لقاء السيسي وترامب في "أسبوع دبلوماسي حاسم" في البيت الأبيض
كتبت- رنا أسامة:
قالت شبكة "سي إن إن"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه أسبوعًا دبلوماسياً يُعد الأكثر حسمًا منذ صعوده للبيت الأبيض في العشرين من يناير الماضي، سيعكس تغييرات حادة في السياسة الخارجية الأمريكية.
أبرز الأحداث التي سيتضمّنها هذا الأسبوع السياسي الحاسِم لترامب، هو لقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، في البيت الأبيض، في خطوة من شأنها إزالة الفتور وتخفيف حِدّة التوترات التي شابت العلاقات المصرية- الأمريكية، بعد خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
كما سيُجري ترامب محادثات مع حليف شرق أوسطي بارز للولايات المتحدة، وهو الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، الأربعاء المقبل، في لقاء من المُرجّح أن يتطرّق إلى الحملة ضد داعش، التي صعّدتها إدارة ترامب عبر الحدود الأردنية في سوريا والعراق.
أما الاجتماع الأكثر أهمية- بحسب قول سي إن إن- فسيُجريه الرئيس الأمريكي مع نظيره الصيني شي جين بينغ، الجمعة المقبل، في فلوريدا، في أعقاب تحذير الولايات المتحدة للصين من أنها ستضطر لتطبيق إجراءات صارمة في حال وقفت بكين دون أن تبذل المزيد من الجهد لكبح جِماح حليفتها كوريا الشمالية على خلفية برنامجها النووي.
وفي هذا الصدد، قال ترامب لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية: "للصين تأثير ونفوذ كبير على كوريا الشمالية. والصين ستقرر إما أن تمد لنا يد العون لمواجهة كوريا الشمالية، أو أن تمتنع."
وأضاف "إذا فعلت ذلك، فسيكون هذا جيدًا جدًا بالنسبة للصين، أما إذا لم تفعل فلن يقع هذا في صالح أحد."
وتشير "سي إن إن" إلى أن أداء ترامب في الاجتماعات الثلاثة سيُراقب عن كثب؛ لما يتسم به من أسلوب سياسي فجّ غالبًا ما يبدو غير ملائم لبروتوكولات الدبلوماسية السياسية. وهو ما يجعل زعماء العالم الآخرين ما يزالوا يحاولون فهم أيديولوجية ترامب كي يتمكّنوا من اكتشاف كيف سيُعيد مبدأ "أمريكا أولًا" شكل السياسة الخارجية الأمريكية.
ويأتي هذا في الوقت الذي تشهده إدارة ترامب من تقييمات أداء منخفضة، واتهامات متلاحقة بتعاون حملته مع روسيا وتدخّل موسكو في الانتخابات الرئاسية، ما أوقع رئاسته في دوامة الشبُهات.
ووسط حالة الارتباك السائدة، سيبدأ ترامب خطواته الأولى "المُرتعشة" على المسرح العالمي، بلقائه بالقادة العرب هذا الأسبوع.
مصر
تتوقّع "سي إن إن" أن يركّز لقاء الرئيس السيسي وترامب، المُزمع عقده بعد ساعات، على منطقة الشرق الأوسط بكاملها، كما سيُمهّد لتقارب مصري أمريكي جديد بعد سنوات من الانتقادات القوية التي وجّهتها إدارة أوباما لمصر، على خلفية الإطاحة بالإخوان المسلمين في 2013- بحسب قولها.
ويرى الجمهوريون في الرئيس السيسي زعميًا قويًا في المنطقة، ويعتبرونه أفضل من الإخوان المسلمين أو ذلك النوع الفوضوي من القادة الذين مزّقوا بعض الدول إلى أشلاء بعد ثورات الربيع العربي.
وبالرغم من أن إدارة أوباما أفرجت عن المساعدات والمعدات العسكرية لمصر التي تم تجميدها بعد الإطاحة بالإخوان، لم يتوجّه السيسي في أي زيارة إلى البيت الأبيض في ظل الرئيس الأمريكي السابق.
تقول "سي إن إن" إن دعوة الرئيس المصري لزيارة البيت الأبيض في مرحلة مبكرة من حكم ترامب تحمل في طيّاتها دلالة على أنه "من الآن فصاعدًا، لن تُمثّل سياسة السيسي عائقًا أمام علاقة الحكومة الأمريكية باكثر الدول العربية اكتظاظًا بالسكان."
ولن تصُب هذه الاستراتيجية لصالح مصر وحدها، فبحسب مسؤولين بالبيت الأبيض، فإن ترامب سيتخذ نهجًا "خاصًا" و"سريًا" في مجال تعزيز حقوق الإنسان مع نظرائه الأجانب، وهي مسألة تقول الإدارة إنه تم مُناقشتها وبحثتها على أفضل وجه خلف الأبواب المُغلقة.
وقال المسؤولون إن إدارة ترامب تريد إعادة العلاقات مع مصر، وتحديدًا من خلال العلاقات الأمنية، وكذلك ستُناقش القضايا الاقتصادية أيضًا.
الأردن
تلفت "سي إن إن" إلى أن لقاء ترامب بالملك عبد الله الثاني سيحِل بعد أيام من ظهور الإدارة الأمريكية كما لو كانت تجعل مواجهة داعش أولوية قُصوى لها في سوريا، وعدم التركيز على الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، الذي وصفته الإدارة السابقة بانه "مجرم حرب" وطالبت بالإطاحة به.
الصين
ما من علاقة عالمية أكثر أهمية من تلك التي تربط الصين بالولايات المتحدة، فلم تكن بكين أقوى من أي وقت مضى في العصر الحديث، وزعيمها "شي" هو أقوى زعيم حكم البلاد منذ دنغ شياو بينغ الذي وضع الصين على طريق الرأسمالية، التي ساعدت على ظهورها كقوة عظمى إقليمية صاعدة؛ استعدادًا لتحدي النفوذ الأمريكي في آسيا.
وفي الوقت نفسه، فإن السياسة الأمريكية تجاه الصين تقف عند مُفترق الطرق، مع سعي الرؤساء الأمريكيين المُتعاقبين إلى ربط الصين بنظام التجارة العالمية، في محاولة للتحكّم في صعودها وإنهاء الصراع مع القوة العظمى العالمية الحالية- الولايات المتحدة. بيد أنه لا يزال من غير الواضح مدى التزام ترامب بنهج سابقيه إزاء الصين. ويأتي هذا في الوقت الذي نظر العديد من حلفاء الولايات المتحدة في الصين إلى انسحابه من اتفاق الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادئ، على أنه تسليم المبادرة الدبلوماسية والاقتصادية إلى بكين.
وترى الشبكة الأمريكية انه من الصعب التكهّن بنتائج القمة الأمريكية الصينية، بالنظر إلى افتقار ترامب للخبرة السياسية وطبيعته غير المُتوقّعة، بجانب قلة العلاقات بين الرجلين، فضلًا على عدم وضوح معالم الطريق الذي ينوي ترامب أن يسلكه في العلاقة مع الصين.
وتُنبئ القضايا الخلافية المطروحة على طاولة المناقشات المُرتقبة بين الجانبين، الأسبوع المقبل، بما في ذلك ملف التجارة، ومناورات بكين الإقليمية في بحر الصين الغربي، ومُطالبات ترامب للصين بالوقوف أمام نووي كوريا الشمالية،بصعوبة الوصول إلى نقاط مشتركة بين الجانبين.
فيديو قد يعجبك: