تقرير أمريكى: العلاقة بين القاهرة والرياض تتجاوز كثيرا مسألة الجزيرتين
كتب - عبدالعظيم قنديل
قالت مؤسسة"أتلانتيك كاونسيل" البحثية الأمريكية، إن "علاقة الرياض والقاهرة تجسد تحالفا استراتيجيا تاريخيا في منطقة الشرق الأوسط، حيث تجاهل العاهل السعودي الماك سلمان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التطرق لقضية جزيرتي تيران وصنافير".
وأضافت المؤسسة في تقرير، الثلاثاء، أن "سقوط مصر في الفوضى يمثل مصدر قلق بالغ للسعودية ودول الخليج العربى، لاسيما وأن تعداد مصر يبلغ حوالي مائة مليون نسمة، مما يجعل تحول مصر إلى النموذج السوري أو الليبي كارثة حقيقية بكل المقاييس لكل دول المنطقة العربية".
كما قالت المؤسسة البحثية إن "احتمال تكرار السيناريو الجزائري في مصر، حيث عانت الجزائر من حرب أهلية مدمرة بسبب الاضطرابات التي حدثت بعدها، لاسيما وأن الكثيرين أكدوا أنه نفس الطريق الذي تسير إليه مصر في عامي 2013 و2014".
وتابع "هناك شرط يجب أخذه في الاعتبار عند النظر إلى نموذج الهبات السعودية التي تزايدت حتى وقت قريب، وهو قضية جزيرتي تيران وصنافير، كان من المفترض أن هذا هو شرط السعودية لاستمرار تلقي الدعم من الرياض، حيث أن الجدل حول ماذا كانت الجزيرتان سعوديتان أم مصريتان، لكن من الواضح أن الرياض تريد هاتين الجزيرتين، والمسؤولون السعوديون أشاروا إلى أنهم حصلوا على التزام قاطع من قبل القاهرة بتسليم الجزيرتين".
وأضاف التقرير أن "الرياض تدرك أهمية الحفاظ على استقرار مصر، لذلك تقدم المملكة العربية السعودية دعما ماليا في شكل استثمارات ومساعدات، إضافة إلى دعم الطاقة مثل الاتحاد الأوروبي أو صندوق القد الدولي"، لافتًا إلى أن "العلاقة بين القاهرة والرياض تتجاوز كثيرا مسألة الجزر، على الرغم من كل العثرات فان العلاقة بين الرياض والقاهرة لا تزال مستقرة نسبيا".
وألمحت المؤسسة البحثة إلى أن "التهديد الإيراني وتنظيم داعش يمثلان ركيزة في محور اهتمامات كل من القاهرة والرياض، حيث لا تستطيع المملكة تجاهل القاهرة في هذا النزاع الإقليمي المشتعل"، منوهًا إلى أن "الرياض أصيبت بإحباط شديد من الموقف المصري الداعم للتدخل الروسي في سوريا".
وبحسب التقرير، ترى الرياض أن داعش يشكل تهديدا آخرا، على الرغم من أن السعودية لديها علاقة معقدة مع داعش من حيث المصادر الأيديولوجية للفكر الراديكالي للجماعة، وفي هذا الصدد، فإن القاهرة تعارض داعش إلى أقصى درجة.
وبحسب التقرير أيضًا، فإن "القاهرة تناهض مختلف أشكال الإسلام السياسي بما في ذلك النماذج الذي تتعامل معها الرياض بشكل براجماتي، وأيضًا جماعة الاخوان المسلمين، حيث يجب ألا ننسى أن تحركات الرياض في اليمن وسوريا تتصل بالتعاون مع عناصر من جماعة الاخوان المسلمين، لكن اختلاف في وجهات النظر مع القاهرة كهذا يعتبر قضية هامشية، ولن يقوض العلاقات، بل إنه لن يشكل أي توتر في العلاقات".
وأكد التقرير ان التحديات الاقتصادية التى تواجهها الرياض تحول دون توفير دعما ماليا ضخما لمساعدة الاقتصاد المصرى على مواجهة أزماته، حيث ترفض القاهرة استقبال دعم مالي يضع قيود حول سياستها الخارجية، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية يمكنها تشجع الإصلاحات الاقتصادية في مصر عبر ضخ مزيد من الاستثمارات، لتجعل مصر أكثر استقرارًا على المدى المتوسط والطويل.
فيديو قد يعجبك: