هآرتس: أردوغان لا يحتاج للاستفتاء لتعزيز قوته في بلاده
كتبت- هدى الشيمي:
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شعبه في حشد بمدينة بورصة التركية في 5 أبريل الجاري، عدم زعزعة مكانة تركيا في العالم بالتصويت ضد التعديل الدستوري، الذي يضمن له المزيد من القوة، ويمنحه المزيد من الصلاحيات، بحسب ما ذكرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
وتقول الصحيفة إن الأمر لم يصل إلى هذا الحد، بل أن الرئيس التركي أكد أن الموافقة على التعديلات ستكون بمثابة بوابة العبور إلى الجنة ولم يكن بمفرده، بل أن الباحثين الإسلاميين وصفوا رافضي التعديلات بـ"الكفرة والملحدين".
وفي الوقت ذاته أكد دعاة إسلاميين أتراك الذين يعيشون في ألمانيا، أنهم سيلاقوا عذابا كبيرا إذا صوتوا على التعديلات بـ"لا"، لأنهم سيكونوا بذلك خائنين لمصلحة وطنهم.
تشير الصحيفة إلى أن الحرب التي تدور في تركيا بين أردوغان ومؤيديه من جهة، ومن يعارض الاستفتاء من جهة أخرى، ليست مجرد نقاشا داخليا آخر حول وضع السلطة في تركيا، ولكنها مسألة تتعلق بالمستقبل السياسي التركي.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية، قول أردوغان في احتفالية يوم الاثنين الماضي، بأن العديد من الدول البارزة يحاول جعل الأمور أكثر صعوبة على تركيا، بتأييدهم للمنظمات الإرهابية، في إشارة منه لبعض البلاد مثل ألمانيا، وهولندا.
وتابع: "هذه الدول تحشد المواطنين، وتقيم حملات مضادة للاستفتاء"، وأكد أن بلاده ستقلن تلك الدول درسا صعبا.
تحولت معارضة أوروبا للسياسة التركية إلى حالة من العدائية، وازدادت هذه العلاقات المضطربة توترا مؤخرا، بينما يواصل أردوغان هجومه على منافسيه السياسيين، والصحفيين والقضاة، ووكلاء النيابة، والعاملين في منظمات المجتمع المدني، ويهاجم أي شخص في أوروبا يدعم الساسة المؤيدين للأكراد، ويهاجم سياسته.
وترى الصحيفة الإسرائيلية أن أردوغان لا يحتاج الاستفتاء لكي يعزز قوته في بلاده، لأنه أحد أقوى الرجال الذين حكموا تركيا بالفعل.
ولفتت إلى أن حزبه – العدالة والتنمية- يحكم البلاد منذ عام 2002، ولم يعطي أي حزب آخر مجال للتنفس أو بسط جزء صغير من سيطرته.
يستطيع أردوغان فعل أي شيء يفكر فيه، وبإمكانه تنفيذ أي قرار دون الحصول على موافقة البرلمان، أو غيره من المؤسسات في الدولة، وتؤكد الصحيفة صحة ذلك بالإشارة إلى أنه شارك في الحرب السورية، وأرسل قوات إلى العراق، كما أن السياسة الخارجية التركية تتم داخل القصر الحاكم، ولا يجرؤ أحد على معارضتها.
وفقا للصحيفة، فإن قوة أردوغان تظهر في كل شيء في تركيا، فأصبح رئيس الوزراء بن علي يلدريم يعمل وكأنه المدير التنفيذي للرئيس، وأصبح الجيش ينصاع لأوامر الرئيس، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على الإعلام والتي تصل إلى حد الاضطهاد.
وتقول الصحيفة إن الاستفتاء الجديد لا يتضمن أي شيء مخالف لمبادئ العلمانية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك، مشيرة إلى أن أردوغان لا يستخدم التشريعات القانونية من أجل نشر الدين، أو الترويج له، لأنه يفعل ذلك بطريقة مباشرة.
وأضافت أن الرئيس التركي دعا النساء لإنجاب المزيد من الأطفال، وتوقفت الرحلات الجوية التركية عن تقديم المشروبات الكحولية في الرحلات المحلية، وترتدي زوجته أمينة الحجاب، وفي إطار إصلاح نظام التعليم، يسعى بأن يجعل الطلاب في المدارس الإسلامية يحصلون على نفس المزايا التي يحصل عليها طلاب المدارس الخاصة عندما يسجلون في الجامعات.
وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان رجل متدين، كان عضوا فعالا في الأحزاب الدينية قبل تشكيل حزبه الخاص، يحتاج فقط إلى أن تنفيذ الإصلاحات الدستوري حتى يثبت أنه قادر على الحصول على ما يريد.
فيديو قد يعجبك: