إعلان

الجارديان: "ثورة" اجتماعية وتحجيم للسلطة الدينية في السعودية

12:08 ص الجمعة 23 يونيو 2017

محمد بن سلمان

كتب – محمد الصباغ:

في شوارع العاصمة السعودية الرياض، وفي الأماكن العامة والمولات، طالما كان لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تواجدًا ينذر بشر، بحسب وصف صحيفة الجارديان البريطانية.

وأضاف تقرير الجريدة المنشور اليوم الخميس، أن بإمكان أعضاء الهيئة التدخل في الحياة الشخصية أيضًا، ويمتلكون سلطات يمكن للقليل فقط تحديها، ويفرضون نوع شديد التعصب من الإسلام في المجتمع.

وبالنسبة لهؤلاء الذين عاشوا في خوف من الهيئة، جاء الشتاء الماضي بتغير ملموس. ويظهر على أحد المباني القريبة من مقرهم في المدينة لافتة بحجم عشرة أمتار تحمل شعار الإصلاح الاقتصادي في البلاد (رؤية 2030). ولا يمكن لأحد من الهيئة داخل المبنى منع ذلك.

ويقول رجل أعمال يمتلك الكثير من النفوذ بالرياض "الحكومة تخبرهم بأنها أقوى منهم. في هذا الوقت أدرك الناس أنهم (رجال هيئة الأمر بالمعروف) لم يعودوا بذات الأهمية مرة أخرى. والآن فقدوا هيبتهم."

وتابعت الجارديان أن السقوط المفاجئ لأحد أركان النفوذ في المملكة جاء بالتزامن مع بزوغ الوجه الجديد والطموح، محمد بن سلمان، ليستمر في الحصول على حجم نفوذ لم يشهده التاريخ السعودي الحديث.

تعزز صعود بن سلمان صاحب 31 عامًا، يوم الأربعاء بعدما أصبح وليًا للعهد. ويبدو أن أهدافه كبيره، فيسعى لتحسين الوضع الاقتصادي المتداعي، وللعمل على جعل المجتمع السعودي أكثر انفتاحًا.

كما ذكرت الجارديان أن المملكة مع بن سلمان اتخذت خطوات نحو إنشاء شركات خاصة ودور سينما، وأقيمت حفلات –بالرغم من أنها للرجال فقط- كما أن القضية الكبيرة في المملكة وهي قيادة المرأة للسيارة أصبحت على طاولة التفاوض، وفقًا لمصدر رسمي سعودي.

كما تناولت الصحيفة البريطانية أراء بعض المواطنين في العاصمة الرياض، والذين قالوا إنهم لن يحكموا على الإصلاحات حتى يلمسوها، كما بدأ الحديث عن التغيير في الانتشار.

وتحدثت سمية فايد قائلة إن "هناك شئ ما يحدث هنا"، وأضافت البائعة بأحد المحال بمول شهير بالرياض "الأمر مختلف. لا أشهر بالمحدودية كما الحال بالسابق. هناك تقدم في الحقوق الشخصية، لأننا لا نخاف بنفس القدر قبل ذلك".

وتطرق التقرير إلى أنه بعد عامين من عملية التطوير بالمملكة، بدأت السعودية حربًا في السمن، وتحاول إشعال أخرى في سوريا، كما فتحت أبواب اقتصادها أمام الأجانب، بجانب التصريحات القوية ضد إيران، وعزل الحليفة السابقة قطر. وكان لمحمد بن سلمان يد في كل ذلك.

وقال مسؤول غربي في الرياض للجارديان إن المشكلة هي أن القاعدة الشعبية طالما كانت أكثر محافظة من الناحية دينيًا مقارنة بالطبقة الحاكمة. وأضاف "يصف أحد المسئولين الكبار ما يحدث بأنه ثورة ثقافية متسترة في شكل إصلاحات اقتصادية".

كما صرح مضوي الرشيد، أستاذ الأنثروبولوجيا في كلية الاقتصاد بلندن "الأمر بدأ منذ تولي الملك عبدالله الحكم في 2005؟ ومع وصول سلمان إلى العرش، نرى إشارات بأنهم يريدون إعادة تشكيل الوهابية لتصبح أمرًا دينيًا مرتبط بالأفراد، ولا علاقة له بشكل إدارة المملكة".

وتابع "لكن المشكلة بالنسبة لهم (الأسرة الحاكمة) هي أن القول بأن الوهابية هومذهب يرسخ لأفعال تنظيم داعش، أمر دقيق. الفتاوى والأراء السعودية استخدمت لتشجيع الناس على الانضمام للجماعات الإرهابية".

لكن الجارديان نقلت أيضًا عن سعودي حمل لقب مساعدًا لأحد الوزراء بالمملكة، إن البلاد لم تعد عصية على التغيير، مضيفًا "نتبنى ذلك وندرك أننا لايمكننا الاعتماد على العالم المتقدم ليقودنا في هذا الأمر".

ولا يبدو أن أحد الطلاب الشباب بالمملكة، 24 سنة، لا يتفق مع ذلك مبررًا بأن أكثر 11 حسابًا يمتلكون عدد من المتابعين على موقع تويتر يمتلكهم دعاة سلفيين. وتابع أن "هناك 20 مليون شخص يعتمدون على كلمات هؤلاء الدعاة، ولن يتقبلوا أي نوع من التغيير. أبدًا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان