ماذا قالت الصحف الأجنبية عمّا حدث في العريش؟
كتبت - منة الشاذلي:
بعد مشاهد من أشكال الموت المأساوية، كالحرق، والضرب بالرصاص، وقطع الرأس، تسببت في إطلاق جمرة من الرعب والخوف في قلوب أقباط سيناء، ما كان عليهم إلا مغادرة مدينتهم في الحال، بعدما تصدّر خبر مقتل 7 أقباط على أيدي المتطرفين نشرات الأخبار والصحف العربية والعالمية، وفي هذا التقرير نكشف كيف تناولت الصحف الأجنبية والعربية تلك القضية.
ترى صحيفة سكاي نيوز العربية أن مصر تستنفر قواها بعد نزوح مسيحيي سيناء، وأن مصر تواجه تحديات وتهديدات أمنية عنيفة، خاصة عقب انتقال عشرات الأسر القبطية من محافظة شمال سيناء إلى مختلف محافظات مصر، على خلفية مقتل 7 أقباط على أيدي تنظيمات متطرفة شنت حملة منظمة لتهديد حياة الأقباط هناك.
كما أشارت إلى أنه منذ منتصف 2013 قتل مسلحو تنظيم داعش المئات من رجال الجيش والشرطة، في هجمات في شمال سيناء، كما قتلوا مدنيين، اتهموهم بالتعاون مع الجيش والشرطة.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست ما تناولته السلطات المحلية، أنه في يوم الأربعاء، أصيب رجل مسن بعيار ناري في رأسه، وابنه أُحرق حيا، وأضافت أنه كانت جثثهم ملقاة خلف مدرسة، وفي يوم الخميس، أطلق متشددون مشتبه بهم النار على رجل مسيحي في منزله، ثم طعنوا ابنته حتى الموت، والبعض الآخر من المسيحيين، منهم معلم وطبيب بيطري، قتلا عن طريق إطلاق نار من سيارة مجهولة.
وذكرت الصحيفة أن تلك الهجمات تستهدف الطائفة الأرثوذكسية القبطية في مصر والتي تبلغ نسبتها 10% من سكان مصر، مضيفة أن الأقباط يعانون من التمييز منذ سنوات في مصر ولكن من بعد ثورة يناير 2011 كُثفت الاعتداءات عليهم بشكل عنيف واعتبرتها جزءا من انتفاضات العالم العربي.
وترى الصحيفة أن أهم أسباب الهجوم على المسيحيين هو أنهم دعموا الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد حملته على الإسلاميين، والتي نتج عنها الإطاحة بالرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي في عام 2013، وأنه بعد كل هجوم، تطلق الحكومة وعدًا بحماية المسيحيين مع تدابير أمنية أفضل، إلا أننا نرى هجوما آخر على المجتمع.
أرسلت وكالة الأنباء رويترز مراسل لها وقال إنه شاهد 25 أسرة بجوار أمتعتهم في الكنيسة الإنجيلية بمحافظة الإسماعيلية، وأوضح مسؤولو الكنيسة أن 100 أسرة من نحو 160 في شمال سيناء غادرت، كما غادر أكثر من 200 طالب يدرسون في العريش عاصمة شمال سيناء، وأضافت أنه سكان العريش قالوا إن المسلحين نشروا قوائم القتل على الإنترنت ووزعوها في الشوارع محذرين المسيحيين، إما المغادرة أو الموت.
ونشرت بي بي سي ما تضمنه بيان لمجلس كنائس مصر يتطلع لعودة الأسر القبطية إلى بيوتهم وأعمالهم في أسرع وقت، وتدبير كل ما يلزم لإنهاء معاناتهم، حيث يضم المجلس الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية في مصر.
وقال البيان إن ما يحدث في العريش لمواطنين مصريين مسيحيين، وقتل وتهجير واعتداء على الممتلكات يمثل انتهاكًا للدستور المصري واعتداء على أبسط حقوق المواطنة وهيبة الدولة"، ويستهدف تشويه صورتها، وهدم إنجازاتهم.
أما نيويورك تايمز فأشارت إلى أنه معاناة شمال سيناء المستمرة من تمركز المتطرفين الإسلاميين، ومن يسكنها من مسيحيين عددهم قليل وينزحون عنها شيئًا فشيًا، ولكن عدد النازحين ازداد بشكل كبير بعد أحداث القتل التي تمت في الثلاث أسابيع الأخيرة، حيث أثار حالة من الذعر بين المسيحيين.
وأضافت أن إحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، والتي تستقر بشمال سيناء وتبنّت في ديسمبر الماضي أول تفجير انتحاري في كنيسة بالقاهرة، بالإضافة إلى أنهم تعهدوا بتصعيد الهجوم ضد الأقلية القبطية في مصر، من خلال فيديو مسجل، ووصفوهم "بالكفار".
يُذكر أنه خلال الثلاث أسابيع الماضية قُتل 7 أقباط بالعريش، من قبل جماعة من المتطرفين الإسلاميين بسيناء، ونتج عن ذلك نزوح أكثر من 70 أسرة قبطية من مدينة العريش خلال اليومين الماضيين، خوفا من تهديدات بالقتل من قبل مسلحين يشتبه بانتمائهم لتنظيم ولاية سيناء.
فيديو قد يعجبك: