إعلان

هل بالغ الإعلام البريطاني في تغطية هجوم لندن؟

10:09 م الجمعة 24 مارس 2017

الصحف البريطانية عن هجوم لندن

كتب - علاء المطيري: 

في اليوم التالي لهجوم لندن، امتلأت الصفحات الأولى لعدد من الصحف البريطانية بكلمات مثل "الهياج والهوس والإرهاب"، بينما واصلت عدد من المحطات الإذاعية والتلفزيونية تغطيتها على مدار الساعة وحصلت - من يطلق عليها - الكاتبة كاتي هوبكنز، على مساحة في عدد من الصحف الشعبية لتبث الكراهية والعنصرية وعداء الإسلام وكل أنواع التمييز الذي تتضمنه أحاديثها، وفقًا لتقرير نشره معهد التنوع الإعلامي، الجمعة.

وذكر التقرير أن بعض المدونات الإلكترونية أساءت استخدام صورة سيدة مسلمة كانت على جسر ويستمنستر أثناء الحادث وأسيء فهم موقفها بسبب حجابها.. هل يمكن لوسائل الإعلام أن تفعل شيئًا أفضل من ذلك؟، مضيفًا: "هل بالغت وسائل الإعلام في تغطيتها لهجوم لندن؟"

فالصحفيون في صراع مع دائرة الأخبار التي تسير بوتيرة متسارعة ومع طبيعة معقدة ومتنوعة للإرهاب نفسه، يقول التقرير، الذي أوضح أنه يجب على الصحفيين أن يتكيفوا مع سرعة وتعقيد تدفق المعلومات العاجلة في سياق يخضع لتأثيرات متزايدة من السلطات والمنصات الرقمية وحتى من الإرهابيين أنفسهم".

ويطرح التقرير سؤالا آخر هو: "هل الصحفيون الذين شاركوا في متابعة هجوم لندن كان لديهم أفكار وقوالب نمطية تم تعزيزها مسبقًا؟، مضيفًا: "وسائل الإعلام المحترفة والمراسلين في حاجة إلى أن يسألوا أنفسهم: ما هي ضرورة أن نذكر ديانة المهاجم أو حالته العقلية أو حتى مكان ميلاده أثناء التغطية؟".

وتابع: "ما الذي كان يدور في عقل مؤلف كاتب المقال بصحيفة التايمز عندما عمم وصفه على سكان مدينة برمنجهام بالقول إنها "مرتع الإسلاميين".

فصحيفة "ديلي ميل"، يقول التقرير، تستحق الخزي بعدما كتبت على صفحتها الأولى "جوجل صديق الإرهابيين" ووصفت عمدة لندن بـ"ابن سائق الأتوبيس"، مضيفًا: لكنها حصلت على لقب "صحيفة العام"، قبل أسبوع.

وتابع التقرير: "في ذلك العام كانت الصحيفة تصدر قدرًا من العنصرية والعداء للمهاجرين بصورة يومية لتأمين نتيجة الاستفتاء"، مضيفًا: "لكنه من الصعب أن ألا نتفق مع ما قالته الصحيفة عن عدم وحدة البريطانيين الذي وصل إلى حد غير مسبوق، لكنها هي من تتحمل اللوم".

ومن منظور أكبر، حذر سايمون جينكينز، كاتب بصحيفة الجارديان، غالبية وسائل الإعلام من التغطية الزائدة والمبالغ فيها لما وصفه بـ"عمل عشوائي قام به لاعب واحد لم يكن معه طلقة واحدة" في إشارة إلى منفذ هجوم لندن.

ويضيف جينكينز "لا تملأوا صفحات الصحف ومحطات التلفزيون ومحطات الراديو بكلمات مثل "الخوف والتهديد والرعب والفزع والوحشية".

وتابع: "لا تجعلوا عمدة لندن يسارع بالصياح: لا داعي للذعر. لا تجعلوا وسائل الإعلام تستخدم النقاد في التكهن بـ"ماذا يريد داعش" وكم هو صعب أن نحمي أنفسنا من الهجوم. لا تقدموا لندن كفيلم رعب. لا يجب أن تتعجلوا تربية أسامة بن لادن في الداخل.

وأضاف: "بعبارة أخرى، لا تتظاهروا بأنكم مستمرون في وضع طبيعي بينما تسيرون في عكس الاتجاه"، مشيرًا إلى أنه عندما قالت رئيسة الوزراء (تريزا ماي) أمام البرلمان "لسنا خائفين" كان الرد مخيفًا.

وتساءل: "لماذا تصرفت الحكومة بكاملها وكأنها لعنة؟".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان