إعلان

معركة الموصل: التصعيد الأمريكي يقابله قتلى أكثر من المدنيين

04:27 م الثلاثاء 28 مارس 2017

كتبت – سارة عرفة:
منذ أيام وهناك عشرات المدنيين العراقيين، بعضهم لا يزال حيا ويطلب المساعدة، دفنوا تحت حطام منازلهم في غرب الموصل بعد أن سوت غارات جوية تقودها الولايات المتحدة مجمعا سكنيا بالمدينة، بالأرض، حسبما أفادت صحيفة نيويورك تايمز الاثنين.

ويحاول ناجون مرهقون العثور على جثث ذويهم تحت الحطام.

وقال مسؤولون عراقيون إن حصيلة القتلى يمكن أن تصل إلى 200 أو أكثر، ما يجعلها أكثر حصيلة محتملة لمدنيين يسقطون في ضربة عسكرية أمريكية في العراق.

وأوضحت الصحيفة أن القتال ضد تنظيم داعش بات أكثر إلحاحا في المدينة، حيث يقول المسؤولون العراقيون إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بات يضرب بشكل أسرع أهدافا حضرية من الجو، حيث يستغرق الأمر وقتا أقل من السابق لحساب المخاطر المحتملة على المدنيين.

وأضافوا أن التغيير يعكس اندفاعة متجددة للجيش الأمريكي تحت إدارة ترامب لتصعيد معركة الموصل.

غير أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين يصرون على أنه لم يحدث أي تغيير في قواعد الاشتباك التي تقلل من المخاطر على المدنيين.

وقالوا إن التقارير عن سقوط خسائر كبيرة في المدنيين تأتي في وقت احتدام العمليات بشكل أكبر من جانب القوات العراقية في الموصل والقوات التي تقاتل تنظيم داعش في سوريا.

ومع بدء التدفق على الموصل في ديسمبر، قال المسؤولون إن المستشارين العسكريين الأمريكيين مُنحوا المزيد من السلطة لاستدعاء بعض الغارات الجوية التي لا تحتاج إلى موافقة مخن المقر الرئيسي، حسبما أوردت نيويورك تايمز.

ولفتت الصحيفة إلى أن معركة الموصل الآن باتت في مرحلة أكثر خطورة بالنسبة للمدنيين، حيث يدور القتال في أزقة ملتوية ومناطق مكتظة بالسكان في المدينة القديمة.

وقالت إن مئات الآلاف من المدنيين عالقين الآن في أحياء ضيفة مع مقاتلي داعش الذين لا يكترثون بحياتهم أو موتهم.

في نفس الوقت، قالت الصحيفة إن المزيد من قوات العمليات الخاصة الأمريكية بعضهم يرتدي ملابس سوداء ويقودون سيارات سوداء كما نظرائهم العراقيين، باتوا أقرب من الخطوط الأمامية.

وفق ذلك الوضع، نظريا، يفترض أن يكون استهداف مقاتلي الدولة الإسلامية أكثر دقة من جانب التحالف. كما يتوجه 200 جندي أمريكي اخرين إلى العراق لدعم المعركة خلال الأيام المقبلة.

ورحب الكثير من القادة العراقيين بالدور الأمريكي الأكثر عدوانية، وقالوا إن ضباط التحالف كانوا يخافون جدا تحت إدارة أوباما.

ويقول العراقيون إن القتال في المناطق الحضرية الضيفة في غرب الموصل يحتاج إلى قوة جوية، حتى إذا كان ذلك يعني مقتل المزيد من المدنيين.

وتشير نيويورك تايمز إلى أنه عندما تتحول هذه القرارات إلى قرارات مأسوية يكون الأمر كما لو أنها بانوراما دمار في حي الموصل الجديدة، بالشكل الذي قارنه أحد السكان بالدمار الذي حدث في هيروشيما اليابانية عندما قصفتها الولايات المتحدة بقنبلة نووية في الحرب العالمية الثانية.

وترسم الصحيفة صورة للوضع في مكان الغارة، وتقول كانت هناك ذراعا مقطوعة ملفوفة في قطعة قماش حمراء اللون، محشورة وسط الحطام. فيما كان عمال الإنقاذ بستراتهم الحمراء وأقنعتهم التي يرتدونها تجنبا للرائحة الكريهة وبعضهم يعلق بندقيته على أكتافهم، عن الجثث وسط الحطام.

أحد الناجين، عمر عدنان جلس بالقرب من منزله المدمر الأحد. كان يمسك بورقة بيضاء مدون بها باللون الأزرق 27 اسما لأفراد عائلته القتلى أو المفقودين.

إلى جواره جلس رجلان. أحدهما، أشرف محمد، قال "فقدت كل عائلتي عدا هذا الفتى، شقيقي."

لم يقتصر مقتل المدنيين على معركة الموصل وحدها، والتي تبعد أكثر 350 كيلومتر شمالي بغداد. ففي مساحات شاسعة من سوريا والعراق، هناك المزيد من الجنود الأمريكيين منخرطون في القتال، وهناك المزيد من الغارات الجوية الأمريكي أيضا.

في سوريا، احتدمت المعكرة في جزء كبير حول الرقة، عاصمة داعش.

والحملة في سوريا والعراق تهدف إلى القضاء على التنظيم في مدينتيه الكبريين، الرقة والموصل.

ووفقا لمنظمة "أيرورز" التي تراقب الغارات الجوية الدولية وتأثيرها على المدنيين، ومقرها لندن، ارتفعت نسبة الخسائر في صفوف المدنيين بنسبة كبيرة جراء الغارات التي تقودها الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة.

وقالت المنظمة إن عدد المدنيين الذين تأثروا بالغارات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة فاق هؤلاء الذين تأثروا من الغارات الروسية والسورية للمرة الأولى.

وأضافت المنظمة أن عدد القتلى المدنيين بدأ في الارتفاع تحت إدارة باراك أوباما واستمر في ارتفاعه مع تولي دونالد ترامب منصبه في يناير.

وأقر مسؤولون أمريكيون بأن التحالف شن غارات جوية في الموصل الجديدة في 17 مارس، وأنه يحقق فيما إن كانت تسبب في مقتل عشرات المدنيين أم لا.

ويصر المسؤولون الأمريكيون على أنهم يقومون بكل ما في وسعهم حتى يمكنهم حماية المدنيين مع احتدام معركة الموصل.

وقال جيم ماتيس، وزير الدفاع للصحفيين في البنتاجون يوم الاثنين إن القادة العسكريين "يدركون جيدا أنه في كل ساحة قتال يختبئ العدو خلف النساء والأطفال" يمكن أن يؤدي إلى سقوط مدنيين.

وأضاف أنهم يقومون بكل شيء ممكن لخفض الخسائر في الأرواح والإصابات في صفوف الأبرياء.

وأشارت الصحيفة إلى أن القوات العراقية تؤمن شرق الموصل بشكل شبه كامل منذ يناير. وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها تقريبا، لكن في غرب المدينة بات القتال أكثر وحشية.

وقال اللواء معن السعدي، قائد القوات الخاصة العراقية، إن رجاله استدعوا الغارات الجوية الأمريكية التي تسببت في مقتل المدنيين، مضيفا أنه "يشعر بالحزن" تجاه الضحايا.

لكنه وصف مقتل المدنيين بأنه نتيجة مؤسفة للحرب، بحسب نيويورك تايمز.

وقال إن القوات العراقية فقدت آلاف الرجال في القتال ضد تنظيم داعش، وأن خسارة الكثير من المدنيين أيضا في هجوم واحد "في مقابل تحرير مدينة الموصل بالكامل- أعتقد أنه أمر عادي."

وأضاف "هذه حرب، والأخطاء يمكن أن تقع، ويمكن أن تكون هناك خسائر. لكننا نقاتل أخطر منظمة إرهابية في العالم، بدعم كبير غير مسبوق من التحالف الدولي."

وقال اللواء علي جميل، وهو ضابط استخبارات مع القوات الخاصة العراقية، إنه يقاتل تنظيم داعش منذ أكثر من عامين بدعم جوي أمريكي.

وأضاف "لم أرى مثل هذا الرد السريع بهذا التنسيق العالي من التحالف كمنا أراه الآن."

وقال قبل ذلك، عندما كان العراقيون يطلبون غارات جوية، "كان من المعتاد أن تتأخر، أو لا تكون هناك استجابة في بعض الأحيان، متعذرين بفحص المكان أو البحث عن مدنيين."

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان