إعلان

نيويورك تايمز: "أزمة الصواريخ الكوبية" تعود من جديد

01:30 م الإثنين 17 أبريل 2017

نيكيتا خورتشيف و فيدل كاسترو

كتبت- هدى الشيمي:

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن كافة عناصر الأزمة النووية الكورية الشمالية كانت متوفرة الأسبوع الماضي، بداية من الحملة الشرسة لتجميع الترسانة النووية التي قام بها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، والدعاية المخادعة بشأن ما أحرزته من تقدم في المجال النووي، وصولا إلى التلميح بشأن شن حرب على الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية في تحليل إخباري على موقعها الإلكتروني يوم الأحد، إلى الاستعراض العسكري الذي أقيم في ساحة العاصمة بيونج يانج، والذي رافقه مجموعة من قاذفات صواريخ محمولة، مما نقل شعور بأن برنامج كيم جونج أون النووي لا يمكن السيطرة عليه، أو إيقافه.

وبعد أيام من حالة الترقب التي وضعت كوريا الشمالية العالم فيها، فشلت تجربتها النووية، بعد ثواني من إطلاق الصاروخ، لتترك بيونج يانج العالم ينتظر تجربة نووية سادسة، ربما لن تحدث الآن ولكنها قد تحدث في أي لحظة، بحسب الصحيفة، التي تشير إلى صور الأقمار الصناعية التي تؤكد أن الأسلحة النووية هناك مستعدة وجاهزة.

"الأزمة الكوبية"

ويرى الباحث روبرت ليتواك، من مركز مركز وودرو ويلسون الدولي، والذي يتتبع الوضع الحالي بين كوريا الشمالية وأمريكا، إن الموقف يتشابه مع أزمة "الصواريخ الكوبية" التي وقعت عام 1962، واستمرت 13 يوما، عندما قرر الاتحاد السوفيتي تثبيت صواريخ نووية في كوبا، بعد حدوث توتر عسكري وسياسي بينه وبين الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال ليتواك إن الأزمة الحالية تسير على خطى الأزمة القديمة، ولكن ببطء، إلا أن حركتها بدأت تزيد، مشددا على أن الولايات المتحدة لن تتوانِ في الدفاع عن نفسها، ولن تظل صامتة لفترة طويلة مع اقتراب كيم جونج أون لتحقيق أهدافه.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، قال خلال زيارته لكوريا الجنوبية، إن سياسة الولايات المتحدة "للصبر الاستراتيجي" إزاء كوريا الشمالية قد انتهت.

وأكد أن جميع الخيارات أصبحت مطروحة أمام واشنطن، وأنها تدرس مجموعة جديدة من الإجراءات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية للتعامل مع بيونجيانج.

"الهدنة"

وفي الوقت الذي يؤكد فيه عدد من المؤرخين والسياسيين على التشابه الملحوظ بين أزمة الصواريخ الكوبية والأزمة الكورية الشمالية، وقالت نيويورك تايمز إن الأزمة الحالية تختلف بعض الشيء، إذ أن جذورها ترجع إلى أكثر من 25 عام، عندما سيطر على بيونجيانج الشعور بالعظمة والطموح العالمي، وأصبحت تعمل على الحصول على أسلحة فتّاكة.

ترى الصحيفة أن دونالد ترامب يتعامل مع القوة العسكرية بحذر، كباقي أسلافه من الرؤساء الأمريكيين. وبعد العديد من الاجتماعات السرية، توصل إلى أن بلاده لا ينبغي أن تتعامل بعدائية مع كوريا الشمالية، وأن تؤجل هذه المواجهة العسكرية، حتى لا تنشب بينهم حربا جديدة، بعد قضاء حوالي 64 عاما من الهدنة غير المستقرة.

"الضغط"

وترجح نيويورك تايمز أن عدم تنفيذ كيم جونج أون للاختبار النووي في عطلة الأسبوع الماضي، بالتزامن مع الاحتفال بعيد ميلاد جدّه، مؤسس البلاد والنظام النووي، قد يشير إلى أنه الرئيس الصيني شي جين بينج، طالبه بالتوقف، وأن البيت الأبيض ضغط على الرئيس الصيني بقطع امدادات الطاقة عنه، في حالة عدم تدخله.

ويأتي ذلك، بعد كتابة ترامب لتغريدة على حسابه بموقع تويتر، قال فيها "لماذا أصف الصين بأنها تتلاعب بالعملة وهي تعمل معنا فيما يتعلق بمشكلة كوريا الشمالية؟ سنرى ما يحدث".

"مفاوضات"

ومن جانبه، يرى سيجفريد س.هيكر، الأستاذ الجامعي في جامعة ستانفورد، إن كوريا الشمالية أجرت 5 اختبارات نووية في 10 أعوام، مشيرا إلى أنها بالتأكيد تعلمت كثيرا منها.

كما لفتت الصحيفة إلى كيم جونج أون قد يفكر في إجراء مفاوضات نووية أخرى، كالتي أجرتها أوروبا مع الزعيم الليبي السابق مُعمّر القذافي عام 2003، والتي وافقت فيها طرابلس على التخلي عن برنامجها النووي مقابل وعود من الغرب بالدعم الاقتصادي، إلا أن ذلك كله لم يحدث، وبمجرد انتفاضة الشعب الليبي ضده، انقلبت عليه أمريكا وحلفائها الأوروبيين والعرب.

وختمت الصحيفة قولها، بالإشارة إلى أن القذافي استغنى عن أسلحته النووية لكي ينقذ نفسه، ولكن من الواضح أن كيم جونج أون لا يخطط لارتكاب نفس الخطأ.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان