لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سكاي نيوز:خسائر "غير معلنة" للضربة الأمريكية

04:22 ص السبت 08 أبريل 2017

القاهرة - مصراوي:

لم تقتصر حصيلة الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات العسكري في حمص وسط سوريا الجمعة على الخسائر العسكرية، بل طالت أيضا العلاقات بين واشنطن وموسكو، التي كان يعول لإعادة الدفء إليها على وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض - وفقا لما جاء بشبكة سكاي نيوز.

فذكرت الشبكة أن تداعيات إطلاق مدمرتين أمريكيتين 59 صاروخ "توماهوك" على القاعدة الجوية للجيش السوري الذي كان ردا على الهجوم الكيماوي في خان شيخون، وصلت إلى مجلس الأمن، الذي شهد جلسة نارية تبادل فيها مندوبو روسيا والولايات المتحدة الاتهامات.

وتسببت أيضا في إقدام روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد منذ بداية النزاع عام 2011، على إخطار وزارة الدفاع الأمريكية بأنها ستغلق خط اتصال يستخدم لتجنب الاشتباكات العرضية في سوريا، حسب ما ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية.

كما كادت الضربة الأميركية، التي تعد الأولى من نوعها ضد هدف للقوات الحكومية السورية، تؤدي إلى اشتباك مع الجيش الروسي الذي ينشر جنوده في القواعد السورية بينها مطار خان شيخون نفسه، وفق تصريح لرئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف.

وفي تفاصيل جلسة مجلس الأمن "النارية" التي عقدت بشكل طارئ عقب الضربة الأمريكية، اتهم مندوب روسيا في الأمم المتحدة، فلاديمير سافرونكوف، الولايات المتحدة بانتهاك القانون الدولي بشنها الضربات الصاروخية ردا على الهجوم الكيماوي.

كما دان الرجل، الذي بدا عليه الغضب، "النفاق الغربي"، مشيرا إلى أن الضربات الأمريكية "ترفع معنويات الإرهابيين"، معتبرا أنها "محاولة لصرف الانتباه عن سقوط كثير من الضحايا بين السكان المسالمين في العراق وسوريا بسبب أفعال أحادية".

أما السفيرة الأمريكية، نيكي هيلي، التي تترأس بلادها مجلس الأمن، فقد ردت قائلة إن الرئيس السوري بشار "الأسد فعل هذا لأنه ظن أنه يستطيع الإفلات به.. وعلم أن روسيا ستقف في ظهره.. وهذا تغير الليلة الماضية"، في إشارة إلى الضربات الصاروخية.

وفي هجوم حاد على روسيا، أضافت أنه "من المفترض أن تكون روسيا ضامنة لإزالة كل الأسلحة الكيماوية من سوريا بموجب اتفاق 2013"، و"من الممكن أن تكون موسكو سمحت عن معرفة ببقاء أسلحة كيماوية أو أنها كانت "غير كفؤة" في القضاء عليه.

ومن موسكو، اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، أن الضربات الأمريكية تعتبر "عدوانا على دولة ذات سيادة، ينتهك معايير القانون الدولي، و(يستند) إلى حجج واهية"، في حين أشار مدفيديف إلى أن ما قامت به واشنطن "يتنافى تماما مع القانون الدولي".

ولم يكتف رئيس الوزراء الروسي بهذا التصريح، بل ذهب أبعد من ذلك، حين قال، على مواقع للتواصل الاجتماعي، إن الضربات الأميركية غير قانونية، وكانت "على بعد خطوة واحدة من اشتباك عسكري مع روسيا"، دون أن يقدم مزيد من التفاصيل.

ويشير كلام مدفيديف إلى أن روسيا تعتبر أن الهجوم الصاروخي وضع واشنطن في مواجهة مع روسيا التي تنشر مستشارين عسكريين على الأرض في سوريا لمساعد حليفها الأسد، رغم أن البنتاجون كشف أنه أخطر وزراة الدفاع الروسية بالضربة قبل شنها.

ويبدو أن مدفيديف كان يحاول تحذير الولايات المتحدة من أن أي ضربة جديدة قد تؤدي فعلا إلى صدام مع روسيا، لاسيما بعد أن تم قطع خط الاتصال بين وزارة الدفاع الروسية ونظيرتها الأمريكية، الذي يستخدم لتجنب الاشتباكات العرضية في سوريا.

وتشير صور التقطتها الأقمار الصناعية إلى وجود قوات خاصة وطائرات هليكوبتر عسكرية روسية في قاعدة الشعيرات الجوية التي استهدفها الهجوم الأمريكي، وهو ما أكده البنتاجون الذي تحدث عن "تواجد من ١٢ الى ١٠٠ جندي روسي" في القاعدة.

وفي مؤشر آخر على أن الآمال التي كانت معقودة على وصول ترامب للبيت الأبيض لتحسين العلاقات بين البلدين ذهبت أدراج الرياح، اتهم مسؤول في البنتاغون بشكل غير مباشر موسكو بالضلوع في هجوم خان شيخون الكيماوي الذي أوقع عشرات القتلى.

وقال المسؤول إن "الروس تعهدوا بأن يتخلص النظام (السوري) من الأسلحة الكيماوية إلا أن النظام أقدم على استخدامها"، و"الآن نبحث هل الروس لديهم أيضاً تورط في استخدام هذه الأسلحة (الكيماوية) خصوصا بعد تدمير المستشفى بخمس ساعات لإخفاء الأدلة".

وتوحي تصريحات المسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية بأن موسكو حاولت طمس الأدلة، خاصة أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان قد قال إن طائرات حربية شنت ضربات جوية، الأربعاء، على مستشفى في خان شيخون، نقل إليه ضحايا القصف بالغازات السامة.

وتشير التطورات إلى أن الهجوم الأمريكي لم يسفر، وفق البنتاغون، عن تدمير طائرات سورية وإلحاق أضرار في المطار فقط، بل أدى إلى إعادة البرودة للعلاقات الروسية الأمريكية، وهو ما قد ينعكس على مسار الحرب السورية المستمرة منذ نحو 7 أعوام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان