إعلان

ماذا قالت الصحافة الأمريكية عن إقالة مدير "إف بي آي"؟

04:09 م الأربعاء 10 مايو 2017

إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

أولت الصحافة الأمريكية اهتمامًا بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي المفاجئة يوم الثلاثاء، والتي جاءت وسط تحقيقات يجريها "إف بي آي" في التدخل المزعوم لروسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح المرشح الجمهوري – آنذاك – دونالد ترامب.

وأبلغ الرئيس الأمريكي كومي بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي بحاجة إلى قيادة جديدة وأنه ينهي خدماته "بشكل فوري"، في خطوة أعادت إلى الأذهان فضيحة "ووترجيت" التي أطاحت بالرئيس السابق ريتشارد نيكسون.

وقال ترامب في رسالة نشرها البيت الأبيض، لكومي "تم إنهاء خدماتك وإقالتك، وسيطبق القرار فورا... من الضروري العثور على قيادة جديدة لمكتب التحقيقات الفيدرالي تعيد ثقة العامة فيه وفي مهمته الأساسية في إنفاذ القانون".

"شبح التدخّل الرئاسي"

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن القرار الذي أقدم عليه ترامب يثير شبح التدخّل الرئاسي، ويعكس صلاحيات ترامب "غير المحدودة" التي طالت أعلى أجهزة إنفاذ القانون في البلاد، (إف بي آي).

وأشارت الصحيفة في إطار تناولها للإقالة المفاجئة، إلى أن إقالة كومي تُعد الأحدث في سلسلة عمليات التطهير التي يُمارسها الرئيس الأمريكي على هيئات إنفاذ القانون منذ وصوله سُدة الرئاسة. ففي وقت مبكر من فبراير الماضي، أقال القائمة بأعمال وزير العدل، سالي ييتس، من منصبها بعد رفضها الدفاع عن قراراته التنفيذية المتعلقة بمنع رعايا 7 دول ذات أغلبية مسلمة من الدخول إلى أمريكا.

وفي مارس، أقالت إدارة ترامب 46 مدعيًا عامًا فيدراليًا عيّنهم سلفه باراك أوباما، بينهم المدعى العام الفيدرالي لمنطقة مانهاتن بريت بهارارا الذى طلبت منه الإدارة تقديم استقالته.

ورأت الصحيفة أن إقالة الرئيس السابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي، تُثير المزيد من التساؤلات حول نزاهة "إف بي آي" ومستقبل التحقيقات التي يُجريها المكتب تحت حكم ترامب.

واعتبرت النيويورك تايمز توقيت الإقالة "غريبًا"، خاصة وأنه يأتي مساء أمس الثلاثاء، قبل اجتماع ترامب مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في المكتب البيضاوي اليوم الأربعاء، مُشيرة إلى أنه يضع الديمقراطيين في "موقف حرج".

"إقالة حتمية"

أما صحيفة "يو إس إيه توداي"، فقالت إن إقالة كومي كانت "حتمية" ولا مفرّ منها.

بالرغم من إدراجه ضمن قائمة "أكثر الشخصيات نفوذًا في العالم" في مارس الماضي، تقول الصحيفة إنه من الناحية الفِعلية لم يكن كومي سوى "رجل ميّت" ولم يرجع بقائه مديرًا للـ إف بي آي دليلًا على كفاءته. فقد كان مديرًا دون أن يحظى بدائرة انتخابية أو جمهور يلتف حوله.

وأشارت إلى أنه فشل في تحقيق التوازن في بيئة سياسية شديدة الانقسام، رغم محاولاته الشديد. فكان عليه أن يذهب.

"ترامب-نيكسون"

فيما ربطت صحيفة "شيكاجو تريبيون" توقيت الإقالة بالتوترات بين واشنطن وموسكو، خاصة وأنها جاءت فى خضم التحقيقات التى يُجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي حول تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب.

وقالت إنه يُثير الشكوك حول جهود البيت الأبيض لعرقلة التحقيقات التي يقوم بها إف بي آي والكونجرس، وشبّهت ترامب على إثره بالرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، إذ قارنت بين إقالة كومي وإقالة الرئيس ريتشارد نيكسون للمدعي العام الخاص، أرشيبالد كوكس، خلال فضيحة ووترجيت.

"الثانية"

أما وكالة "أسوشيتد برس"، فقالت إن إقالة جيمس كومي تُمثّل الواقعة الثانية التي يُقال فيها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في تاريخ أمريكا، فمن قبل أطاح الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ويليام سيشنز عام 1993.

"مأزق سياسي"

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن إقالة كومي تُثير مخاوف فورية بين المُشرّعين وغيرهم من انتهاء التحقيق الذي يُجريه المكتب في تواطؤ مُحتمل بين الكرملين وحملة ترامب.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته عبر موقعها الرقمي اليوم الأربعاء، إن الإقالة تخلق مأزقًا سياسيًا لوزارة العدل الأمريكية، بالرغم من أن التحقيق لا يزال في مراحله الأوليّة، ولكنه يتعلّق بموضوع حسّاس.

"سياسة غير مُعتادة"

أما شبكة "سي إن إن" فوصفت الإقالة بـ"العاصفة المُفاجئة". وقالت إن الإعلان المفاجئ للإقالة أحدث صدمة مباغتة ترددت أصداؤها في واشنطن.

وقال كبير المحللين القانونيين في شبكة CNN، جيفري توبين، إنه غير مقتنع بفكرة إقالة كومي بسبب التحقيق في الخادم الإلكتروني الخاص بكلينتون، واصفًا الأمر بأنه "مناف للعقل". واعتبر توبين هذه الخطوة بأنها "إساءة استخدام للسلطة من قبل رئيس الولايات المتحدة."

وأضاف توبين: "هذا ليس شيئاً ضمن التقاليد السياسية الأمريكية."

وتابع توبين: "هذا ليس طبيعيًا، هذه ليست السياسة المعتادة،" رغم أنه أضاف أن ترامب لم يكن لديه السلطة القانونية لإقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي.

"إجراء مُتوقّع"

وبالرغم من أن أن الإقالة بدت وكأن ترامب أخذ كومي ومُساعديه "على حين غِرّة"، تقول صحيفة "بوليتيكو" إن القرار كان مُتوقّعًا ، خاصة وأن ترامب أبدى استياءه من أداء مكتب التحقيقات الفيدرالي في الشهور الأخيرة.

كما أشارت إلى إثارته الشكوك حول "نزاهة" التحقيقات الجارية بين مكتب التحقيقات الفيدرالي حول اتصالت مُحتملة بين مساعدي ترامب والمسؤولين الروس قبل وبعد الانتخابات الرئاسية في العام الماضي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان