إعلان

الجارديان: "المرض اللعين" يجتاح أفريقيا.. وتنزانيا تواجه خطر الإبادة

03:33 م الإثنين 20 مارس 2017

صورة نشرتها صحيفة الجارديان لأب يحمل ابنته المصابة

كتب – مؤمن علاء:
اهتمت صحيفة الجارديان البريطانية بظاهرة تزايد معدلات الإصابة بداء السرطان في الآونة الأخيرة في أفريقيا على وجه العموم وفي تنزانيا على وجه الخصوص.

حيث ذكرت الجارديان أن الجهاز المعروف بكوبالت 60، والذي تبرع به أحد رجال الأعمال الهنود لتنزانيا، لا يعمل إلا داخل قبو مظلم، مضيفة أن الجهاز يبدو متطورا وفعالا، لكن الكهرباء في مركز بوجاندو الطبي تعاني الكثير من الأعطال مما يعطل من نشاط الجهاز ومن فاعليته.

وقالت الصحيفة إن الطاقم الطبي بمركز بوجاندو الذي يقع بمدينة موانذا متحمس جدا لاستخدام الجهاز المتطور بفاعلية وكفاءة، مشيرا إلى أن لديهم الاستعداد التام لإجراء الفحوصات والعلاج الإشعاعي للقضاء على المرض الخبيث.

ولفتت إلى أن الحكومة في تنزانيا اعتمدت قبل ثلاثة أعوام انشاء مركز متخصص للأورام وأن الحكومة تعمل جاهدة لتطوير كفاءة الأجهزة الإشعاعية للقضاء على الأورام السرطانية.

لكن الأزمة الحقيقية تكمن، بحسب الجارديان، في توفير الأموال والميزانية اللازمة لتطوير تلك الأجهزة المتطورة، إذ نقلت عن بعض العاملين بالمركز الطبي أن هناك جهازين تم التبرع بهما من قبل الولايات المتحدة وإيطاليا لا يعملان نظرا للحاجة إلى تركيب بعض الأجزاء ونقص الإمكانات التكنولوجية لاستخدام الأجهزة.

وذكرت الجارديان أن مدينة بوجاندو هي مدينة عريقة تقع على الجانب الشمالي لبحيرة فيكتوريا. يسكنها حوالي 13 مليون شخص. وقالت الصحيفة البريطانية إن المركز الطبي لمكافحة مرض السرطان هناك يعاني التقصير كبقية المستشفيات والمراكز الطبية التي تخضع لإشراف وتمويل الحكومة والكنيسة الكاثوليكية هناك.

وخصصت تنزانيا العام الماضي حوالي 11,3 في المئة من ميزانية الدولة للصحة. وذكرت الصحيفة أن هذه النسبة مرتفعة جدا وتتزايد بشكل دائم، لكنها أكدت أن النسبة تعاني التحجيم بسبب إعلان ابوجا الشهير في عام 2001 والذي حدد النسبة المخصصة للإنفاق على الصحة واشترط ألا تزيد عن 15 في المئة.

وقالت الجارديان إن من بين كل عشرة آلاف مواطن بتنزانيا هناك خمسة فقط يعملون بالمجال الطبي.

وذكرت الصحيفة أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن معدلات الإصابة بالسرطان ربما تؤدي إلى القضاء على المواطنين بالقارة السمراء بمعدل أسرع مما تفعله الأمراض المعدية بحلول عام 2030، مشيرة إلى أن تنزانيا من أكثر الدول تعرضا لخطر الإبادة بسبب المرض اللعين.

وقالت الجارديان إن الطبيب الوحيد المتخصص في علاج الأورام (نستوري ماسالو) أكد أنه شرع في علاج السرطان منذ عام 2009 وأنه رصد 320 حالة في عام 2010، لكنه قام هو والفريق المعاون له برصد حوالي 14 ألف حالة العام الماضي.

ونقلت الجارديان عن الدكتور ميرشاديس بوجيمبي، مدير مركز بوجاندو، قوله إن السرطان يتزايد بمعدلات رهيبة، ملفتا إلى أن الجميع يطالب بتفسير واضح لتلك الظاهرة المخيفة.

لتاتي الإجابة مضطربة، حيث اختلف الجميع في تحديد سبب انتشار المرض بين قائل بأن السبب هو نقص الوعي الصحي، وقائل بأن السبب يكمن في التغيرات البيئية المستمرة، وآخر يقول إن ذلك بسبب تزايد متوسط الأعمار.

ذكرت الجارديان آن هناك حالة تتمثل في مزارع يدعي دودو بونيفيس يعيش بقرية تقع على بعد 170 كيلو متر من مدينة موانذا، والذي اصطحب في فبراير الماضي ابنته داينيس البالغة من العمر أربع سنوات بعد شكواها في شهر يناير من آلام في ظهرها، لتفقد بعدها بايام القدرة على تحريك قدميها، إلى مركز مركز بوجاندو؛ حيث اتضح أنها تعاني من مرض سرطان الغدد الليمفاوية.

وأوضحت الصحيفة أن مركز الأورام ببوجاندو هو المركز الوحيد الذي يتمتع بالتقنيات والمتخصصين بمجال الأورام السرطانية، العلاج الكيماوي، لكنها نقلت عن بعض العاملين هناك أن المركز بحاجة للمزيد من الأجهزة المتطورة للفحص وإجراء الإشاعات الطبية لعلاج المرض.

ولفتت الجارديان إلى المؤسسة الأمريكية لأبحاث وعلاج السرطان قامت بتمويل العلاج الكيماوي بمركز بوجاندو منذ عام 2015، وذلك بالتضامن مع المعهد الصحي العالمي بجامعة دوك.

وقالت الجارديان إن المصابين بالسرطان في تنزانيا يتجنبون جلسات العلاج على المدى الطويل، مؤكدة أن أغلبهم يعاني الأزمات المالية، وأن المصابين بالمرض يتعاملون معه على أنه لعنة كبري؛ فيخشون أن يعلم الناس إصابتهم به لذلك يفضلون التعامل مع الأطباء غير المتخصصين.

لكن الصحيفة قالت إن المركز الطبي الأمريكي وجهوده المكثفة والتقنيات الحديثة ساعدت في تقليل عدد المصابين بنسبة 20 في المئة.

ونقلت الجارديان عن الطبيبة بكركز بوجاندو (بيدا ليكوندا) القول بإن أغلب المصابين بالسرطان يرفضون التعامل مع حقيقة إصابتهم المرض، حيث يواجهون تلك الحقيقة بشيء من الإنكار، لكن مع حاجتهم إلى العلاج واكتشاف صعوبة التحمل يكون المرض قد انتقل إلى المراحل المتطورة والخطرة.

وقالت الصحيفة إن الطفلة داينيس إحدى سعيدات الحظ، من تمكن من العلاج والتداوي، في حين أن هناك عدد كبير من المصابين لا يمكنهم ذلك.
ونقلت الجارديان عن الدكتور ماسالو قوله إن هناك 60 في المئة ممن يعانون المرض لا يمكنهم العلاج في الوقت الحالي.

وقالت الصحيفة إن سرطان الرأس والعنق أكثر أنواع السرطان انتشارا في تنزانيا، إذ يفضي إلى الموت الحتمي للمريض، مضيفة أن نحو 80 في المئة من السيدات اللاتي تعانين من ذلك النوع من السرطان في مرحلة متأخرة يصعب معها العلاج.

ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة لابد لها في البدء في تدريب الأطباء المختصين بعلاج الأورام السرطانية وضرورة بناء المراكز الطبية في المدن والقري التي يستوطنها الفقراء، وضرورة توفير 120 سرير لاستقبال حالات مرضى السرطان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان