أسوشيتد برس ترصد علاقة قطر بإيران والجماعات الإرهابية
كتب - عبدالعظيم قنديل:
نشرت وكالة "أسوشتيد برس" الإخبارية الأمريكية، اليوم الأحد، تقريرًا يسلط الضوء على علاقة قطر بالعديد من الجماعات المتطرفة وإيران، مشيرة إلى أن الأزمة السياسية، التي تجتاح قطر، تنبع من اتهامات جيرانها العرب بأنها تدعم الإرهاب، لكن علاقتها مع إيران وارتباطها بالعديد من الجماعات الإسلامية جعلتها تصبح فريسة للاتهامات، وخلقت ما يكفي من الدخان لإشعال النار في منطقة الخليج العربي.
يُذكر أنه بعدما قطعت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية مع قطر إثر اتهامها بـ"دعم الإرهاب وتمويله"، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة، أغلقت الرياض وأبوظبي كافة المنافذ البحرية والجوية أمام الحركة القادمة من وإلى المغادرة إلى قطر ومنع العبور لوسائل النقل القطرية كافة.
دعم قطر لتنظيم القاعدة و"داعش"
وبحسب التقرير، اتهم دول خليجية الدوحة بدعم تنظيم القاعدة وفكر تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة، من سوريا إلى شبه جزيرة سيناء، ومن المؤكد أن الخلاف بين السعودية وقطر يمكن أن يقوض جميع الأموال المالية للمعارضة السورية.
ويقول الخبراء إن التمويل القطري دعم بشكل غير مباشر الجماعات المسلحة، لكن السعودية واجهت اتهامات مماثلة، في الأيام الأولى لانتفاضة سوريا في عام 2011، لكن الخبراء يقولون إن الرياض عدلت مواقفها الرسمية لاحقًا.
وقال حسن حسن، وهو خبير في سوريا، إن قطر لم تدعم أبدًا تنظيم القاعدة مباشرة، بيد أن قطر دعمت "أحرار الشام"، التى يرتبط مؤسسوها بتنظيم القاعدة، من جانبها، استضافت المملكة العربية السعودية مرة واحدة أعضاء أحرار الشام في مؤتمر المعارضة السورية في عاصمتها الرياض.
"جماعة الإخوان المسلمون"
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر تعتبر "جماعة الإخوان المسلمون" يشكلون تهديدًا مباشرًا لحكمها وقوة مزعزعة للاستقرار، ومع ذلك، لا تزال فروع الإخوان نشطة في الأردن وتونس.
ووفقًا للتقرير، تدعي قطر أنها دعمت مصر ككل، وليس فصيلاً معينًا، عندما كان الإخوان في السلطة بعد الإطاحة بحكم الرئيس حسني مبارك في عام 2011، لاسيما بعد أن ساعدت قطر الحكومة، التي تقودها الإخوان في القاهرة بمليارات الدولارات، وكان أحد الداعمين الرئيسيين لفصائل الجماعة في سوريا وليبيا.
وتتهم الدول الخليجية قطر بتقديم الدعم المالي والملاذ الآمن وحتى المواطنة لشخصيات المعارضة الإسلامية من بلدانها، بعد أن حظرت السعودية والإمارات ومصر جماعة "الإخوان المسلمون"، ووصفتها بأنها منظمة إرهابية، متهمة إياه بالتخطيط لهجمات إرهابية.
حركة حماس
وأوضحت الوكالة الأمريكية إلى أن "حماس" تعتبر جماعة تابعة للإخوان في مصر، وترى إسرائيل وحلفائها الغربيين أنها منظمة إرهابية، وقد خاضت "حماس" ثلاث حروب مع إسرائيل، ويعتبرها البعض في العالم العربي قوة مقاومة مسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقد استثمرت قطر مئات الملايين من الدولارات في الطرق والمساكن والمستشفيات الكبرى في قطاع غزة، التي توفر شريان الحياة في المنطقة المدمرة التي تخضع لحصار إسرائيلي.
فدية الرهائن
وأكد التقرير أن الاتفاق، الذي تم التفاوض عليه مؤخرًا حول الإفراج عن أحد أفراد أسرة قطر الحاكمة، يُعد مصدر قلق للقادة الخليجيين خصوصًا في السعودية التي تعتبر إيران أكبر خصم لها، حيث كانت أكثر الصفقات تعقيدًا وحساسية في تحرير الرهائن.
يذكر أن قطر دفعت مئات الملايين من الدولارات إلى ميليشيات شيعية تدعمها إيران، اختطفت الرهائن الـ 26 يوم 16 ديسمبر عام 2015 من معسكر صحراوي لصيادي الصقر في جنوب العراق.
وطلبت مصر من مجلس الأمن الدولى التحقيق في التقارير التي تفيد بأن قطر "دفعت مليار دولار لمجموعة إرهابية نشطة في العراق" لتحرير الرهائن، الأمر الذي من شأنه أن ينتهك قوانين الأمم المتحدة، لكن قطر أشارت إلى أنها قدمت دعم مالي إلى الحكومة العراقية لجهودها في الإفراج عن الرهائن، وأنها لم تتعامل مع الجماعات المسلحة هناك.
إيران
وتتهم المملكة العربية السعودية قطر بدعم الجماعات المسلحة الشيعية في الداخل السعودي، لاسيما بعد أن ازداد العنف، في الأسابيع الأخيرة، بين المسلحين وقوات الأمن السعودية في بلدة "القطيف"، وذلك حسبما أفادت وكالة "أسوشتيد برس" الإخبارية الأمريكية.
كما اتهمت السعودية قطر بدعم المتمردين المتحالفين مع إيران في اليمن المعروفين باسم الحوثيين. ومع ذلك، كانت قطر عضوًا في تحالف بقيادة السعودية يقصف الحوثيين في اليمن.
ويقول الخبراء، لوكالة "أسوشتيد برس"، أنه لا يوجد دليل يدعم هذه الادعاءات، ولكن هذه الاتهامات تبدو ناجمة عن مفاوضات لنقل السلطة في اليمن في عام 2012، وكانت قطر والسعودية في خلاف حول كيفية المضي قدمًا في ذلك، واتهمت قطر بمحاولة لتخريب مبادرة بقيادة السعودية من خلال العمل مع الحوثيين.
فيديو قد يعجبك: