تايم الأمريكية: تفجير الكنيستين يعكس قوة داعش
كتبت- هدى الشيمي:
قالت مجلة التايم الأمريكية إن تفجيري كنيسة مارجرجس في طنطا، والكنيسة المرقسية في الإسكندرية وأسفرا عن مقتل 45 شخصا وإصابة أكثر من 100 شخص، يؤكدان قدرة تنظيم داعش على شن هجمات إرهابية في جميع أنحاء مصر، وأن ملايين الأقباط يواجهون خطرا حقيقيا.
وقال هاني عزت، أحد أقارب رفعت حبشي الشمّاس في كنيسة مارجرجس بطنطا، الذي أصيب بجروح نتيجة للتفجير، للمجلة الأمريكية إنه "كمسيحي لم يعد يشعر بالأمان بعد الآن."
وأضاف "قوات الأمن وأجهزة الدولة لا تهتم بنا، بعد كل واقعة يعدونا بالحماية، ولكنها لا تتحقق"، وتوقع استمرار وقوع هجمات مماثلة.
وكان تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن التفجيرين، وكشف في منشور له تفاصيل استهداف الكنيستين، وكشف هوية منفذي الهجوم، وهما "أبو البراء المصري" الذي فجر نفسه بواسطة حزام ناسف أمام الكنيسة المرقسية، بينما فجر أبو إسحاق المصري سترته الناسفة وسط تجمع أمام كنيسة مارجرجس في طنطا.
ولفتت المجلة إلى أن تغيير داعش ايدولوجيته ظهر بشكل واضح في سيناء، عندما استهدف مقاتلوه المسيحيين في مدينة العريش بسيناء، مما دفعهم إلى النزوح إلى مناطق أخرى.
وفي هذا الإطار، قال مهند صبري، مؤلف كتاب "سيناء: عماد مصر، حياة غزة، كابوس إسرائيل"، إن استهداف المسيحيين له تأثير أكبر على نفوس المصريين من قتل الجنود في سيناء.
وأشار إلى أن تنظيم داعش يغير استراتيجيته، ويركز جهوده على الأقباط في مصر، كنوع من الدعاية، وتأكيد أن الحكومة المصرية لا تستطيع حماية الأقليات التي تعيش بها.
ويقول صبري إن مقاتلي داعش استطاعوا الانتشار في سيناء بنجاح، وأصبحت لديهم القدرة على شن الهجمات داخل العريش، ويهددون المناطق المركزية في سيناء والقريبة من الحدود الإسرائيلية، أو المنتجعات الموجودة في الجنوب.
وفي المقابل، حذرت هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية مواطنيها الإسرائيليين من السفر إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، ودعت الموجودين هناك إلى مغادرتها.
ويرى تيموثي قلدس، الباحث بمعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، أن هناك دوافع أعمق لاستهداف المسيحيين. ويقول إن العديد من الإسلاميين في مصر يروا أن الأقباط مسؤولين بشكل واضح عن تولي السيسي للرئاسة، والإطاحة بمحمد مرسي.
وأضاف "بينما تتجنب الكنيسة المصرية توجيه الانتقادات العلنية للأجهزة الأمنية الحكومية، أعرب المواطنون المسيحيون عن إحباطهم، وخرجوا في مظاهرات مناهضة للحكومة بعد التفجير الذي حدث في الكنيسة البطرسية في ديسمبر الماضي".
ويقول صامويل تادرس، الباحث المصري في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن الأقباط في مصر الآن يبحثون عن إجابة العديد من الأسئلة، مثل ماذا فعلت الدولة لحمايتنا حتى الآن؟، ولماذا يستهدفنا المتطرفون؟، وهل أعيش في أمان؟، هل يجب أن أغادر مصر؟
وتشير المجلة إلى نفي بعض المسؤولين المصريين ما تردد عن أن تفجير الكنيستين شكلا من أشكال التقصير الأمني.
ونقلت قول يحيى كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن قوات الأمن نجحت في مكافحة الإرهاب في مناطق أخرى في مصر، مشددا على عدم وجود أي تقصير.
وأضاف "في الوقت ذاته لا يوجد أداء أمني كامل في أي دول بالعالم، الثغرات الأمنية هي وسيلة الإرهابيين لشن الهجمات".
وترى المجلة أن التوقيت الذي شن فيه الإرهابيين التفجيرات قد يكون مُربكا بالنسبة للرئيس السيسي، الذي التقى نظيره الأمريكي قبل أيام، وكانت مكافحة الإرهاب والقضاء عليه في الشرق الأوسط أهم القضايا التي تناولاها.
فيديو قد يعجبك: