الرئاسة إن الرئيسان اتفقا على أهمية إتاحة "الفرصة للإدارة الأمريكية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع كافة أبعاد القضية الفلسطينية بهدف تحقيق تسوية شاملة ونهائية للقضية".
وكانت علاقة الرئيس الأمريكي في هذه الفترة، باراك أوباما، في توتر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وطلب الأخير من الولايات المتحدة استخدام حق الفيتو لإلغاء القرار بالإدانة، ثم تدخل حينها دونالد ترامب وطالب الإدارة الأمريكية بمنع تمرير إدانة الاستيطان.
وقررت مصر سحب المشروع في الرابع والعشرين من ديسمبر لتقدمه مرة أخرى دون تعديل أربع دول أخرى هي السنغال ونيوزلندا وفنزويلا وماليزيا، وتم تمرير القرار ووافقت مصر عليه ولم تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض على مشروع القرار.
وبعد الإدانة، قررت إسرائيل العمل على معاقبة الدول الأربع فسحبت سفراء 10 دول بينهم مصر احتجاجًا على تصويتهم لصالح قرار إدانة إسرائيل، ولم تستطع دولة الاحتلال فعل هذا الإجراء مع فنزويلا وماليزيا حيث لا تعترف الدولتان بإسرائيل ولا تربطهما علاقات رسمية.
تبع ذلك أيضًا سحب ممثلي إسرائيل الدبلوماسيين في السنغال وجمدت كل برامج مساعداتها إلى الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.
وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه لن يلتزم بقرار مجلس الأمن ثم قال الرئيس الأمريكي ترامب إن الأمور ستختلف مع وصوله إلى السلطة، وأعلنت الحكومة الإسرائيلية بناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية، في خطوة لا تدل سوى على تحديه القرار الدولي.
وبعد ما يزيد عن 6 أشهر، أعلنت إسرائيل والسنغال اليوم إنهاء الأزمة الدبلوماسية خلال لقاء جمع نتنياهو بالرئيس السنغالي ماكي سال في، على هامش اجتماع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ايكواس) الذي تستضيفه مونروفيا عاصمة ليبيريا، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
وحصلت إسرائيل على تعهدات من الجانب السنغالي على دعم مساعي إسرائيل للحصول على صفة دولة مراقب في الاتحاد الإفريقي، وهو الأمر الذي طالما عارضته داكار، كما التقى اليوم أيضًا الرئيس الإسرائيلي بعدد من القادرة الأفارقة، ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن بينهم إبراهيم بوبكر كيتا، رئيس مالي، البلد الذي لا يقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وقرر نتنياهو وكيتا العمل من أجل إضفاء "حالة من الدفء" على العلاقات بين البلدين.
وقابل نتنياهو أيضًا قادة توجو وغينيا وليبيريا ومن المتوقع أن يجتمع مع رؤوساء الرأس الأخضر وكوت ديفوار قبل أن يعود إلى إسرائيل في وقت لاحق اليوم.
وتسعى إسرائيل لتقوية علاقاتها مع الدول الإفريقية وخصوصا دول مثل إثيوبيا التي تشهد علاقتها بمصر توترات كبيرة بسبب بناء سد النهضة.
وخلال زيارة إسرائيلية العام الماضي إلى إثيوبيا -الواقعة في غرب إفريقيا- استطاع بنيامين نتنياهو الحصول على دعم إثيوبيا، التي قال رئيس وزرائها، هايلي ميريام ديسالين، في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو "إسرائيل تعمل بجهد كبير في عدد من البلدان الأفريقية، وليس هناك أي سبب لحرمانها من وضع المراقب".
وأعلن المغرب عدم حضور قمة غرب إفريقيا الأخيرة بسبب حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي، ويسعى الملك محمد الخامس إلى الانضمام للمجموعة الاقتصادية (ايكواس) بشكل كامل.
مصراوي| تابعونا في صفحة متخصصة تواكب شهر رمضان بتغطية خاصة ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: